• اخر الاخبار

    الخميس، 1 أكتوبر 2020

    الناقد العراقى جليل شبر يكتب عن : تأملات في شعر هاشم الرفاعي ..الانسان ...الشاعر ...الثائر ..في قصيدته (اشدد )

     

     


    للبيئة أثر واضح في حياة هاشم الرفاعي الانسان والشاعر اذ تأثر ببيئة الجنوب الزاخرة بالجمال والطبيعة الخلابة فكانت مفرداته ذات طابع رمزي حملت كل المعاني الجميلة.

    بدأ شاعرنا قصيدته بصيغة طلبية ( الأمر المجازي الذي يحمل معنى الالتماس  ) فيدعو الانسان إلى أن يشد قواه ويتحدي الوجع ...ولم يحدد شاعرنا المخاطب بل تركه للقارئ وهذه سمة امتاز بها كبار الشعراء .

    الوعظ  والإرشاد كان واضحا في قصيدة الشاعر بقوله :(فالعمر مؤشر حياتك وعلى سنينه تتعكز هذه الصورة الشعرية الراقية اطرها بخيال شعري جميل فرسم صورة للانسان في مرحلة من عمره ... ويستمر في وعظه وارشاده فيدعونا إلى الحب والتفاؤل للتخلص من كل عذابات الحياة ( التعذيب والمعذب  ) لقد أبدع الشاعر في هذا التقسيم الصوري كي يشعر القارئ بان الحياة لحظة عليه ان يعيشها دون يأس او قنوط .

    هاشم الرفاعي الشاعر جعل من المفردة الشعري طيعة بين يديه فالتناغم الموسيقي واضح في قصيدته يقول...انت يافخر ...والفخر بك... يفتخر.

    هنا اجاد الشاعر من خلال التناسق بين اللفظ والمعنى فالكلمة وضعها في  مكانها الذي تستحق فيقول هو حبك للعراق فالشاعر استخدم صيغة المخاطب بضمير الغائب فكان رائعا حين رسم صورة العراق المطرزة بالياسمين.

    حاول الشاعر ان يرسم صورة لطابع حياته فرغم المعاناة وساعات السهر الا أنه يشعر بجمالها وروعتها تكلل نجاحها بإستخدام الرموز الأدبية لكثير من الشخصيات الشعرية والادبية........ ( جليل ،حربي، ابا الشام ) فكانوا بمثابة البلسم لجرحه النازف .

    كلماته جميلات بجمال الحياة فهن بنات الياسمين وبهن تصبح الأوطان جميلة . الشاعر هنا أراد أن يقول ان للكلمة اثرا في بناء الأوطان وهنا يؤكد مادعا اليه في بداية القصيدة بقوله ...اشدد

    الرمز الشعري المفعم والمطرز بالواقع يشد القارئ إلى التامل في تلك الصور الرائعة بقوله... بين الجوري والياسمين وساحة الطيران وجدارية فائق حسن انما هي رموز لساحة الشهادة تعطرت بها بغداد وهنا يشد القارئ من أجل الثورة على الواقع المرير وما أدهشتني تلك الصورة الجميلة بقوله عطرت برائحة  ريشته هنا جعل التشخيص

    في رسم الصورة مطرزة بالتجسيم الصوري فحاول أن يجعل من ريشة فائق حسن تنطق بما هو جميل لترسم لنا صورة مجد العراق العظيم وترسم لنا صورة الشهداء ألتي طرزت على خارطة العراق من شماله الى جنوبه صورة الوطن الواحد الخالية من الخدوش والرتوش بقوله...بلد الياسمين لي مثابة .

    تتزاحم الصور الشعرية في القصيدة حتى يشعر القارئ بان عينيه تلاحق صوره الرائعة فيصل الى الكاس مع حربي وخليل والجميلة يارا هذا الترتيب الصوري ابدع فيه هاشم الرفاعي حيث تشعر انك امام تسلسل منطقي في الصور ونجد أيضا التزامن اللغوي بروعة الكلمات فيقول يعلو صوت وفيهاالغناء ... الشاعر في هذه المرحلة بلغ مرحلة من الاهات فيقول ان الاعياء والتعب اخذ الكثير من عمره من خلال استخدام أداة الكثرة والمبالغة (كم ) يقول...اه..  انا ...

    .كم أخذ العمر مني ولازلت بجميلها متمسكا اعتاد شاعرنا هاشم الرفاعي في أغلب قصائده على الإيحاء من خلال استخدام الرمز وهنا بث شكواه بقوله... اه غفا. اسلوب الطلب  المجازي بصيغة الالتماس يعود إليه الشاعر بقوله...لاتستسلمي ياغفا ان الضعف درب مهلك ويدعوها للنهوض وهنا حاول أن يبث في من يخاطب روح الثبات والتحدي .

    هاشم الرفاعي الثائر عرفته متحديا لكل المصاعب والمحن من خلال مايمتلكه من نفس ثوري من روح الكبرياء و التحدي فهو  يدعو للصمود والتحدي لمواجهة معترك الحياة ويدعو للثورة عل  الواقع المرير من خلال الكلمة المقاتلة المعبرة فهو لم يستخدم ...حطموا او دمروا.. انما دعا ان تكون الكلمة رغم احرفها القليلة  منارا للثائرين في سبيل الحرية فيقول انا سائر  لبلاد الياسمين وازهارها للمتكئ هذا النفس الثوري المليئ بالعنفوان والكبرياء في قصيدة الشاعر رمز له من خلال التنوع في الطلب.......... في السطور السابقة تناولت هاشم الرفاعي إنسانا...شاعرا... ثائرا

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الناقد العراقى جليل شبر يكتب عن : تأملات في شعر هاشم الرفاعي ..الانسان ...الشاعر ...الثائر ..في قصيدته (اشدد ) Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top