• اخر الاخبار

    الثلاثاء، 16 أبريل 2024

    قصة قصيرة بعنوان : قاطع سبيل المعروف..بقلم الأديب: محمد علي ابراهيم الجبير

     


    كان عارف في الثانية عشر من عمره وهو يستمع الى قصص جده المتنوعه المسلية والساحرة واغلب الاحيان ينام عارف بقرب جده وهو يقص عليه القصص والحكايات والطراىف التي لاتنسى ،وأن معظمها مواعظ وعبر ، وخاصة القصص الاجتماعية التي يتطرق بها جده الى تعامل بعض الناس ، وكيف ان البعض يحتفظ بالمعروف ويجازي به صاحبه ، والبعض يتنكر للمعروف ويسيء لصاحبه !

    عارف ينتظر جده كل يوم عند عودته الى البيت ويطلب منه ان يقص عليه قصة من قصصه الجميلة،،

    في مساء ذلك اليوم حضر بعد الانتهاء من عمله ،استقبله عارف:

    - جدو ارجوك أن تقص عليً قصة من قصصك الجملية ؛

    - تدلل يا عارف ، ولكن ليس الان ، سأقص عليك اليوم قصة جميلة بعد العشاء وبعد ان تنهي من دراستك ..

    - اكملت دراستي بعد عودتي من المدرسة وتناولت وجبة الغداء ؛

    - حسناً ياولدي امهلني ساعة ارتاح فيها وبعد ذلك ساقص عليك ماتريد من القصص ؛

    - سأنتظرك ياجدو ؛

    بعد ساعة ناداه جده للحضور وقال له : سأقص عليك حكاية

    ناكر الجميل : في وقت من الاوقات كان في السوق رجلا يدعى   حاج منتظرلديه محل لبيع المواد الغذائية وسط السوق ، كل مبيعاته نقداً ، ولايبع لأي زبون في الآجل ؛؛

    جاءه رجل كبير السن ادعى انه صاحب محل للمواد الغذائية ، اشترى منه كمية من السكاير ، وعند تسديد اقيامها ، بقي من الحساب ثلاثة دنانير ( تعادل في ذلك الوقت تسعة دولارات وثلاثون سنتاً ) قال له يأخي لم يبقى عندي باقي الحساب ، وسوف اسددها لك بكرة باذن الله بدون تأخير؛؛

    وبالرغم من عدم تعامل حاج منتظر البيع في الآجل ، لكنه شعر بالاحراج ،  كون الرجل كبيرفي السن ، ومن صنفه (اي لديه محل لبيع المواد الغذائية )؛ولم يسبق له التعامل معه ولم يسمع من أحد عن تعامله السيء ؛لم يستطيع الاعتذار منه وقال في نفسه، انه رجل وقور وكبير السن لايعقل انه لم يسدد هذا المبلغ البسيط ، وسلمه السكايرحسب طلبه..

    وحل اليوم الثاني ، موعد التسديد ، لم يحظر الرجل لتسديد المبلغ

    قال حاج منتظر في نفسه ربما الرجل لم يتيسر عنده المبلغ او قد نسي الموعد ، ومرت الايام يوما بعد يوم ، ولم يحظر؛؛

    بعد اسبوع ذهب الحاج  منتظر بنفسه رغم شعوره بالخجل، يطالبه بتسديد الدين؛ اعتذر منه الرجل وأوعده بدفع المبلغ في اليوم الثاني، جاءه في اليوم الموعود ولكن الرجل لم  يسدد المبلغ،واكتفي بكلمة غداً اسدد لك المبلغ ، قالها وهو منزعج؛؛

    حاج منتظريأتي الى  محله في مساء كل يوم ، يطالبه بدفع الملغ والرجل يقول له غداً ورأسه بإتجاه الحائط ويتأفف ،و غير راضي

    بمطالبة الرجل بحقه ،واستمرت المطالبة اليومية اكثر من شهر

    وهو ممتنع ، وفي  احد الايام جاء يطلب بحقه وجده واقفاً بباب المحل ، وقبل ان يسلم عليه بادره في الكلام  :

    -انت فقير ماعندك عشاء كل يوم تطالبني بالمبلغ ، ادري ( شنو) قيمة هذا البلغ ؟؟

    -هذا جاء الاحسان والتقدير لشيبتك وكبر سنك ، ولولاهما لم اسمح لك بنقل  السكاير من محلي ؛؛

    واذا كان المبلغ ليس له قيمة كما تقول لماذا لاتسدده وتنهي المشكلة  ؟

    - انتظر في مكانك وسوف اعطيك المبلغ ؛!

    ودخل الى محله واخرج الثلاثة دنانير ووضعها فوق نعاله ؛؛؛ قال له خذها انك (متعجب بنفسك قابل بس انت عندك فلوس ؛؛ خذ فلوسك من فوق نعالي وابعد عني ؟؟

    -  هذا جزاء احساني و تقديري اليك ؛؛ حقيقة انك لاتستحي على شيبتك ، واستلم حاج منتظر المبلغ وهو في غاية الانزعاج من تصرف هذا الرجل الفاقد لكل الاخلاق  والقيم رغم كبر سنه !

    وبطريق الصدفة أن احد الشباب من اقارب حاج منتظر وصل وشاهد الرجل الكبير كيف سلم الدين الذي بذمته الى اقاربه ،  بعد وضعه على نعاله ..

    اخرج الشاب الشهم  من محله القريب عصا غليظه وتوجه الى الرجل ليضربه بها ليأدبه على تصرفه القبيح ، ولكن حال بينهما الناس الذين  حظروا في مكان الحادث ، وعندما لم يتمكن من ضربه ، اتجه بعصاه الى المحل وقام بتدمير كل البضاعة التي كانت معروضة بواجهة المحل بعصاه الغليظة ؛؛

    وبالرغم من الاضرار التي اصابت المحل ، الا كل من كان حاضرا في موقع الحدث ايد اجراء هذا الشاب المتحمس من اجل تأديب هذا الرجل ، ناكر الجميل ؛؛

    قال عارف:

    -وهل يعقل  ياجدو ان هذا الرجل الكبير، وصاحب محل وغير محتاج ، لم يسدد مبلغاً بسيطا للرجل الذي قدره وسهل امره ؟

    - نعم ياولدي  يوجد  من امثاله في المجتمع عدد كبير جداً،

    منهم من يطلب منك مبلغ بسيط لحاجته الماسة ، وعندما تسهل امره لايعيد المبلغ ابداً ومنهم يسدد المبلغ بعد جهد جهيد و بعدأن تفقده  (اي تفقد صداقته )!

    كما يوجد بعض الناس عندما يطلب منك أن تسلفه مبلغاً يسمعك كلاماً معسولاً ، وكله ورع ويدعو للفضيلة وهو بعيد عنهما،وعند  يأخذ المال ، يختفي ولن تراه  ابداً ؛؛

    - ولكن ياجدو هؤلاء يقطعون سبيل المعروف بين الناس ؛؛

    - نعم كم محتاج طلب من جاره اومن اقاربه او من اصدقاءه ، ولم يوافق علي تسليفه أحد ،بسبب اعمال هؤلاء قاطعي سبيل المعروف

    واوصيك ياولدي ان لاتكون من قاطعي سبيل المعروف ، وكن من الذين قال فيهم جل جلاله ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان )....

     

     

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قصة قصيرة بعنوان : قاطع سبيل المعروف..بقلم الأديب: محمد علي ابراهيم الجبير Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top