• اخر الاخبار

    الجمعة، 22 أبريل 2022

    قصة قصيرة بعنوان سوء التدبير..بقلم : محمد علي ابراهيم الجبير

     


    كان سعدون الولد الثاني من أولاد التاجر الحاج رؤوف

    وكان رؤوف يعامله معاملة خاصة تختلف عن معاملة إخوته الباقين يلبي كل طلب

    يطلبه فشب الولد على حياة البذخ والصرف الغير معقول

    وكان سعدون عندما يخرج إلى السوق ومعه أصدقاءه

    يصرف عليهم ولا يسمح لأحد أن يدفع أي شيء ما داموا معه..

    سعدون لايحسب أي حساب عندما يصرف المال لأن والده

    يعطيه ما يشاء..

    يخرج وجوبه منتفخة من كميات النقود التي يستلمها من والدته ولم يسأله والده أو والدته أين يصرف المبالغ الكبيرة التي يستلمها منهم

    وأصبحت له شلة من الأصدقاء

    يصرف عليهم على مدار الوقت..

    وعرف أصدقاءه كيف يحصلون

    على الأموال منه مادام انه يصدق كل كلمة منهم بأنه الشاب الكريم ولايوجد مثله في السخاء وأنه لا يبخل على أصدقاءه بأي شيء يطلبونه. .

    ويصرح سعدون دائما بعدم وجود فرق بينه وبينهم وهم بمثابة جيب واحد..

    لهذا فإنه لا يسمح لأحد منهم بالصرف..ولو جرب سعدون في أي يوم من الأيام وتوقف عن الدفع لتبين له حقيقة الأمر بعدم وجود أحد بينهم من يدفع بدلا عنه..

    وهكذا استمر سعدون بعلاقاته مع أصحابه واهتمامه بهم.. ولم يهتم بدراسته كاهتمامه باصدقاءه ولم يبقى لديه وقت للدراسة لأنه مشغول مع أصدقاءه في المقاهي والسفرات إلى أماكن اللهو واللعب كما أن والديه لم يهتموا بدراسته بحجة أن لا يضيقوا  عليه لهذا لم يكمل الدراسة الاعدادية. والأدهى من ذلك أن والده لم يكلفه بأي عمل ولم يطلب منه الحضور إلى محله ولم يعلمه

    أي عمل..

    وبقي سعدون على هذه الحالة فهو بين أصدقاءه متوجها إلى اللعب واللهو.ولا يدري بأمور الدنيا أي شيء فإن كل ما يطلبه من النقود يلبى طلبه

    ويصرفها دون محاسبة ولم يفكر في يوم من الأيام بأهمية النقود ولم يشعر بالعوز ويرى أن أصدقاءه الذين يصرف عليهم بأنهم إخوته. .

    رغب والده بزواجه وأمره أن يختار زوجة له;

    -سعدون ياولدي حان الوقت لزواجك وارغب أن تختار الزوجة الملائمة بنفسك.

    -انا لا أعرف وانت يا ابتي اختر لي الزوجة المناسبة على معرفتك

    التفت الحاج رؤوف إلى ولده الكبير وانت ياولدي هل تعرف فتاة طيبة من عائلة طيبة

    -نعم اخت زوجتي معلمه وتشبه أخلاق زوجتي ومن عائلة انت تعرفها

    -ماذا تقول يا سعدون ؟ قال له والده

    -لامانع لدي والأمر لكم اني موافق

    تم زواج سعدون من شقيقة

    أخيه الكبير بالرغم من عدم

    وجود أي عمل يرتزق منه

    وأنه معتمد على المصروف الذي يعطيه له والده ووالدته

    ومرت الأيام سريعا..

    زوجة سعدون تبينت مسرفة ايضا  هي الاخرى لاتشعر بالمسؤولية

    ولاتحسب أي حساب ليوم العوز أو لأمور الدنيا ولكنها تمكنت من السيطرة على زوجها سعدون ومنعته من الاتصال باصدقاءه والتقليل من اللقاء بهم غيرة منها على زوجها

    ومنعته من الخروج معهم ليلا

    قام والده التاجر رؤوف بشراء الدور والأملاك التجارية وسجلها باسم أولاده الثلاثة الذين هم من امرأة واحدة

    وان زوجة سعدون اجبرته بأن يعمل مع والده ليتعلم مهنته

    حتى لا يقول أحد من أقاربها

    بأن زوجها عاطل عن العمل

    ولا يعرف شيء..

