عبر الإبحار في قراءةٍ مثمرةٍ لشعر الشاعرة الفلسطينية غالية أبو ستة الكندية الجنسية تعلو سماء شعرها قصيدةٌ ماتعةٌ بعنوان " عنود الريم "
عنود الريم شذّاهٌ الخزام
تمتعت هذه القصيدة بالصور التغزلية المتعددة الجميلة حيث أثرت الشاعرة القصيدةَ بالمعاني الغزلية الدسمة من خلال إسلوب التغزل الذاتي حيث سعت الشاعرة إلى إبراز مواضع الحسن والجمال الذي تتمتع به عبر أبياتها كقولها مادحةً نفسها في البيت الأول :
ريمُ الفلا لا ترتضي قيد الخنا :
في إشارةٍ لوصف جمال القوام ب " ريم الفلا " والريم أجمل أنواع الغزلان وأكثرها رشاقةً لتأتي بعدها على مدحةٍ أخلاقيةٍ بقولها لاترتضي قيد الخنا والخنا هو فاحش القول كما أن الكلمة معنى آخرًا وهو نوائب الدهر فالشاعرة هنا تصف أخلاقها بأنها لا ترتضي نوائب الدهر ولا تتلفظ بفاحش القول.
ونرى بالبيت الثاني عودة الشاعرة لوصف ما تتمتع به من الجمال بقولها :
تهوى العلا بين الرئام عنودها :
والرئام الغزلان البيضاء الجميلة- عنودها يقصد بكلمة عنود الفتاة الشديدة الحسن والبياض فتصف الشاعرة نفسها ب" العنود" التي تقود الرئام الغزلان البيضاء الجميلة فهي أجمل منها فهي " العنود " التي أجمل من الرئام كلها.
وفي البيت الثالث من القصيدة قولها :
مغرومةٌ بالحسن حثت خطوها :
أي أنها وصل الحسن فيها لدرجة الغرام لا ينفك عنها فهي مغرومةٌ بحسنها، "حثت خطوها" تشير لنفسها بأنها حثيثة الخطوات سريعة الحركة.
ثم تعرج الشاعرة غالية في البيت الرابع إلى وصف حسن عينيها فتقول في ذلك الوصف :
لمّاحةٌ هدباء ترخي رمشها :
لمّاحةٌ هدباء : تصف الشاعرة بأن عينيها ذات لمحٍ سريعٍ يختلس النظرات ويبعث الكلمات عبر لماحة العين لما لها نظراتٍ تزيد عينيها جمالا.
هدباء :
هدباء كثيفة الهدب أي غزيرة الرموش ، تمتدح الشاعرة كثافة أهداب عينيها والمعروف أن كثافة أهداب العيون لدى المرأة من علامات الجمال.
ترخي رمشها :
أي تسدل رموشها وترخيها واسدال الرمش من علامات الفتاة الخجولة والدلال.
والجيد لا يدنو لربقٍ أو يضام :
تصف الشاعرة نفسها بالشجاعة والجيد مادون العنق والربق الحبل فهذا الجيد لايمكن أن يدنو منه حبل أو يصيبه الضيم.
ريم الفلا لا ترتضي قيد الخنا
---------------- في واحة الغزلان أعــلاها المقـــام
-
تهوى العلا بين الرئام عنودهــــــا
------------------- لا تلتفت للخلف ســـاقت للرئـام
-
مغرومة بالحسنِ حثت خطوهــــا
-------------- بين المروج الخضر أو بين الــخزام
-
لمّاحة هدباء ترخي رمشهــــا
------------- والجيد لا يدنو لربـــــــقٍ - أو يُضــام
-
إن قصَّرت سُبُلُ النجـاة رأيتهــا
---------------عن حزنها - بين احتدامات السّهـــام.
-
هذي أنا عطري الأمانة والوفا
-------------- سُمّارُ أُنسي الشمسُ أو بدرُ التمــــام🌷
0 comments:
إرسال تعليق