• اخر الاخبار

    الخميس، 27 ديسمبر 2018

    "سوق البالة" لم يعد للفقراء فقط ..زيادة الأسعار تنهش فى عظم المستوريين



    كتب : حافظ الشاعر
    بينما كانت الأغلبية الفقيرة تنتظر الرخاء إذ بالأقلية الثرية «غير المرتبطة بالطبقة الحاكمة» تهبط إليها. تساوت رؤوس العديد من أثرياء مصر مع الأغلبية الفقيرة الى الحد الذي بات الكثير من الأغنياء السابقين يقبلون على شراء الملابس بالكيلو بعد اشتعال الأسعار على نحو غير مسبوق.. اللافت أن المحلات التي تبيع تلك الملابس، وهي في الغالب تكون منتجات مستعملة، وقد انتشرت في العديد من الأحياء بعد أن كانت على مدار أربعة عقود أو يزيد تتخذ من منطقة وكالة البلح أو ما يعرف بسوق «الكانتو» وسط القاهرة موطناً لنشاطها.. نتيجة للحالة الأقتصادية الآخذة في التردي والإنهيار، وبسبب الجنون الذي أصاب أسعار سوق الملابس بات الأهالي يتجهون رغماً عنهم نحو تلك الأسواق التي تبيع الملابس القديمة.
    في السابق كانت دائمًا تلك الأسواق يقتصر زبائنها على الفقراء والبعض من الذين يسعون بشق الأنفس في الانتساب زوراً لعالم الأثرياء، وذلك من خلال اقتناء ملابس تنتمي لصيحات الموضة الأوروبية، بغية التألق بمظهر ملفت للأنظار، عبر شراء الماركات والملابس المناسبة لهم، بأقل الأسعار، وبالفعل ظل هؤلاء يملكون القدرة على الظهور بشكل متميز بين الأثرياء الذين كان البعض منهم يحسدهم على قدرتهم في توفير تلك الموديلات من الملابس الفاخرة في بلد لا يملك مواطنوه من خيار سوى الملابس المحلية، التي تفتقر للموضة أو الصينية التي تعاني من سوء الخامة فغالباً مصنعة من أقمشة ليست قطنية.
    بعد موجات الغلاء المتعاقبة، والتي حلت على الملابس بشكل كبير، ونتيجة لفقدان الكثيرين وظائفهم في الشركات التي أغلقت على مدار الأعوام الخمس الماضية ؛ تردت أحوال الكثير من الأثرياء الى الحد الذي جعل منهم يتجهون نحو أسواق الملابس المستعملة. البعض منهم كان يعرف جيداً أن الملابس، التي يقلبها بين يديه ويصاحبه شعور بالبؤس هي قديمة قام آخرون بارتدائها عدة مواسم قبل أن يقذفوا بها نحو القمامة ويجمعها عمال ثم تجد نفسها متجهة نحو البؤساء في مصر، حيث يتضاعف الأقبال على تلك الأسواق التي وصلت اليها عبر حاويات ضخمة ليتوجهوا لأماكن عدة لشراء الملابس بما يناسب إمكانياتهم الاقتصادية وطبقاتهم الاجتماعية.
    الكثير من المواطنين كانوا يقصدون تلك المحلات في وكالة البلح والعتبة، حيث ملابس «البالة» الجديد منها والمستعمل بسعر يتراوح ما بين 50 جنيها إلى 200، للقطعة الواحدة واستطاعت هذه الأسعار جذب الزبائن ونجحت في ذلك وصارت قبلة للعديد من الطبقات الاجتماعية.
    «الفصال ممنوع»
    تفتقت أذهان بعض التجار لحيلة تهدف لجذب مزيد من الزبائن من خلال بيع الملابس بالكيلو وانشئت سلسلة محلات في عدد من أحياء القاهرة التي لم تكن تعرف من قبل أسواق الملابس المستعملة وتحت مسمى «فرصة» انتشر بيع الملابس المستعملة أو ما يعرف «بالأستوكات» وهي الملابس الجديدة ولكنها تنتمي لموضات قديمة مما يجعل من سعرها أقل بكثير عن الملابس الأخرى والملابس الأوروبية، اختاره صاحبه ليكون إسما على مسمى وفرصة لكل من يرغب في شراء ملابس جيدة بجودة عالية ذات سعر مناسب وبمتناول أيدي الجميع، يقع الإسم على اذنك ويخطر ببالك إما أن تلك المحلات تبيع ملابس ماركات أو مستوردة لم تجدها في مكان آخر وعليك أن تغتنم تلك الفرصة، أو لديه ملابس بأسعار رخيصة وجودة عالية.
