• اخر الاخبار

    الأربعاء، 20 أبريل 2022

    قصة قصيرة بعنوان : قاطع سبيل المعروف..بقلم : محمد علي إبراهيم الجبير

     


    كان عارف في الثانية عشر من عمره وهو يستمع إلى قصص جده المتنوعة المسلية

    والساحرة وأغلب الأحيان  ينام عارف بقرب جده وهو يقص عليه القصص والحكايات والطرائف التي لاتنسى وان معظمها مواعظ وعبر وخاصة

     القصص الاجتماعية التي يتطرق اليها جده إلى تعامل بعض الناس وكيف أن البعض يحتفظ بالمعروف ويجازي به والبعض يتنكر للمعروف ويسيء لصاحبه

    عارف ينتظر جده كل يوم عند عودته إلى البيت ويطلب منه أن يقص عليه قصة من قصصه الجميلة

    في مساء ذلك اليوم حضر بعد الانتهاء من عمله استقبله عارف

    -جدي أرجوك أن تقص علي

    قصة من قصصك الجميلة..

    -تدلل يا عارف ولكن ليس الآن

    ساقص عليك اليوم قصة جميلةبعد العشاء وبعد أن تنتهي من دراستك

    -أكملت دراستي بعد عودتي من المدرسة وبعد أن تناولت

    وجبة الغداء..

    -حسنا يا ولدي امهلني ساعة ارتاح فيها وبعد ذلك ساقص

    عليك ماتريد من القصص..

    -سانتظر ياجدي. .

    بعد ساعة ناداه جده للحضور

    وقال له ;ساقص عليك حكاية

    ناكر الجميل..

    كان منتظر صاحب محل لبيع المواد الغذائية وسط السوق

    كل مبيعات نقدا ولا يبيع لأي زبون بالاجل. .

    جاءه رجل كبير السن ادعى انه صاحب محل لبيع المواد الغذائية، اشترى منه كمية من السيكاير، وعند تسديد اقيامهابقي من الحساب ثلاثة دنانيرتعادل في ذلك الوقت ... تسع دولارات وثلاثون سنتا..

    قال له ياخي لم يبقى  عندي

    باقي الحساب وسوف اسددها بكرة بإذن الله بدون تأخير،،

    بالرغم من عدم تعامل منتظر

    البيع بالاجل..لكنه شعر بالأحراج  كون الرجل كبير في السن ومن صنفه. . أي لديه محل لبيع المواد الغذائية..

    ولم يسبق لمنتظر التعامل معه. ولم يسمع من أحد عن تعامله السيء، ،لم يستطيع الاعتذار منه. وقال في نفسه. إنه رجل وقور وكبير في السن.

    لا يعقل انه لن يسدد هذا المبلغ البسيط. .وسلمه السيكاير كاملة..

    وجاء اليوم الثاني. موعد التسديد..لم يحظر الرجل لتسديد المبلغ..

    قال منتظر في نفسه ربما الرجل لم يتيسر عنده المبلغ

    او قد نسي الموعد،ومرت الأيام يوما بعد يوم ولم يحضر

    وبعد أسبوع ذهب منتظر بنفسه إلى محله..رغم شعوره بالخجل يطالبه بتسديد الدين..

    الرجل اوعده بدفع المبلغ في

    اليوم الثاني.جاءه في اليوم الموعود.لكن الرجل لم يسدد المبلغ.واكتفى بكلمة غدا اسدد لك المبلغ قالها وهو منزعج،،ومنتظر ياتي إلى محله في مساء كل يوم يطالبه بدفع المبلغ والرجل يقول له غدا ورأسه باتجاه الحائط ويتأفف وغير راضي بمطالبة منتظر بحقه واستمرت المطالبة اليومية أكثر من شهروهو ممتنع وفي أحد الأيام جاء يطالب بحقه وجده واقفا بباب المحل

    وقبل أن يسلم عليه بادره الرجل في الكلام;

    -انت فقير ماعندك عشاء كل يوم تطالبني بالمبلغ ادري ماقيمة هذا المبلغ ؟؟

    -هذا جزاء الإحسان  والتقدير

    لشيبتك وكبر سنك ولولاهما لم اسمح لك بنقل السيكاير من محلي ما لم تسدد المبلغ كاملا..وإذا كان المبلغ ليس له قيمة عندك كما تقول لماذا لا تسدده وتنهي المشكلة؟

    -انتظر في مكانك وسوف اعطيك المبلغ..

    ودخل محله وأخرج الثلاث دنانير ووضعها فوق نعاله،،،

    وقال له خذ ها انك معجب بنفسك وتحسب انت وحدك تملك الفلوس.خذ فلوس من فوق نعالي وابعد عني.!!

    -هذا جزاء إحسان وتقديري إليك! حقيقة انك رجل لاتستحي على شيبتك. .

    وأخذ فلوسه وهو في غاية الإنزعاج من تصرف هذا الرجل الفاقد لكل الأخلاق  والقيم رغم كبر سنه ..

    وبطربق الصدفة أن أحد الشباب من أقارب منتظر وصل وشاهد كيف سلم الدين الذي بذمته إلى اقاربه بعد وضعه على نعاله. .

    أخرج الشاب الشهم من محله القر يب عصا غليظة وتوجه  إلى الرجل لضربه بها ليؤدبه

    على تصرفه القبيح..لكن حال

    بينهما الناس الذين حظرا إلى مكان الحادث..

    وعندما لم يتمكن من ضربه

    اتجه بعصاه إلى محل الرجل

    وقام بتدمير  كل البضاعة التي كانت معروضة بواجهة المحل بعصاه الغليظة،،

    وبالرغم من الأضرار التي أصابت المحل.. إلا أن كل من كان حاضرا في موقع الحادث

    ايد إجراء هذا الشاب المتحمس من أجل تأديب هذا الرجل ناكر الجميل وقاطع سبيل المعروف..

    قال عارف..

    -وهل يعقل ياجدي أن هذا الرجل الكبير وصاحب محل وغير محتاج لم يسدد مبلغا بسيطا للرجل الذي قدره وسهل امره؟؟

    -نعم يوجد امثاله في المجتمع بعدد كبير  جدا منهم من يطلب منك مبلغا بسيط لحاجته الماسة.. وعندما تسهل أمره لا يعيد المبلغ ابدا ومنهم من يسدد المبلغ بعد جهد جهيد وبعد أن تفقد ه ...اي تفقد صداقته.!

    ويوجد بعض الناس عندما يطلب منك أن  تسلفه مبلغ

    يسمعك كلاما  معسولا وكله ورع ويدعو للفضيلةوهو بعيد عنهما،وعند تسليفه يأخذ المال

    ويختفي ولاتراه ابدا

    -ولكن ياجدي هؤلاء يقطعون سبيل المعروف بين الناس!

    -نعم كم محتاج يطلب من جاره

    أومن أقاربه أو أصدقاءه لا يوافق على تسليفه أحد بسبب هؤلاء قاطعوا سبيل المعروف

    وأوصيك ياولدي أن لاتكون من قاطع سبيل المعروف وكن من الذين  قال فيهم جل جلاله

    ...وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان...

     

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قصة قصيرة بعنوان : قاطع سبيل المعروف..بقلم : محمد علي إبراهيم الجبير Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top