• اخر الاخبار

    الخميس، 28 أبريل 2022

    للعقول الراقية.. { إذا دعتك قدرتك لظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك }..بقلم : د. رسالة الحسن

     

     

     


          هشام وعادل صديقين من ايام الطفوله ، كانا في مقعد دراسي واحد درسا معا حتى الدراسة المتوسطة هشام لم يكن يهتم بدراسته فكان نتيجته الرسوب اما عادل فقط اجتهد وواصل تعليمه حتى أصبح موظف في إحدى دوائر الدولة افترق الاثنان ، كلا منهما أخذته مشاغل الحياة وهمومها، هشام ترك البلاد عام ١٩٩١ هربا من الجيش ، وسلم نفسه للقوات الأميركيه أملا في أن يتم ختم جسده بختم أسير حرب، حيث كان يشاع وقتها ان من يسقط أسير لدى الاميركان يختم على ذراعه ولن يدخل حرب مجددا ...، فهرب هو ومجموعه من اصدقاءه باتجاه الاميركان إبان فوضى الانسحاب من الكويت ، اصدقاءه غيروا رأيهم وعادوا لأهلهم ، وهو واصل المسير وفعلا تم إيداعه في إحدى المخيمات على الحدود العراقيه السعوديه ولم يعرف عنه شي من وقتها ...، مرت السنون واذا بعادل يحال على التقاعد وهو اب لأسرة تتكون من خمس أشخاص ...، أما هشام فقد عاد إلى العراق بعد الاحتلال وشغل منصب في الدولة كاستحقاق لهروبه من خدمة وطنه عفوا كاستحقاق لبطولاته في الدفاع عن وطنه خطأ مطبعي أرجو المعذرة ...، اليوم الموافق ٢٨ / ٤ / ٢٠٢٢ إلتقى الصديقان بمحض الصدفة فقد جاء هشام لزيارة اقاربه حيث حصلت حالة وفاة لديهم وهنا التقى بصديق الطفوله والشباب وبعد التحية والسلام أصر عادل على أن يرافقه هشام إلى داره لضيافته وفعلا وافق على ذلك وبدأ الاثنان يتجاذبا أطراف الحديث ويسأل كلا عن أحوال الثاني ، وكيف أن الحياة أصبحت صعبة جدا والملايين التي يستلمها هشام كل شهر لاتكفي للاحتياجات زوجته وأولاده الذين يغيرون ماركات سياراتهم كما يغيرون ملابسهم ...،وعادل ينصت لحديث صديقه وفكره في عالم آخر يفكر ماذا يقول لصاحب البقالة أن تأخر الراتب هذا الشهر كون شهر رمضان أثقل حسابه عند جارهم ابو محمد صاحب البقالة وهو خجل منه وهو بهذا الحال واذا بالهاتف يرن نعم انها رسالة من المكتب تخبر عادل عن نزول راتبه تبسم وقال بصوت مرتفع قليلا الحمدلله نزل الراتب الا ان فرحته لم تدم حيث انعقد حاجباه وكأنه قرأ خبر وفاة احد اقاربه ...نعم انها منحة ١٠٠ المائة الف تم استقطاعها لهذا الشهر ، لقد استكثرت الدولة على المواطن المائة الف دينار ، المواطن البسيط الذي أفنى حياته في خدمة دولته مقابل راتب شهري أقل من ٥٠٠ الف دينار شهريا له وعائلته التي تحتاج إلى مصاريف الجامعات لأولاده ومصاريف العلاج له وزوجته والمأكل والمشرب وإيجار المنزل واجور المولد ....إلخ ، أما هشام فقد تم زيادة راتبه لكون اسعار النفط في ارتفاع .... سؤال للعقول الراقية 

    هل من اتخذ قرار استقطاع منحة ١٠٠ الف دينار بكامل قواه العقلية ...؟ وعندما أصدر الأمر بالاستقطاع هل كان على دين الإسلام ام غير دينه وناموسه ...؟ فليس من المعقول أن يقطع أرزاق الفقراء شخص يؤمن بالله ورسوله ويعرف أن قطع الاعناق ولا قطع الأرزاق خصوصا في هذا الشهر الفضيل وهذه الليالي المباركة ...، اخيرا اقول

    ان الإنسان الذي افنى حياته في خدمة بلاده لن ينكسر مهما حاولتم نخر جسده بقراراتكم اللاواعيه واللاانسانية وأن من لايشعر بمعاناة أبناء بلده من الطبقة الفقيرة فأن الله يمهل ولايهمل وسيمدهم بغيهم حتى يعمهون فتمتعوا بيومكم هذا وغضب الله وسخطه قريب ...فدعوة المظلوم مستجابة ولا حجاب بينها وبين الله ...

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: للعقول الراقية.. { إذا دعتك قدرتك لظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك }..بقلم : د. رسالة الحسن Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top