• اخر الاخبار

    الخميس، 21 أبريل 2022

    الجامعة العشائرية ..بقلم : الشيخ احمدالحسين الحمد

     


    قد سمعت تلك القصة من الدواوين وحتى وان تعددت وتشابهت الأسماء بها وكانت لبقية العشائر عندها نفس القصة تكررت ولكن المفيد هو ان ناخذ العبرة منها فكان في زمن اجدادنا الشيوخ يخضعون لشبه امتحان ويكون الشيخ الاب ملازم لابنه منذ نعومة اضفارة يعلمه الحكمة والدراية على كيفية قيادة العشيرة لان الشيوخ انذاك كانوا يعتقدون ان العشيرة شعب مصغر من دولة والشيخ هو مثل رئيس الدولة يجب ان يعامل رعيته بالتساوي والحنكة والشجاعة والتواضع فاذا فقد صفة واحدة يكون وبال على عشيرته والرئيس الذي لايعامل شعبه بالتساوي يعتبر فاشل وانتهازي

    تعالوا نستمع الى هذا الامتحان في الجامعة العشائرية

    تزوج احد شيوخ القبائل واسمه سلمان وقد بلغ من العمر عتيا ، ، وكان الشيخ ينتظر الأيام والسنين ، حتى يكبر ابنه ويصبح رجلا ، يعتمد عليه في إدارة شؤون العشيرة ، والقضاء بين الناس ، وإصلاح ذات البين ، وكان حريصا كل الحرص على أن يجلسه إلى جواره في قضائه ، وإصلاحه بين الناس . لانه يعرف انها لحظه تاريخية لربما يكون ابنه وبال وانتقام على الناس اذا لم يحثوا على طريقه

    عندما بلغ ابنه موزان من العمر عشر سنوات ، أراد أبوة الشيخ سلمان أن يختبره فسأله

    ماذا تتمنى يا وليدي ؟

    أجاب الابن : أتمنى ان ألعب مع أصدقائي من شباب العشيرة .

    قال سلمان : لا زال ولدي طفلا .

    وعندما بلغ الخامسة عشر من عمره ، سأله والده الشيخ السؤال السابق نفسه :

    ماذا تتمني يا ولدي ؟

    أجاب قائلا : أتمنى ان اسافر لكي اتمتع بالسفر مع اصدقائي .

    قال الأب : لم يصل تفكير ولدي بعد ، إلى مستوى تحمل المسؤولية .

    وعندما بلغ سن الثامنة عشر سأله أيضا والده :

    ماذا تتمنى يا ولدي ؟

    أجابه ابنه قائلا : أتمنى أن أصلح بين اثنين .

    قال الأب لقد بلغ ولدي الآن مدارك الرجال .

    جمع الشيخ سلمان كبار عشيرته ، وابنه جالس عن يمينه ، قاصدا في هذه المرة أن يتحمل ابنه مسؤولية العشيرة والفصل بين الناس .

    قال الشيخ : قل لي يا ولدي : إن جاءك اثنان من اعمامك، واحد منهما أحمق متهور، جاهل لا يفهم ، والثاني عاقل رزين واعٍ ، فكيف تقضي بينهما ؟

    قال الابن : آخذ من كوم وحصة العاقل ، وأرضي بها الأحمق الغير العاقل .

    قال الشيخ صدقت .

    يا ولدي : إن جاءك اثنان ، متهوران أحمقان غير عاقلين من اعمامك ، فكيف تقضي بينهما ؟

    قال الابن : أدفع من جيبتي من أجل إرضائهما .

    قال الشيخ صدقت .

    ثم قال يا ولدي : لو جاءك اثنان عاقلان متزنان واعيان فكيف تقضي بينهما ؟

    قال الابن : يا أبي العاقلان لا يأتياني .

    قال صدقت .

    ثم قال يا ولدي لو جائك احد اعمامك يسبك ويشتمك

    قال الابن استمع اليه لعله بي خطأ اقترفته فنحن ليس معصومين ولم نملك رقاب العرب مثل العبيد

    فقال سلمان صدق واحسنت

    فقال له سلمان لو انقسمت قبيلتك الى شطرين مع من ستكون

    فقال يا ابي سوف اقف مع الشطر الذي يكثر فيه الفقراء لانهم دائما يشكون من ظلم الاغنياء وتجبرهم وتكبرهم واستحقارهم ومحاولة استعبادهم

    فقال سلمان نعم صدقت فهذا هو البخت

    فقال له سلمان يا بني لو جائك اعمامك والدماء تسيل منهم

    فقال الابن يا ابي انا المذنب الوحيد في ذلهم فلولا تقاعسي لما تجرأ الغريب عليهم

    فقام سلمان وقامت كل العشيرة مبهورة من رد هذا الصبي فقالوا له ياشيخ هو هو اي يصلح لرئاسة العشيرة من بعدك

    خلع الشيخ عباءته ، وألقى بها على ظهر ابنه ترسيما لشرف المشيخة ، وقد أصبح ابنه وهو في عمر الشباب ينطق بالحكمة والشجاعة والتواضع ويقضي بين الناس بالخير ....

     

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الجامعة العشائرية ..بقلم : الشيخ احمدالحسين الحمد Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top