• اخر الاخبار

    الثلاثاء، 26 يوليو 2022

    زيادة عدد الجرائم الزوجية في مصر..الزواج نعمة والطلاق منحة

     


    دراسة: نورهان الصباغ.

    انتشر في الآونة الأخيرة كم هائل من الجرائم الزوجية في الوطن العربي، و خاصةً في مصر. و يوضح ذلك و يشير إلى وجود خلل نفسي صريح و واضح في أحد الزوجين أو كلاهما في بعض الأحيان، و ذلك يؤدي إلى نهاية الزواج بشكل مفجع و دموي بدلاً من اللجوء إلى الحل الأسلم و الأمثل لكلا الطرفين و هو الطلاق الرسمي.

    شهدت الفترة الأخيرة العديد من الجرائم لزوجات يقتلن أزواجهن أو العكس؛ حيث بدأ الموضوع يشغل وسائل الإعلام المختلفة، و خصوصًا مواقع التواصل الإجتماعي، و اتضح أن السبب الرئيسي وراء معظم تلك الجرائم هو استحالة الحياة بين الزوجين و عدم التفاهُم و لكن يبقى السؤال هنا: هل القتل حلاً لأي خلاف؟

    اشتهرت في مصر عدة قضايا و كان من أبرزها قتل أحد الأطباء لزوجته أمام أولادهما؛ و كان ذلك بسبب خلافات زوجية متراكمة و ضغوطات حياتية.

    بالإضافة إلى قضية أحد المحاسبين الذي قام بقتل زوجته عن طريق طعنها بسكين أثناء مشاجرة حادة دارت بينهما، كما طرحت تلك الحوادث و غيرها أسباب شيوع أخبار هذه الجرائم و انتشارها و تداولها بشدة على مواقع التواصل الاجتماعي و تَأَثُر المجتمع بذلك.

    و لكن في الوقت ذاته، العملية ليست شائعة بشكل ضخم، و مثل هذه الجرائم لا يمكن الحكم عليها على أساس عامل الزيادة و الانتشار؛ فكل جريمة لها ظروفها و بيئتها و طريقة تنفيذها.

    بالإضاقة إلى أن هناك عوامل مختلفة تؤثر في معدل و نسبة الجرائم، فمثلاً من أحد تلك العوامل ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف و الذي يؤثر بدوره على انفعالات الأشخاص، مما يساهم في زيادة العصبية التي يتَولد منها زيادة العنف و الانفعال. لكن في نفس الوقت، تبقى هذه مجرد عوامل مساهمة و ليست أساسية لتبرير زيادة نسبة جرائم القتل الزوجية المتزايدة في الوطن العربي و خاصةً بجمهورية مصر العربية في الوقت الراهن.

    كما أن انفتاح وسائل الإعلام المختلفة يُعتبرجزء و سبب مهم لتلك الجرائم حيث تقوم وسائل الإعلام بمختلف أنواعها بعرض مواد إعلامية أساسها العنف من مسلسلات و أفلام و مقاطع و صور، دون الوعي بعواقب عرض هذه المواد و تأثيرها السلبي على المجتمع؛ بالإضافة إلى أنها تقوم بعرض و نقل الحوادث العنيفة مما جعل هناك حالة من استسهال و تبسيط القيام بالأفعال العنيفة من دون الاهتمام بالعواقب الوخيمة لهذه الأفعال.

    كما أن بعض الأزواج لا يصدقون و لا يؤمنون بأن الضرب و العنف الزوجي قد يؤدي إلى الوفاة، و ذلك بسبب أن طبيعة ما يحدث بين الزوج و زوجته ليست إلا مجرد خلافات و ليست جرائم. و أن هذه الجرائم تحدث نتيجة تفكير لحظي، فعدم التحكم في النفس و التصرفات و رد الفعل البادر عن الشخص قد يجعله يتصرف بطريقة عنيفة دون الوعي لما يفعله.

