السؤال المر مثل علقم،خيط رفيع يشد قلوبنا الى المجهول،كلما توغلنا في ممرات اعمارنا،تعثرت الاماني وضاع الرجاء بين اكداس من المخاوف والانهزامات والفشل،لانمسك مع دورة البحث غير قبض ريح ، وفراغ تدوي بين ثناياه صراخات تيه ابدي ,يغدو المعنى وهماً عاجزاً عن الكشف وسبر اغوار المسافات المقطوعة بعناد وصبر،لا احد يدري مالسر بين انتظار قاحل لموت،وآخر يبدد السكينة والوقار،صباي محنة خطو بين عيني الحكيم الذي جرني الى عوالم من السحر والبيان،اوقفني عنوة جاعلاً مني جواداً حروناً،عند ابواب من الشتات،معلناًبصوته الفذ المنغم بوعي ممثل مسرحي محترف—لا تدخل مخابيء الاسرار بسرعة المرتبك..ارسم لوجودك وجود..وتأمل فعل المسارات ..حدد لسؤالك راية،اجعل منها هدفاً بالك التفريط به..عالم مختلف وخلافه جدل تؤطره غيوم عتمة من الاجابات الوقحة الرافضة للاجتياز،!!
امنت برضا الروح وعذوبة ارتياحها،
اخذتني الازقة الملتوية،الى لب الامتحان،عيون تبصر وحدتي،ورخو خطواتي ،وهالات
تلعثمي امام الصف المرصوص مثل حجر
الجدران،بأناث يلوحن بضحكاتهن لمارة تطرق رؤوسهم حياءً يشوبه كدر الاشتهاء،الدهشة
عنوان فجيعة القبول المتردد ،الشديد القسوة،تقول مخترقة ارتباكي بسهام ضحكاتها
المموسقة،الحادة المكر.
—-عن ماذا تبحث وسط هذه الاكوام
من خرائب النذالات والفجائع؟!!
مثل شجرة ضربتها ريح عاتية،تتعثر
خطاي ويعوج جسدي،لكنه يستقيم باحثاً عن فكرة
،تقلل من حدة الفراغ المهزوم الذي تعيشه لحظته.لملم بعض من شتات
معارفة،محاولا الرد بصوت صاف،يرتكز على رخامة وهدوء،قال—- اوصاني بالاكتشاف!!
ضحكت بانفلات غريب،رافعة طرف
ثوبها المزركش بالاحمرار المثير لشبق المسرات،كاشفة عن ساقين ملساوين،تسيحان ببياض
تشوبه خطوط من الاوشام الشذرية التي تندس الى البعيد المجهول،—— الاكتشاف الذي
تريد،تجده هنا..حين تعرف معاني العري سيكون كل ماترغب به سهلاً قابلاً للانتماء
والتجدد..تعال!!
تلفتت مخاوفي بحذرالعتمة الرطبة
،المدهونة بلزوجة الكركرات الكاذبة،دفعتني
الى مابين يديها العارتين، الشديدتي الوقاحة والابتذال الموشومتين بسلسة من
التنانين الشذرية المندفعة بصلافة صوب مجهول الصدر ،سمعته يهمس موشوشاً في اذني
على غير عادته.
—لاتخف ..تمسك بعرى القبول..وحدق
في لب معاني رضاك ..اياك وتوسد الخمول!!.
همست—ما علمتني ان اللحظات
الحاسمة لها قسوة سوط جلاد وجرأة مجنون؟!!
قالت—الى ماذا تنظر..تعال؟!
قال—كلما توغلت بعيداً وجدتك
ترتدي مسوح المعارف وتعلن هيبةالوصول؟!!
قلت—-عن اي هيبة تتحدث..وما
الوصول؟!
قالت—خوفك فرادة الهيام..ومحنة
الاسئلة؟!!
قال— كلما امسكت بروح وقتك رحت
الى مدافن الاجابا ت لتجد ما يلوث احلامك ورغباتك ويقعدك عند جدار النسيان!!
قالت—لاتتردد…ذكورتك ان ترددت جف
ضرع الاشتهاء..وتيبس الامل بين فخذيك!!
قلت— المعنى..احتاج الى المعنى
الذي يوقظ مرادي!!