    استجاب سعدون بعد أن أسمعته بأن أقاربها يقولون عليه انه لايعرف شيء عن عمل والده.

    طلب سعدون من الاسطه والمسؤول عن تشغيل المعمل بأن يعلمه كيف تشتغل المكائن وكيف يتم تصليحها. .وخلال فترة قصيرة تعلم كيف يصلحها كما تعلم كيف تنصب المكائن الجديدة..

    مرت السنين وسعدون بين المكائن إلا أنه لم ينسى أصدقاءه كان يذهب لهم بين فترة وأخرى يقضي معهم اوقاتا يشعر بها بالسعادة وخاصة عندما يصرف عليهم

    إلى أن جاء اليوم الذي توفى فيه والده وبعد فترة ليست طويلة توفيت والدته وتم تقسيم  الأموال والأملاك بينه وبين إخوته بالتراضي وعرف كل واحد  منهم ما يملك من أموال وأملاك. .

     الاخ الكبير انتقل الى بغداد بعد  أن باع أملاك وأسس له شركة ضخمة هو وأولاده. .أما الأخ الصغير فأصبح من المقاولين المعورفين في المحافظة..

    أما سعدون فإنه انتقل الى محافظة أخرى وأسس مكائن لصنع المواد الغذائية ولكن عمله لم يدوم بالرغم من نجاح المعمل وذلك أن مصروفاته

    ومصروفات زوجته اكثربكثير

    من واردات المعمل ومن واردات ايجار أملاكه. .الامر الذي دفعه إلى بيع أملاكه الواحد بعد الآخر  ولم يبقى إلا المعمل ..احس بانه لايستطيع الصمود والاستمرار بالعمل..حاول الاستدانة من أصدقاءه القدامى الذين صرف عليهم الأموال الطائلة.

    لم يجد أحد منهم يوافق على تسليفه فلسا واحدا رغم أن أحوالهم المالية جيدة جدا.

    وكل شخص يذهب إليه يعتذر منه بأنه لايملك المال المطلوب ولو يملك ما يطلبه

    فإنه لا يبخل عليه.ويطلب منه المعذرة

    وفي كل مرة يرجع خائبا وعرف بعد فوات الأوان بأنه كان من الغافلين..

    طلبت منه زوجته بيع المعمل

    وشراء دار سكن لهم في بغداد بالقرب من أختها التي سكنت مع أخيه الكبير  املأ في مساعدتهم مستقبلا..

    وفعلا تم بيع المعمل وذهب إلى بغداد واختار  له بيتا صغيرا بعيدا عن أخيه لأن منطقة اخيه لايوجد فيها بيت يتناسب مع امكانيته المادية

    انتقل سعدون إلى بيته الجديد في بغداد وبقي لديه مبلغا قليلا من ثمن المعمل لا يستطيع فيه عمل أي شيء

    اضطر أن يعمل مع أصحاب المعامل كمصلح للمكائن باجور

    بسيطة  وأصبح  معيشتهم

    اعتمادا على راتب زوجته المعلمة  وعلى ما يحصله من تصليح المكائن..

    واجبرته الأيام على أن يتكيف مع هذه الأجور البسيطة  وكذلك زوجته المسرفة

    أن أخيه وزوجته لم يمدا يد العون والمساعدة لهما كما كانا يأملان ذلك منهما..

    شعر بالعوز والذل عندما اشتغل باجور بسيطة عند الناس بعدان كانت الناس تشتغل في محل ابيه و  في معمل الأخير. .

    وتذكر كيف صرف الأموال الكبيرة وبعثرها.وكيف باع الاملاك التجارية المتميزة التي ورثها من تركة ابيه

    ولوكان معتدلا بمصروفاته

    لعاش هو وأولاده وأولاد أولاده

    عيشة  هانئة من عائدات إيجارات الاملاك التي باعها بابخس الاثمان

    وندم سعدون على تصرفاته وبقي في الحسرات ويرى انه الخاسر الوحيد بين إخوته الذين يرفلون هم وأولادهم

    وأولاد أولادهم بالعز والخير العميم

     

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قصة قصيرة بعنوان سوء التدبير..بقلم : محمد علي ابراهيم الجبير Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top