ولد مظفرالنواب
في بغداد عام 1934لعائلة شيعية أرستقراطية من أصل هندي ينتمي بأصوله القديمة إلى عائلة
النواب التي ينتهي نسبها إلى الإمام موسى الكاظم كان احد اجداده حاكمًا لإحدى الولايات في الهند تصدي
للانجليز لدى احتلالهم للهند فنفي أفراد العائلةخارج الهند فاختاروا العراق.
أكمل( مظفر النواب
) دراسته في كلية الآداب ببغداد في ظروف اقتصادية
صعبة بعد أن تعرض والده الثري إلى هزة مالية عنيفة أفقدته ثروته بما في ذلك قصره الجميل
وأصبح مدرسًا
لكنه طرد لأسباب
سياسية عام 1955 وظل عاطلًا عن العمل لمدة ثلاث سنوات في وقت صعب على أسرته التي كانت
تعاني من ازمه ماليه حاده
التحق مظفر النواب
( بالحزب الشيوعي العراقي ) وهو لا يزال في الكلية وتعرض للتعذيب على يد الحكومة الهاشمية
بعد الثورة العراقية
عام 1958 التي أطاحت بالنظام الملكي تم تعيينه مفتشًا في وزارة التربية والتعليم
وفي اعقاب الإنقلاب
الذي اطاح ( بحكم عبد الكريم قاسم)عام 1963
تعرض (الشيوعيون
واليساريون) لحملات اعتقال واسعة فاضطر ( مظفر النواب ) لمغادرة العراق، فهرب الى إيران
في طريقه إلى الاتحاد السوفييتي السابق
ولكن ألقت المخابرات الإيرانية القبض عليه فتعرض
للتعذيب من السلطات الايرانيه قبل أن يتم تسليمه الى السلطات العراقية.
لتصدر المحكمة
العسكرية العراقية ( حكمًا بالإعدام ) بحق مظفرالنواب بسبب إحدى قصائده
وخفف الحكم فيما بعد إلى( السجن المؤبد ) وفي سجنه
الصحراوي واسمه نقرة السلمان القريب من الحدود السعودية-العراقية، أمضى وراء القضبان
مدة من الزمن ثم نُقل إلى سجن (الحلة) الواقع جنوب بغداد.
هرب مظفر النواب
هو ومجموعة من السياسين من السجن بعد حفر نفق
آلي خارج السجن وبعد الهروب المثير من السجن والذي اثار ضجه كبيره علي المستوى الإقليمي
والدولي
توارى مطفر النواب
عن الأنظار في بغداد
وظل مختفيًا فيها
ثم سافر إلى جنوب العراق وسكن الأهوار وعاش مع البسطاء قرابه عام
وانضم إلى فصيل
شيوعي سعى إلى ( قلب نظام الحكم )وفي عام 1969 صدر بيان العفو عن المعارضين
فعادإلى سلك التعليم مرة ثانية فشغل منصب مدرس في
إحدى المدارس
ثم شهد العراق
موجة اعتقالات جديدة وكان من بين تعرض للاعتقال مظفر النواب وأطلق سراحه بعد فترة قصيرة
ثم غادر بغداد
إلى بيروت في البداية، وبعدها انتقل إلى دمشق
وظل يسافر بين
العواصم العربية والأوروبية واستقر بهِ المقام أخيرًا في دمشق ثم بيروت
وقد تعرض مظفر النواب (لمحاولة اغتيال) في اليونان
في العام 1981.
اشتهر مظفرالنواب بقصائده الثورية القوية والنداءات اللاذعة
ضد الطغاة العرب
عاش في المنفى
في العديد من البلدان بما في ذلك سوريا ومصر ولبنان وإريتريا
حيث أقام مع المتمردين
الإريتريين، قبل أن يعود إلى العراق في عام 2011
قبل عودته إلى
العراق ( كان عديم الجنسية )ولم يكن قادرًا على السفر سوى بوثائق السفر الليبية (إذ
كان قد حل على العقيد معمر القذافي كشاعر كبير، وأقام في ليبيا لسنوات، واتخذ من جواز
سفرها هوية رسمية)
صدرت أول طبعة
كاملة باللغة العربية لأعماله في لندن عام 1996 عن دار قنبر
وغالبا ما يلقب
باسم «الشاعر الثوري». شعره حافل بالرموز الثورية العربية والعالمية.
استخدم شعره في
إثارة المشاعر العامة ضد الأنظمة القمعية والفساد السياسي والظلم
كما أن لغته الشعرية
وصفت بالقاسية، وتستخدم الألفاظ النابية من حين لآخر
استخدمت كتاباته
الأولى لهجة جنوب العراق لأنه كان يعتقد أن تلك المنطقة «أكثر ثورية»
ومن اشهر قصائده
أولاد قراد الخيل كفاكم صخبا
خلوها دامية في الشمس بلا قابلة
ستشد ضفائرها وتقيء الحمل عليكم
ستقيء الحمل على عزتكم
ستقيء الحمل على أصوات إذاعتكم
ستقيء الحمل عليكم بيتا بيتا
وستغرز أصبعها في أعينكم
أنتم مغتصبي
حملتم أسلحة تطلق للخلف
وثرثرتم ورقصتم كالدببة
كوني عاقرة أي أرض فلسطين
كوني عاقرة أي أم الشهداء
من الآن فهذا الحمل من الأعداء ذميم ومخيف
لن تتلقح تلك الأرض بغير اللغة العربية
يا أمراء الغزو فموتوا
سيكون خرابا، سيكون خرابا
سيكون خرابا
وقد توفي مظفر
النواب في مايو من عام ٢٠٢٢ عن عمر يناهز ٨٨ عاما سلاما لروحه النبيلة
0 comments:
إرسال تعليق