ظل ينظر اليَّ مبتسماً،فيما
اخذتني مثل ولد صغير بائس الى رطوبة تصدر روائح
طافحة بالعفونة ومزيجاً من التوابل المثيرة للاسترخاءوالقبول،لم اشأ كشف
مستور مواجعي،وماكنت اود الامساك بلحظة العبودية التي اعيش،عودتني نفسي الهيام بين
مدينة تروي حكاياتها المليئة بالشجن والفتوة،وقاعات مغلقة تروي آلق الفعل
وابهاره،روحي الغضة تمسكت باذيال شكسبير،ليكشف جنون الملك الذي عطل وجوده
ساقطاً داخل احواض من امتحانات البلوى
والضياع، يقف الولد الذي كان أنا،متكيءً الى جذع شجرة سدر ،نسجت حولها صناديق من
الحكايات المبشرة بالفجيعة،يقول الشيخ(گطافة الخشان)أن سيدنا الادمي الاول الفارع الطول الغارق في انهار لايعرف كنهها من
التأملات ،حين جيء به مبعداً احتضن هذا الجذع الماً، كان مثل شكله اليوم.. انهمر
ببكاءكون فيض الانهار الذي نراه..اخذته الشجرة الوارفة الظلال الى صدرها مهدهدة
روحة الفائضة بالوحشة(نم ياسيد الكون..دموعك
بلواك وطريقك انتظار…ياسيد الكون توسد جراحك واعلن قبولك للفجيعة وانتظر
مالي والانتظار )!! تضحك الشجرة
المجللة بالحناء والخرق الخضر،وقصصات اوراق كتبت على عجل،متوسلة روحها
الرضية،بقبول آمالها،والاسراع في تحقيق مرادها،تلمست القابعة بين احضان
عتمتها،اطراف اصابعي،فتراجعت مذعوراًلاصطدم بالجدار الناث ضجراً،قالت متعمدتة
تهشيم اضطرابي بمطارق انوثتها السائلة
بعبق شذوات لم اشم مثلها من قبل،كيان وارف الطول تشير مباصرة الشاعة الفة الى فراش
تلهمة الوانه صخب لايجيد غير لحظاته المدبوغة بجنون اللهاث،قالت
—مالك ترتجف..اكتشافك يبدأ من هنا!!
واشارت الى مابين فخذيها الشبه
عاريتين، لم اك اعرف إن التحديق بفراغ البياض اللدن يولد شوهاناً لايمكن ترويضه
،الملك المشحون بالضياع ، اخذ الحكيم الى صدره متوسلاً ايجاد درب يبدد الفجيعة التي
دفنته بين ثناياها، تلبسته اشباح بلواه الضاجة بصخب احاله الى تراب تدوسه اقدام
الكراهيات، رمت بعلكة فمها باتجاه ومض ضوء يتعثر عند خفوت الغرفة الوقحة
بالعفن،لتطلق صهيلاً متوحشاً ،مزيجاً بين
الفرح والذبول، ايقظ هوس الاحزان وهشم مخابئها المطمورة منذ ازمنة لاحدود لمعقولها، تلمس قلبي
المتعالي الوجيب اطراف اصابعها الموغلة بالبحث عن خبايا ذكورتي المسدوحة فوق مغتسل
رفضها،ماكان عليه القائي داخل ضجيج هذياني المستباح،تراجعت الى وراء متحدياً،لكنها
عتتني بشراسة لتلقي بي الى كومة اغطية باردة تبث روائح افواه ثملة،خالية من
العناد، حاولت الوقوف لكنها ومثل كومة حجر ارتمت الى جانبي مزلزلة ارجاء انوثتها
عند انكفاء مخاوفي،همست—-لاجدوى اوصيك بان لاتفقد نعمك معناها!!
قلت راميا بسنارات ارتباكي الى
عمق روحها المتعالية الانفاس—-ماتعودت فعل مسكون بالاضطراب لا فائدة منه؟
قالت—-كلانا ملمح وقت وحكمة رضا..لاتفكر
بغير ما اوصاك به؟!!
رفعت رأسي مراقباً ابتسامتها التي
بدأت تضيء مثل مصباح، ——مالك ووجوده من اين عرفتي؟!!
—الحكمة درب اختيار ..والحكيم سر
الاثبات!!
عند هذا الحد شعرت ان اليباس اخذ
جسدي الى احضانه،اعلنت استسلامي ورغبتي باجتياز اول مراحل الامتحان غير المتوافق
وحضوري،لكني رضيت..رضيت وثمة صوت رائع يهمس في اذني — الاكتشاف..كلما تقدمت لاتنس
انك ابن الاكتشاف وسره!!
٢/٤/٢٠٢٢
0 comments:
إرسال تعليق