" مصر الكنانة " ..شعر / أ.د. عبد الوهاب برانية

 

أراد الظالمون بمصر ضُرًّا

فلم يُفْلِحْ لهم أيُّ اختبارِ

فمصر أبيَّةٌ شمخاءُ تمضي

إلى غاياتها عزَّ النهارِ              

ومصر عصِيَّةٌ هزمت عِداها

تَحَطَّمَ عندها جيشُ التتارِ    

وردَّتْ كلَّ طَمَّاعٍ دنيءٍ

 به صَلَفٌ، ضليعٌ في اغترارِ             

فحَدِّثْ عن فرنسيسٍ وتركٍ

 وهكسوسٍ وأذيالٍ صغارِ              

وجيشُ الإنجليزِ أراد غُنْمًا

 فلم يحصد سوى طَعم المرارِ         

فقرَّرَ صُنْعَ نُوَّابٍ توخَّوْا

 فَنَاءَ القائمين بالانتصارِ               

فقاموا يقتلون بني أبيهم

وجِلْدَتِهِم بأسلحةِ الدمارِ              

فعارٌ ثم عارٌ ثم عارُ

 يُطَوِّقُ جِيدَهُمْ مليونُ عارِ               

فعارٌ أنهم في ذاك صاروا

 دهاقنةً لتُجَّارٍ كبارِ                        

وعارُ الأبعدِينَ له رسوخٌ

يزيد بالانبهار والاجترارِ   

وسوف يكون عارُهُمُ شَنارًا

 إذا كُشِفَ المُخَطَّطُ للديارِ           

سيلقون الذي يلقى عميلٌ

تَدَثَّرَ بالخيانةِ للإزارِ

ومن يبع البلاد بسوق بخسٍ

غدًا يجتر أشواك المرارِ

فلا ربحَ الأُلَى زرعوا دمارًا

ولا نهضوا جميعا من عَثارِ

فيا عملاءَ الاستعمارِ كُفُّوا

 قضيتُكم خَسَارٌ في خسارِ              

فنحن هنا جبابرةٌ قساةٌ

 نُحِطِّمُ كل جِلْفٍ مُسْتَطارِ                  

فصخرةُ مصرِنا صمَّاءُ تَهْوِي

على الشيطان في لهبٍ ونارِ

يذوق بنا جحيما أو حميما

به ينسى تقاسيم النهارِ

فنحن لكل خَوَّانٍ وُقُوفٌ             

ونحن لكلِّ باغٍ بانتظارِ

فيا مصرُ الحبيبةُ لا تبالي

بفأر ، لا ولا مليارِ فارِ

ديسمبر 17, 2024