بحسب تيتر مسلسل #فاتن_أمل_حربى فقد حظى المسلسل بمراجعة «فقهية» من الدكتور سعد الدين الهلالى أستاذ الفقه المقارن.
هذه فى حد ذاتها مفارقة مهمة،
فالمسلسل الذى يدعوك لعدم الاكتراث بالفقه ولا الفقهاء، احتاج فقيه لمراجعته.
وليس أى فقيه لكنه فقيه مثير
للجدل مثل كاتب المسلسل، حيث تلاقى الإثنان فى الاتفاق على أن المسلم مُلزم فقط
بكلام «ربنا» وليس كلام الفقهاء أو تفسيراتهم وتأويلاتهم.
وقد راجت فى نقد ذلك عشرات
المنشورات الساخرة على السوشيال ميديا فى الحديث عن الحشيش والاستروكس وغيرها من
المحرمات التى لم ترد فى القرآن لكن حرمها الفقهاء بقياساتهم وتأويلاتهم.
وبعيداً عن تلك السخرية نستطيع أن
نلعب لعبة ذهنية بسيطة مع الدكتور سعد الدين الهلالى الذى يؤيد آراء «فقهية» حول
حق الكد والسعاية للمرأة، وغيرها من حقوق المرأة فى بيت زوجها التى لم ترد نصاً فى
كلام «ربنا».
لنتخيل إذن #سيف_الدندراوى يحاور
الدكتور «الهلالى» بذات منطق المسلسل:
= لو سمحت يا شيخ أنا عندى سؤال؟
- اتفضل.
= هو المرأة لها حق فى الكد
والسعاية
- آه
= يعنى ربنا قال لها حق
- آه
= يعنى فيه آيه فى القرآن بتقول
إعطوا المرأة حق الكد والسعاية
- إيه يا عم انت هتلخبط فى القرآن
ولا إيه؟
= يعنى مفيش آيه بتقول كدا، أومال
جبت منين إن لها حق؟
- الفقهاء قالوا
= أنا بسألك عن كلام ربنا مش
الفقه
إلى هنا ينتهى هذا المشهد المتخيل
طبعاً، والحقيقة وبحثاً عن نقاش هادىء وأسئلة مشروعة، هل تعتقد أن هذا البلد لو
اعتمد مذهب الدكتور الهلالى الذى يتلخص حسب ما جاء فى المسلسل فى هذه الجملة « كلام
ربنا مش الفقه» أننا لن نستطيع أن نمنح المرأة حق الكد والسعاية ولن نستطيع إقناع
الورثة بمنح الوصية الواجبة لأبناء العم المتوفى فى حياة أبيه، ولن نستطيع القول
إن عوائد ودائع البنوك حلال، ولن نستطيع القول أن تنظيم الأسرة واجب شرعى، وكثير
من الأمثلة المتعلقة بصميم حياتنا بعيداً عن «خناقة التنوير» المزعومة.
لا توجد مسألة فى فقه الدكتور سعد
الدين الهلالى على ما أظن لا تستند لفقهاء ولآراء فقهية وتأويلات وتفسيرات لنصوص،
لم تقل لنا مباشرة وبوضوح اعطوا المرأة حق الكد والسعاية، ومع ذلك يقول لنا
الدكتور الهلالى «إن ده كلام ربنا»!!!
0 comments:
إرسال تعليق