كتب : حافظ الشاعر
تظهر أحدث دراسة حول العملية الشاملة
في سيناء أن العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة في مدن سيناء أوشكت
على أن تقضى على ما تبقى من هذه الخلايا في العريش ورفح وبئر العبد والشيخ زويد ،
وأن سيناء في طريقها لأن تصبح خالية تماما من جماعات العنف والإرهاب مع نهاية هذا
العام .
هذا ما توصلت إليه دراسة علمية أعدها الدكتور
مجدي الداغر أستاذ الإعلام المساعد بجامعة المنصورة، وأستاذ الإعلام الأمني بجامعة
نايف للعلوم الأمنية بالسعودية، والتي أكدت جود نوعين من التنظيمات الإرهابية فى
سيناء منذ يناير2011- 2020م ،الأول: الجماعات الإرهابية الجهادية في مثلث رفح والشيخ
زويد والعريش وبئر العبد ويتحرك على مساحه 22 كيلو متر شمال سيناء، أبرزها “أنصار
بيت المقدس أو ولاية سيناء”، والنوع الثاني يتمثل في الخلايا الإرهابية غير
المعروفة والتي تنشط في مدن محافظات الوادي والدلتا، وتضم قطاع عريض من شباب جماعة
الإخوان الإرهابية ومنها: جماعة العقاب الثوري، وتنظيم حسم ، ولواء الثورة، وهذا
النوع من التنظيمات يختلف عن الأول من حيث عدم وجود قيادات معروفة له ، ومن ثم كان
من الصعوبة تحديد العناصر التى تحركهم ، وفي حالات كثيرة تكون الفكرة هي المحرك
بين أعضاء التنظيم، وحالات أخرى تكون الرغبة في ممارسة الفعل الإرهابي والانتقام،
وتأويل الفتوى أحياناً أحد محركات العمل الإرهابي ضد الدولة ومؤسساتها ، حيث نجح
الجيش وجهاز الأمن الوطني عام 2017م في رصد تحركات حركة “حسم” وتمكن من الكشف عن
هوية أهم عناصرها، وذلك عقب حادثة استهداف حافلة الأقباط في المنيا، حيث قامت
القوات الجوية المصرية بتوجيه عدة ضربات داخل العمق الليبي استهدفت 6 مراكز تابعة
للتنظيمات الإرهابية فى مدينة درنة، أسفرت عن تدمير مقر مجلس شورى مجاهدي درنه
ومقتل العشرات من عناصر التنظيم الإرهابي ، وتحديد مكان هشام عشماوي والقبض عليه ،
وتنفيذ حكم الإعدام بحقه في مارس الماضي .
وقد استهدفت الدراسة التعرف على
نتائج العمليات العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة المصرية ضد التنظيمات الإرهابية
فى سيناء منذ 2018م وحتى 2020م والتي حظيت
باهتمام وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية المصرية ، وحجم الاهتمام وأنماط
وأشكال العمليات الإرهابية التي تناولتها، والفنون الصحفية المستخدمة، والأدوات
التفاعلية المتاحة ، كما استهدفت أيضاً الكشف عن نوع الخطاب الإعلامي وتوجهاته،
ومسارات البرهنة، والقوى الفاعلة، والأطر المرجعية التي اعتمدت عليها ، وأطر
الأسباب والنتائج والحلول المستخدمة في معالجة العمليات العسكرية التي تقوم بها
القوات المسلحة ضد التنظيمات الإرهابية في سيناء والمعروفة بالعملية الشاملة 2018م.
وتؤكد الدراسة أن القوات المسلحة
المصرية تعتبر من أقوى جيوش المنطقة العربية حيث تتوافر لديها الخبرة القتالية
العالية والمستمدة من الحروب العديدة التي خاضتها مصر وشاركت فيها على مدار
تاريخها الحديث والمعاصر، وتتكون القوات المسلحة المصرية من أربع فروع رئيسية هى “قيادة
الدفاع الجوي، القوات الجوية، القوات البحرية، والقوات البرية”، وتحتل الترتيب
العاشر ضمن أكبر قوة عسكرية في العالم، وتصنف على أنها الأقوى عربياً، ويأتي
أسطولها البحري هو الأكبر على مستوى أفريقيا والشرق الأوسط، حيث تمتلك مصر نظاماً
حديثا للدفاع الجوي جعلها تحتل الترتيب الرابع عالمياً، ولديها أكبر عدد من صواريخ
أرض – أرض بعد الصين وروسيا والولايات المتحدة، مما جعلها تمثل أحد القوى العربية
المهمة في منطقة الشرق الأوسط، وقد تجلى ذلك في العديد من المواقف بداية من
المشاركة حركات التحرر الوطني في كل من اليمن والجزائر وعدد من البلدان الإفريقية
، الى جانب القيام بدور المدافع عن القضايا العربية الرئيسية في حرب تحرير الكويت 1991م،
ودعم الشعب الليبي لاستعادة دولتهم 2020م ، وتعزيز العلاقات العربية ضد الأطماع
التركية والقطرية في ليبيا وسوريا واليمن وغيرها .
وتوصلت الدراسة إلى عدد من النتائج
منها تعدد قضايا الإرهاب التي صاحبت العملية العسكرية في سيناء، والتي تمثلت فى استهداف المنشآت
الحكومية والاعتداء على كمائن الجيش والشرطة ، يليها العمليات الانتحارية ،
ومحاولات اغتيال رموز الفكر والسياسة والدين، وعمليات الخطف واحتجاز الرهائن،
وقرصنة المواقع الالكترونية ، واستخدام العبوات الناسفة والسيارات المفخخة، والسطو
على ممتلكات الأقباط فى سيناء، وهو ما يشير إلى تنوع استراتيجيات التنظيمات
الإرهابية في سيناء بين استخدام العبوات الناسفة عام 2015، وإستراتيجية القنص عن
بُعد عام 2016، والعمليات الانتحارية عام 2017 ، ثم عودة إلى العبوات الناسفة عامي
2019- 2020م .
كما أظهرت النتائج تصدر أطر تدمير الأنفاق
مع قطاع غزة قائمة أطر حلول العمليات العسكرية، يليها مشاركة كافة وحدات الجيش في
العمليات ، ورفض التدخل الأجنبي في سيناء، ومد العمل بقانون الطوارئ، وحظر التجول
أثناء العمليات العسكرية، وإخلاء السكان من المنازل المتاخمة على الحدود حرصاً على
سلامتهم، ومحاصرة جبل الحلال، والتوجه القومي نحو تعمير سيناء، وهو ما يشير إلى أن
أبرز الحلول المطروحة تكمن فى السيطرة على الأنفاق وتدمير المعابر التى يتم تهريب
المخدرات والأسلحة من خلالها، والتي تمثل أذرع الإرهاب في منطقة سيناء ومحافظات
الوادى والدلتا .
وأظهرت الدراسة أيضاً تصدر أطر نجاح
العملية العسكرية في سيناء قائمة أطر نتائج العملية الشاملة ، يليها أطر التأكيد
على مكانة الجيش المصري وكفاءته القتالية في العمليات العسكرية ، وتفعيل قانون
الإرهاب والمحاكمات العاجلة، ووقف عمليات التنظيمات الإرهابية في سيناء وخارجها،
ودعم تنمية سيناء ومشروعات القناة، ورفض انتقادات المنظمات والصحف الدولية إزاء
العملية الشاملة ، يقابله دعم القوى السياسية
والوطنية والشعبية بضرورة القضاء على الإرهاب وخلايا التطرف في سيناء.
0 comments:
إرسال تعليق