في فترةٍ كانت هذه الحاجة تمثل الكثير للكسبة والذين يقتنعون بالرزق البسيط ليسدوا رمق الجوع ويعيشوا بشرف وكرامة، فما إن تدخل أسواق مدينة كبيرةٍ كانت ام صغيرةٍ إلّا وتسمع الأصوات ترهق أصحابها المتعبين الذين لفحتهم اشعة الشمس اللاهبة لتصيّر جلودهم سمراء تظهر عليهم
علامة التعب والقهر لكنما لا يخلون
من حس المداعبة والإبتسامة ليشمروا عن كواهلهم هم الحياة المتعبة.....
حاجة بـ١٠٠٠ الجميع ينادي وكأنه يبيع
أشياءً ثمينةً وبالفعل بالنسبة له هي كذلك، يفترشون الأرصفةَ وينثرون ما لديهم من
خردة الأجهزة التي أكل الدهر عليها وشرب وقطع بالية
اُرخ عليها تأريخ الزمنات الماضية
ليقنعوا المشتري باهمية إقتناء مثل هذه الأشياء الثمينة "نوعًا" حتى
يقتنع المشتري
تارةً وتارةً اخرى عطفًا وشفقةً
عليهم فيشتري وهو على قناعةِ بأنها أشياء ليست ذات قيمة.....!
حاجةبـ١٠٠٠ أعتاش الكثير من أبناء
العراقيين عليها ليشكلوا ربع المجتمع آنذاك......حتى تاسست أسواقًا لهم وسميت
بأسمائهم، والكثير كان يدخلها خلسةً ويتلفت يمينًا شمالًا
خوفًا أن يراه أحد المارة وربما كذلك
حال المشاهد الآخر....!
وما ان تدخل هذه الأسواق حتى ترى
الأرض مزخرفةً بتلك الأنتياكات المتهالكة والمصابيح المتصدئة وأكوام الملابس
الممزقة أطرافها.....ومن المضحك
هنالك بعض القطع تأتي بيدٍ واحدة أو قدم واحدة ورغم ذلك تشاهد من يشتريها...تبًا
للعوز والفقر والمجاعة التي أهلكت أبناء شعبي العظيم الذي عُرف بالسّخاء،طوابير من
الموظفين والخريجين يرتادوا الأسواق المركزية ليشتروا حصصًا تموينيةً ومن يحصل
عليها كأنّما حصل على كنزٍ ثمين حتى أنّ بعض أقرانهم يغبطونهم على ذلك....!
وأنتهت فترةً كان الأشهر فيها بائع
البالة أو اللنگات....!
وهنيئًا لصاحب "البسطية" آنذاك....!
ويالخوفي أن تعودَ تلك الأسواق
مجددًا ليعودوا الشباب والنساء يفترشون الأرض الحارقة تحت أشعة الشمس اللاهبة
صعود الدولار وضياع قيمة الدينار ما
هي إلّا عودة المجاعة والفقر واللنگات لنا من جديد............
0 comments:
إرسال تعليق