• اخر الاخبار

    السبت، 4 ديسمبر 2021

    حسن بخيت يكتب عن : كلمة حق في رجل يستحق

     


    إنني أتحدث في هذه الكلمة المتواضعة عن رجل عاصرته وعايشته ؛ فمن حسن حظي أنني عملت منذ قدومي لسلطنة عمان بمنطقة ( ولاية ضلكوت ) إحدى ولايات محافظة ظفار ؛؛ فكانت اول معرفتي بهذا الرجل هي المسجد الذي كان يتواجد فيه ليل نهار ؛ ويقوم بالأذان والصلاة بالناس ؛ وقراءة القرآن وحلقات الذكر والنصح والتوعية والدعوة ؛؛ فقد رأيت رجلا  فرض احترامه وتقديره على كل من يعرفه وخاصة أهل ضلكوت ؛ وحاز على احترام المجتمع المحيط به بكرم أخلاقه وتواضعه وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «من تواضع لله رفعه». لقد تواضع للكبير والصغير على حدٍ سواء أحب الجميع وأحبوه ووقّر الكبير واحترم الصغير وفتح بابه للجميع وكسب السمعة المشرفة التي لم يكسبها من يمتلكون الأموال الطائلة ومن يديرون الأعمال البارزة .

    إنني أردت في هذه الكلمة أن أعبر عما يخالج نفسي إزاء هذا الرجل الذي يستحق الإطراء الجميل الذي هو أهل له إنه الشيخ (محمد أحمد عبد الولي باعوين ) احد وجهاء وشيوخ ولاية ضلكوت بمحافظة ظفار  الذي رحل قبل أيام قليلة  (رجل الخير والعطاء)، بعد رحلة طويلة فى الحياة قضاها رحمه الله في (إخلاص وعطاء) لكل من حوله .

     رجلاً كانت له بصماته في التواضع و(الخير والعطاء)، رجل عندما كنت تراه وتتحدث إليه تجد عنده (عبق الماضي الجميل والتاريخ)، رجل كان مخلصاً وعاشقاً للوطن ؛ وله الكثير من المواقف الوطنية تجاه وطنه وأهله ؛  رجل كان يستحق كل تقدير كونه نموذجاً لرجال عمان الأوفياء، رحل ( بو ناصر )  تاركاً من خلفه إرثا عظيما من (الخير والعطاء)، تاركاً من خلفه رجالاً (مخلصين)،  تاركاً ذرية صالحة تجدهم نموذجاً للمواطنين المخلصين المشرّفين لهذا الوطن .

    قال تعالى:

    ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)

    فالموت حتما على جميع العباد من الإنس والجن ، الصالح والطالح ، جميع الحيوان ، القوي منها والضعيف ،، فلا مفر لأحد منه ، ولا أمان لمخلوق عنه .

     والأمم والشعوب تفقد كل لحظة رجالاً مخلصين بسبب الموت، فهو الحقيقة التي نؤمن بها جميعاً ؛  لقد فقدت ولاية ضلكوت "بمحافظة ظفار بسلطنة عمان  أحد الرجال المعروف عنهم الإخلاص والمحبة وعشق الوطن وترابه، رجل ووجيه من وجهاء المنطقة ؛؛ معروف عنه الكرم والعطاء المستمر لمن حوله من مواطنين ومقيمين

    لا أعتقد أن كلمات الرثاء مهما فاضت ستعبر عما تكنه القلوب لهذا الرجل النادر المثال في علاقته وأسلوب حياته مع الناس ، صاحب الوجه البشوش صاحب الطلعة البهية والأخلاق السامية والابتسامة الصافية الصادقة ، هذه الإبتسامة المشرقة التي جعلها شعار حياته وعنوان لقاءه مع من يعرف ومن لا يعرف ؛ متمثلاً في ذلك قول الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه (ابتسامتك في وجه أخيك صدقة) وقوله صلى الله عليه وسلم (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو تلقى أخاك بوجه طلق).

    لقد كان رحمه الله  نموذج الإنسان المثالي في حسن تعامله، شهماً كريماً في نبل عطائه، صاحب أريحية في تلبية نداء الواجب في الكثير من مناسبات البذل والعطاء ، يحب الخير للناس أميناً صادقاً في تعامله صاحب مشورة وإصلاح ..

    سيظل صوتك، كلماتك، شهامتك، انسانيتك، كرمك وصورتك البهية الراسخة في ذاكرتنا يا صاحب المواقف النبيلة وصاحب الكرم والسخاء .

    غفر الله لك ورحمك رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته ..... حسن بخيت ... معلم مصري بسلطنة عمان

     

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حسن بخيت يكتب عن : كلمة حق في رجل يستحق Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top