يظهر في الشارع الممتد إلى أعماق الحزن, رابطاً على بطنهِ, يئن وهو يسير حثيثاً.
يتوقف عند ماء (للإنروا) يهمس:-" ما كان اعذب صوتك, ورائحة شمسك يا أمي"
ينادي:-
"أبي.. أبي, إفتقدنا حنانك وحبك وعطاياك"
"إخوتي.. عودو ارجوكم عودو لنلعب سوياً"
"أنا احبكم.. احبكم"
يلتفت يميناً ويساراً, لا يجد إلا دماراً موحشاً.
يسأل:- "أين أنا؟"
يمسحُ دموعه, ترتعش يداه, تصك أسنانه.
ينزوي تحت شجرة زيتون بائسة, يدفن رأسه في حظنه.
يُسمع حركة وضجيجاً, يفتح عينيه.
"يالله لماذا يجرون نحو الساحل?"
يرفع رأسه نحو السماء, يهتف بدون شعور:- " وصل المدد, إنها تمطر خبزاً"
يركض بقوةٍ, يحاول أن يخطف قرصاً بين مئات الأفواه الجائعة.
يتشاجر خمسة على رغيفٍ واحد.
يرفعون ايديهم وقد تسمرت أعينهم في السماء السوداء.
تسقطُ
عليهم قنابل النجمة السداسية.
تتطاير
الأشلاء, على وجيهٍ صُفعت بالنعال,
ومصاص دماء, يقهقه متعطشاً.
.....تمت....
0 comments:
إرسال تعليق