• اخر الاخبار

    الأربعاء، 9 ديسمبر 2020

    قراءةٌ في قصيدة " لا تشتمي" للدكتور أحلام الحسن ..بقلم الأديب / سيد فاروق



    وجدٌ على أنقاض الود
    صراعاتٌ شتي وأسئلةٌ تدور في خلجات الذات الشاعرة وكيف أن من يحمل الود لنا يبيت عدوًا بين عشية وضحاها ،
    الأمر الذي جعلها تستيقظ من غفوتها على أثر فجأة صدمت " دون " دون الوداد " الحدث جم والفجعة من الأهمية بمكان أن تؤرق النفس المطمئنة والروح السوية، ما هذا الفجر في الخصومات الذي ينآى بكل القيم والأعراف النبيلة .
    شيءٌ فوق احتمالات المنطق للذات الشاعرة الأمر الذي جعلها تتساءل والسؤال لمن كانت تحمل لها الود :
    أيهونُ ودّيَ والهوى
    أن تعرضيهِ وبالمزاد !!
    كيف يطاوع المحب هواه فيصبح على النقيض؟!!!
    كيف يعرض الود بضاعة مزجاة في المزاد بثمنٍ بخس . سحقًا لهذا الحبّ الزائف فقد سقطت الأقنعة وبيع الهوى بالجوى وبلا حتى دراهم معدودات ،
    كيف يزهد صاحب الود في وده لهذا الحد ؟!!!
    فيكشف ما توارى عنه عيانًا جهارًا هل كان هذا الود موجودًا !
    وهل كان يحمل في طياته طابع الصدق، فالقلوب بين اصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف وشاء ،
    " قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر "
    ياليتني حجرًا ومنْ
    دون الشّعورِ كما الجماد
    ومع تصاعد وتيرة الصراع لدى الذات الشاعرة المعذبة والمفعمة بتلك الاحاسيس والمشاعر التي لا تحتمل جفوة المحب تتمني لو أنها تجلت بالقوة والصلابة في الشعور لتحيلها هذه القوة إلى كتلةٍ من الحجارة دون شعور مثلها مثل الجماد ، " وإن من الحجارة لما تتفجر منها الأنهار........."
    هذا التمني الذى أصابها كي تستطيع أن تستوعب قسوة المحب الذي صبأ عن وده كي تهدأ من ثورة النفس والصراع الداخلي لهذا الحدث المفجع.
    لا تشعلي نارَ الجوى
    لا تشمتي بي منْ أرادْ
    يانجمتي هذا الهوَى
    يشري وصالكِ والودادْ
    كُفّي اقتحامي بالرّسو..
    مِ جميلتي دون العباد
    من عيون الشعر العربي وكأنني أقرأ للوأواء الدمشقي الموشوم بالشعر المطبوع وفيما قال عن الوداد قوله:
    أُهَوِّنُ مَا أَلْقى وَلَيْسَ يَهُونُ
    إِذا لاحَظَتْنِي مِنْ هَوَاكَ عُيونُ
    لَئِنْ قَطَعَ الوَاشُونَ مَا كانَ بَيْنَنَا
    فَحَظُّكَ مِنْ قَلْبِي عَلَيْكَ مَصُونُ
    وَإِنْ رُمْتُ كِتْمانَ الهَوى نَطَقَتْ بِهِ
    بَوَادِرُ دَمْعٍ سُحْبُهُنَّ جُفُونُ
    أَهُونُ إِذا مَا عَزَّ مَنْ أَنا عَبْدُهُ
    وَمَا عَزَّ فِيهِ الخَطْبُ لَيْسَ يَهُونُ
    على أنه لم يهن ودٌّ حقيقٌ قط، ولا يهون الود أبدًّا عند من يقدرون الوداد، ربما ظننا أنه هان! ولكن نحتسب ذاك الهون إذا وقع فعند الله الجزاء فهو الذي لو مسَّنا ما مسَّنا يبقى الرَّحيم ويجبرُ ما انكسَر .
    صاغت الشاعرة أحلام الحسن أبياتها بتلك الصور المتشعبة التي أضفت على معانيها رونقًا وجمالًا وخدمت موضوعها الذي تناولته، إذا الشاعرة هنا نسجت موسيقى النص بما يعبر عن الحالة الداخلية لها مع عدم خروجها عن نطاق الإحساس الذي يرافق التفكير والفلسفة.
    كما أنها اختارت حرف الروي. ..الداء المسكنه المسبوقة بالألف . ..لتؤكد فيها النغمة المتوترة في القافية فتعلن أن الوقوف على السكون عند الشاعرة مناص لأماكن ألمٍ وأمنياتٍ ورجاءٍ وبشاراتٍ تلزم الشاعرةُ المتلقي بالوقوف عليها ليشاركها وجدانيًّا فيما يدور بخلجات الذات الشاعرة من أحاسيس ومشاعر متباينة.
    و قد كانت الشاعرة حريصة على رفع المستوى الايقاعي عند نهايات الأبيات. وبهذا حقق إيقاعا شعرياً فنيًا اكسب الأبيات جماليةً وجعلها وحدةً متكاملةً تواشجت وتعانقت مع المشاعر والمعنى والصورة والألفاظ وأساليب الصياغة الأخرى.
    الشقيقة الراقية المكرمة الشاعرة الأديبة معالي أ.د Ahlam Alhasan
     
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قراءةٌ في قصيدة " لا تشتمي" للدكتور أحلام الحسن ..بقلم الأديب / سيد فاروق Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top