اشتهر العصر الحالي بالعديد من الأمراض و الأوبئة المميتة التي ذهلت العقول و أثارت التساؤلات عن مصدر تلك الأوبئة و سبب انتشارها بسرعة فائقة بين الشعوب. فكثرة الأوبئة و الأمراض في عصرنا الحالي كارثة حقيقية و يجب البحث لها عن حل لإيقافها في الحال. و في هذا المقال، سوف نتناول أهم تلك الأمراض و الأوبئة وسنقوم بمناقشة أسباب حدوثها و كيف بدأت، بالإضافة إلى أسباب انتشارها.
أولاً، إنفلونزا الخنازير:
انتشر وباء إنفلونزا الخنازير في عام 2008، و لقد تم اكتشافه لأول مرة في المكسيك في شهر أبريل من نفس العام وكان ذلك قبل أن ينتشر في العديد من دول العالم.
و حسب ما ذُكِر على لسان الكثير من الأطباء والمختصين التابعين لمنظمة الصحة العالمية، فإن وباء إنفلونزا الخنازير كان من أخطر و أشرس الأوبئة التي غزت العالم بأكمله و ذلك لسرعته الفائقة في الانتشار و قدرته على مقاومة المضادات و ذلك عن طريق تحوير الفيروس لنفسه بشكل طفيف كل عامين إلى تلاثة أعوام. و عندما تبدأ الأجسام المستهدفة من الفيروس بتكوين مناعة ضده، يتحور الفيروس و يتمكن من الصمود أمام الجهاز المناعي للجسم مسببًا لجائحة تجتاح العالم عدة سنوات. ووصل عدد ضحايا هذا الوباء القاتل حتى شهر يناير من عام 2010 إلى 1014 حالة وفاة، و ذلك حسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية.
ثانيًا، وباء أيبولا:
توفي أحد الأطفال في قرية ميلانو في غينيا في شهر ديسمبر من عام 2013، و سببت وفاته انتشار الجدل واهتم الكثير بوفاته، وخاصةً بسبب تسمية هذا الطفل على أنه المريض الأول لما عُرِفَ لاحقًا بأسوء انتشار لوباء أيبولا عرفه التاريخ.
انتشر وباء أيبولا بسرعة فائقة من غينيا إلى ليبيريا و سيراليون المجاورتين لها، ليُعرَفْ لاحقًا باسم "فاشية فيروس أيبولا في غرب أفريقيا" ، كما أن انتشار هذا الوباء كاد أن يدمر اقتصاد كلاً من تلك البلاد التي سُبِقَ ذكرها، بالإضافة إلى أن انتشار وباء أيبولا في البلدان الثلاثة خلال ذلك العام قد تسبب في وفاة حوالي 6000 شخص.
و من ثم عاد وباء أيبولا ليضرب البلدان مجددًا في عام 2018، و لكن في هذه المرة، كان هدف الوباء هو جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تسبب الوباء في مصرع أكثر من 2200 شخص من بين حوالي 3300 إصابة تم تأكيدها.
ثالثًا، فيروس كورونا:
في عام 2012، ظهر فيروس كورونا لأول مرة، والذي تم تسميته فيما بعد باسم "متلازمة الشرق الأوسط التنفسية" أو "متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد"، كما تم إطلاق عليه في بداية الأمر باسم "فيروس كورونا الجديد".
و في عام 2015، تم الإبلاغ عن حالات الإصابة بفيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في أكثر من 21 دولة مختلفة.
و طِبقًا لآخر إحصاءات لمنظمة الصحة العالمية التي تم نشرها في شهر أبريل من عام 2014، فقد تم تشخيص 254 حالة مؤكدة في العالم و التي توفي منهم 93 شخص.
رابعًا، فيروس كورونا المستجد ( (COVID-19:
اثار فيروس كورونا الجديد جدلاً كبيرًا عندما تم الإبلاغ عن أول حالة مشتبه بها لمنظمة الصحة العالمية، و وصفها الأطباء في ذلك الحين ب"فيروس كورونا المستجد"، و الذي أصبح يُعرَف فيما بعد باسم COVID-19.
تفشى الوباء في بادئ الأمر في سوق هوانان للمأكولات البحرية في ووهان الواقعة في مقاطعة هوبي في الصين و ذلك قبل أن ينتقل الفيروس إلى مدينة بانكوك في تايلاند و مدينة طوكيو في اليابان، بالإضافة إلى مدينة سول الكورية، و من ثم في مدن محتلفة مثل بكين و شنغهاي في البر الصيني و هونغ كونغ و ماكاو، و فيتنام و سنغافورة.
و لاحقًا، تم الإعلان عن إصابات بالفيروس في كلاً من أستراليا و ماليزيا و تايوان و الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا؛ كما أن مؤخرًا تم الإعلان عن حالة إصابة في كلاً من ألمانيا و كمبوديا و سيريلانكا.
و كان من ضمن الأعراض الموثقة، حدوث حمى بنسبة 90 بالمئة من الحلات، بالإضافة إلى الضعف العام و السعال الجاف بنسبة 80 بالمئة، و ضيق التنفس بنسبة 20 بالمئة، مع ضائقة تنفسية بنسبة 15 بالمئة من الحالات.
بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد أكثر من 4500 حالة حتى الآن، و منهم 52 حالة خارج الصين، بينما أودى الفيروس بحياة 106 شخص كان جميعهم في مدينة ووهان، باستثناء حالة وفاة واحدة في مدينة بكين الصينية.
إن تأثير فيروس كورونا المستجد على الحياة كان بمثابة صدمة، لإنه أثر بشكل سلبي و مفجع على الحياة الاجتماعية للجميع، كما أثر بشكل ملحوظ على وضع الدول الاقتصادي مما أدى إلى انهيار تلك الدول بالكامل و اضطرار بعض الدول الأخرى للكفاح من أجل البقاء.
خامسًا، جدري القردة Mokeypox :
يُعَدْ إنفلونزا القردة مرض فيروسي حيواني، بمعنى أنه فيروس ينتقل إلى البشر عن طريق الحيوانات، ولكن يمكنه في ذات الوقت أن ينتقل من شخص لآخر أيضًا. "ينتمي جدري القردة إلى عائلة فيروس الجدري، ولكن ينبغي عدم الخلط بينه وبين الجدري من حيث مستويات الإنذار" - حسب قول الدكتور جريجوري بولاند"، رئيس مجموعة أبحاث الـمَطاعيم في “مايو كلينك".
في النهاية، ما يمكننا فهمه هو أن الأوبئة و الأمراض ليست بأمر جديد على البشرية، فقد صارعت الشعوب الكثير من الأوبئة و الأمراض على مر التاريخ. و لكن يظل السؤال هنا، هل سنتخلص من فيروس كورونا عما قريب أم سنظل نعاني منه للأبد؟ و هل سيأتي علينا الوقت الذي لن نضطر فيه أن نرتدي الأقنعة و الكمامات؟ و هذا ما لن نقدر على معرفته إلا في المستقبل. والجدير بالذكر أنه يجب على الجميع مراعاة الوضع و الحفاظ على التباعد الاجتماعي بما فيه الكفاية لنقدر على عدم السماح للعدوى بالانتشار في مجتمعنا على الأقل. فإن مراعاة الاجراءات الاحتزازية قد يؤدي إلى انتهاء فترة الفيروس و الوقاية منه بأسرع وقت ممكن، بالإضافة إلى مساعدة مجتمعنا على البقاء في سلام تام.
0 comments:
إرسال تعليق