العالم الدكتور “أزاد نجار”.. نموذج مشرف من بلادي يفتخر به .

 

كتبت: د. رسالة الحسن

تمتلئ الذاكرة العربية بشكل خاص بالعديد من الأقوال والحكم وابيات الشعر التي تتحدث عن الطبيب المميز والناجح في عمله .. فمهنة الطب مهنة إنسانية قبل كل شي ..

قال الشاعر :

قل للطبيب اذا ماجئت تنصحه

كن ياطبيب قبل الطب انسانا

تصف الدواء بثغر منك مبتسم

يسقى العليل على الآلام تحنانا

احسن إليه اذا ماكان ذا عوز

فالله يجزي على الأحسان احسانا

 

فالطبيب هو رسول الإنسانية في هذا الكون ، فهو الذي يساعد على تخفيف آلام الناس واوجاعهم العضوية وهو بمثابة الملاذ والملجأ لهم يهرع إليه الناس للخلاص من اوجاعهم ومعالجتهم من الأمراض...

فكيف الحال اذا كان الطبيب هو جراح ومخترع قلب صناعي ... وضف طاقاته لخدمة الإنسانية ومعالجه مرضى القلب من خلال زرع قلب اصطناعي يحاكي القلب الطبيعي  في اجسادهم وسنتعرف على رحلة إبداع المخترع العراقي الدكتور آزاد نجار في الأسطر القادمة ..

ولد “أزاد نجار” عام ١٩٦٨ في بغداد بعدما انتقل والده بسبب ظروف سياسية من زاخو إلى بغداد سنه ١٩٦٣. انتقل للعيش في زاخو سنه ١٩٨٥ بعدما أنهي دراسته الثانوية في بغداد. التحق بكلية الطب جامعة الموصل وتخرج منها سنه ١٩٩٢. عمل لمده سنتين كطبيب دوري في مستشفى الكندي ببغداد قبل هجرته إلى السويد سنه ١٩٩٥ .

بعد دراسته للغة السويدية وإتقانها بدأ يعمل كطبيب في مستشفى مدينة ڤيستروس وهي واحدة من كبريات المدن السويدية. نال تخصص البورد السويدي في جراحه المجاري البولية سنه ٢٠٠٨ والبورد السويدي هي من أعلى التخصصات الطبية في السويد.

باشر بصنع القلب الصناعي منذ سنه ١٩٩٩ ولمدة اكثر من عشرون سنة . بعدما خطر له فكره عمل قلب صناعي مشابه إلى القلب البشري من النواحي الفسلجيه والتشريحية وتعويض العضلات بموتور كهربائي صغير. القلب الآن في مراحله النهائية .

وقد تم اختباره على عشرات الحيوانات ونجح نجاحا باهرا ومن المؤمل تجربته وزرعه بداخل الانسان سنة ٢٠٢٣ .

القلب مكون من بطينين وأذينين ويحتوي على ٤ صمامات مثل عدد صمامات قلب الإنسان. عمل وحده لمده ٣-٤ سنة لتأسيس فكره القلب وإكمال تقنيته وطلب براءة الاختراع عن الفكرة. ومنذ سنه ٢٠٠٣ بدأ المهندسين والأطباء ورجال الأعمال يلتحقون بالمشروع ومنذ سنه ٢٠٠١٤ بدأ يزداد عددهم اليوم بعد الآخر. ووصل العدد الى حوالي اكثر من ٣٧ موظف من أطباء، باحثين، خبراء واستشاريين . قاموا بتطوير ١١ نموذج للقلب خلال سنوات العمل والنموذج ١١ دخل في مجال الاختبار قبل سنتين وهو قلب صغير نسبيا دون صوت كمية الدم الذي يضخه يتراوح ما بين ٢-٨ لتر من كل بطين يعني ٤-١٦ لتر من البطينين في الدقيقة الواحدة، يعتمد على فعالية الجسم وكمية الدم الذي يحتاجه الجسم. القلب مزود بعقل صناعي متطور يتحسس احتياج الجسم للدم يعطي للجسم كمية الدم الذي يحتاجه بالضبط دون زيادة أو نقصان أى بدقة

اصبحت قصة نجاحه ملهمة للعرب المغتربين في الخارج، فقد نجح هذا الطبيب في لفت أنظار العالم إليه بعد أن تمكن من ابتكار قلب صناعي، ليحيي الأمل في قلوب ملايين مرضى عجز القلب في العالم.

لديه الآن عشرات براءات الاختراع في مجال الأعضاء الميكانيكية والأدوات الجراحية للعمليات في أورويا، أميركا، الصين، اليابان، الهند، إنكلترا ومع دول عده أخرى .

يقوم الدكتور أزاد نجار بمشروع إنتاج القلب الصناعي في مركزه الطبي الذي يطلق عليه “ريل هارت” أو Scandinavian Real Heart، ويقع في مدينة (فيستروس) الصناعية السويدية.

وبسبب الأضواء التي سلطت على النجار ومركزه الطبي قام رئيس الوزراء السويدي، ستيفان لوفين ووزرائه بزيارة هذا المركز عام 2016، وأبدوا إعجابهم بابتكاراته وأشادوا بها .

وكذالك حضى بزيارة واستقبال ملك السويد ورئيس وزراء السويد له .

وقد انتخب الدكتور آزاد النجار افضل مخترع وافضل رجل في السويد .

وهو احد مرشحي جائزة نوبل للطب .

ولديه ٣٦ براءة اختراع

يقول المثل الأوربي (( الجراح الناجح يجب أن يملك قلب أسد وعينا نسر ويدا امرأة ...)) اما جراحنا فقد فاق كل الأقوال والامثال وما قيل ويقال وضرب مثلا في ضميره الإنساني الذي دفعه لاختراع قلب صناعي لانقاذ الملايين من مرضى القلب في العالم ليمد لهم يد المساعدة كطبيب يحمل قلب وضمير انسان ..

 

أبريل 18, 2022