    العوامل و الأسباب التي تؤدي إلى التصرف بعنف و تعلمه:

    أولا، العوامل المادية:

    تلعب العوامل المادية دورًا كبيرًا في توليد الخلافات الزوجية مما يؤدي ذلك فيما بعد إلى توليد العنف لدى الأزواج، مما قد يؤدي إلى القتل لأن سوء الأحوال المادية لدى العائلات يؤدي إلى توليد عدم الشعور بالرضا عن الوضع الحالي للأسرة، و يُعتبر عدم الرضا أحد أهم الأسباب لتراكم الهموم مما قد يؤدي إلى انفعال متهور قد ينتج عنه القتل، فالرضا يجعل جميع نواحي العلاقات الزوجية مختلفة تمامًا و يؤدي إلى نجاح العلاقة الزوجية.

    ثانيًا، تطور وسائل الإعلام:

    أما بالنسبة إلى وسائل الإعلام، فلها أثرًا كبيرًا على انتشار العنف بين الناس عامةً، و الأزواج خاصةً و ذلك بسبب عرض المسلسلات و الأفلام التي تستعرض مشاهد عنيفة، كما أن الأفلام و المسلسلات كانت من الأسباب الرئيسية في انتشار فكرة أخذ الحق باليد و رد الضرب بالضرب دون وجود وعي كافي بفن التعامل السليم عند الغضب، كما أن وسائل الإعلام قد سهلت تعلم العنف، فيجب على كل إنسان التمسك بشعرة مع من يحب دون أن يقطعها.

    ثالثًا، تأثير الرسوم المتحركة "الكارتون" و الألعاب الإلكترونية:

    باتت الحوادث تنتشر بسرعة بين الأطفال أيضًا، و ذلك بسبب احتواء أفلام الرسوم المتحركة "الكارتون" التي يتم عرضها للأطفال و الألعاب الإلكترونية على نسبة و معدل كبير من العنف، فالطفل عليه أن يقوم داخل اللعبة الإلكترونية التي يلعبها بعمليات قتل و تفجير و هدم أشياء معينة للعبور إلى المرحلة الثانية من اللعبة.

    و بالتالي أصبحت هذه المواد تحمل قدرًا هائلاً من العنف الذي لا يجب تعليمه لأبنائنا في أي مرحلة عمرية.

    رابعًا: الخيانة الزوجية:

    تُعتبر الخيانة الزوجية من أشد و أقصى الأفعال التي قد يقوم بها أحد الزوجين فهي قد تؤدي إلى إصابة الزوجة أو الزوج بالاكتئاب و الإحساس بقلة القيمة. و مع ذلك يستمر الأزواج بالقيام بها دون التفكير في الطرف الآخر و كيف سيشعر إذا عَلِمَ بخيانة شريك حياته له. و قد كانت الخيانة الزوجية من أهم الأسباب و أبرزها التي دفعت الزوجات في قضايا سابقة لقتل أزواجهن.. فهل ستتوقف الخيانة الزوجية في المستقبل أم ستبقى للأبد؟.

    الخاتمة:

    في النهاية، كل ما نستطيع قوله هو أن لكل قضية تظهر في المجتمع بشكل مفاجئ أسباب عديدة، و لكن لكل قضية بيئة معينة و ظروف مختلفة تؤدي لها و هذا ما يمنعنا من فرض نظرية معينة على كل القضايا.. و يبقى السؤال هنا، هل سيأتي علينا الوقت الذي لن نضطر فيه أن نقلق بشأن الجرائم الزوجية؟ هذا ما لن نقدر على معرفته أبدًا. فالمجتمع يتغير بشكل ملحوظ كل فترة و لا يمكننا الحكم على المستقبل على حسب ما نراه في الوقت الحاضر لأن العالم في تغير دائم و لكن كل ما نقدر على فعله في الوقت الحالي هو التمني و الدعاء أن يتغير الوضع في المجتمعات إلى الأفضل.

     

     

     

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: زيادة عدد الجرائم الزوجية في مصر..الزواج نعمة والطلاق منحة Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top