النيل الازرق عند مخرج بحيرة تانا جنوبا لا يخطر علي بالك ابدا انه سيتجه الي مصر .فسبحان الله الخالق المبدع فهذا النهر الهادر الذي يغذيه اكثر من سبعة عشرة نهرا صغيرا طوال رحلته الطويله الي الخرطوم ثم الي مصر يخرج من البحيرة ليتجه جنوبا لجهة الشرق الجنوبي كانه يتجه نحو الصومال او جيبوتي ثم يغير اتجاه جريانه بفعل الجبال المانعه ليتجه نحو الجنوب قليلا ليعاود الميل ناحيه الغرب ثم ينحدر مع السطح نحو الشمال الغربي متجها الي الخرطوم ملتقي النيل الابيض ويستمر جريانه بتدفق هادر خاصة في فصل الصيف لياتي اليه نهر العطبره اخر روافد الحبشة ليدفعه الي ارض الكنانه رغم قله انحدار اراضيها ..
مشاهد ومناظر عجيبه وغريبة حول خط سير هذا النهر
منذ منبعه وحتي دخوله ارض مصر فهذا النهر جعل من اثيوبيا اغني دول العالم للثروة
المائيه لتبدو علي شكل واحة كبيرة خضراء وهذا النهر كان دعامة حضارة عظمي قامت علي
الزراعة بين ضفافه وتعد من اقدم الحضارات القديمة في العالم واعرقها لذلك قدسه
المصريون القدماء واطلقوا عليه اسم حابي ومن اجله اقاموا مقياس النيل واحتفلوا
بعيد وفاء النيل ثم ربطوا بينه وبين عيد
الفلاح في مصر . وهذا النهر يعطي لشعب مصر اكثر من 13 مليار متر مكعب سنويا لكي
يشربونها فقط وهذا النهر جعلنا نتصدر دول القارة في عدة محاصيل اهمها القطن والارز
وقصب السكر وهذا النهر جعلنا ننفق المليارات ونقيم السد العالي ونولد الكهرباء
لنتوسع في انشاء المصانع خاصة التي تعتمد علي كهرباء السد العالي مثل مصانع
الالمونيوم في نجح حمادي وهذا النهر جعل من ابو التاريخ هيرودوت ان يقول مصر هبة
النيل ..
كل
ذلك جعل من النهر شريان الحياة لمصر وليس
للمصريبن فقط الذين يعيشون ويتكدسون علي مساحة تقدر ب4% فقط من مساحة مصر
الاجمالية لان مصر بلدا صحراويه تشكل الصحاري فيها نحو 96% مصر نادرة المطر ونادرة
النبات الطبيعي والغابات والحشائش الخضراء مصر ليست كدول الخليج تستطيع تحليه مياه
البحر وانفاق المليارات عليها فمصر حين تستغني عن مياه النيل فلا معني لذلك الا
انها تلفظ وترفض الحياة ومصر دوما وقت المحن والشدائد تنتفض ولا تقدم على الانتحار
!!..
0 comments:
إرسال تعليق