    وانفردت محلات بعينها في التخصص بعرض ملابس لزبائن بعينهم تدهورت بهم الظروف الاقتصادية وغابت عنهم ابتسامة القدر فأصبحوا لا قبل لهم ولا طاقة لشراء الملابس الفاخرة بسبب رفع أسعارها بحيث بات سعر البدلة الرجالي تزيد عن عشرة آلاف جنيه غير أن مثيلها لدى أصحاب الملابس المستعملة لا يزيد عن أربعمئة جنية ويقوم صاحب محل في وسط القاهرة بتقديم منتجاته المنتقاة بعناية لزبائن من هذا النوع الذين كانوا في السابق يقدمون على شراء البضائع الغالية ليقوم بتقديمها لهم بعيداً عن أعين العوام. ومن طقوس هذا المحل أن زبائنه الأثرياء السابقين غالباً ما يحضرون للشراء في أوقات متأخرة في المساء وبعضهم يفضل ارتداء نظارات شمسية، خشية أن يضبطهم بعض معارفهم، كما أن عدداً من الممثلين الذين باتوا عاطلين عن العمل لم يجدوا مفراً من أن يصبحوا زبائن عند ذلك المحل وغيره من المحلات الشبيهة لكي يشتروا ما يحلو له من ملابس.
    كيلو وكيلو هدية
    يؤكد عبد الرحمن عبد اللطيف بائع في محل متخصص في بيع الملابس المستعملة: لاحظت خلال الفترة الأخيرة أن بعضا ممن كنا نطلق عليهم أثرياء وأصحاب سيارات يقدمون على البضاعة التي نعرضها» في البداية كان هؤلاء الزبائن ينتابهم الخجل عند الدخول للمحل والتفتيش في الملابس حيث بعض منها يكون ممزقا أو به عيوب لكونها مستعملة من قبل، غير أن هؤلاء الزبائن تخلوا عن خجلهم فيما بعد وأصبحوا يقومون بالشراء والمساومة في السعر بشجاعة» يضيف: إن جميع الملابس التي يتم بيعها ماركات معروفة، مؤكداً وجود طريقتين للبيع «من يفضل أن يشتري بالقطعة فلا مانع ومن يريد أن يشتري بالكيلو ربما يكون ذلك أفضل له خاصة إذا كان عدد أفراد أسرته أكثر من أربعة أفراد، غير أن عبد الرحمن يؤكد المشتري بيتحاسب بالغرام وفي هذه الحالة يكون هو الرابح.
    ويعترف البائع أحمد عبد الحكيم أنه يقوم ببيع الموديلات القديمة التي تنتمي للسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي بالكيلو ويبلغ سعرها نحو 250 جنيهاً للكيلو الى جانب أنهم يقدمون عرضا أخر لكل من يشتري كيلو يحصل على كيلو آخر هدية، وذلك بالنسبة للمنتجات التي ليس عليها اقبال بطبيعة الحال ويبلغ سعر البنطلون زنة المئتي غرام حوالي ثلاثين جنيهاً غير أن الملابس الصيفي وهي خفيفة الوزن مما يمثل فرصة أفضل للزبون حينما يشتري بالكيلو حيث بوسعه أن يمتلك عدة قطع للزبون أن يشتري كمية أكبر، منوهًا أنه مع تعويم الجنيه وارتفاع الأسعار بنسب كبيرة تفاقم الوضع حيث وصل السعر لأرقام فلكية وخلال الأسابيع الماضية ومع بداية موسم شتاء 2018 بلغ سعر كيلو الملابس لـ350 جنيها، مشددًا على أن سعر قطعة قد تصل إلى 100 و300 جنيه. وأشار إلى أن بعض قطع الملابس الصيفي تتراوح من 20 أو 25 جنيها وأشار إلى عدم وجود اختلاف كبير في الأسعار بين الجديد والمستعمل أو النسائي والرجالي. وأشار أحد أصحاب المحلات في حي بولاق أبو العلا وسط العاصمة أنه بسبب التوسع في البيع وقيام الكثير من الأثرياء السابقين الذين تدهورت أوضاعهم باللجوء للملابس المستعملة قررنا افتتاح محلات في الأحياء التي يقطنها الأثرياء ومن بينها المنيل وفيصل والهرم، وقد لاقى المقترح استحسان الكثير من المواطنين خاصة مع زيادة الأسعار في الفترة الأخيرة، وبدأ المواطنون في الأهتمام بالسعر المنخفض بغض النظر عن جودة المنتج، مؤكداً أن الملابس المستعملة هي الأجود من حيث الموضة والخامة مهما مر عليها الزمن لكونها آتية في الغالب من العواصم الأوروبية وبسبب تزايد الإقبال قررنا بالفعل افتتاح مزيد من المحلات وهو الأمر الذي يزعج بالتأكيد أصحاب المحلات التي تبيع الملابس الجديدة الذين يواجهون الكساد بسبب غلاء بضاعتهم وتردي أحوال المواطنين المعيشية لمستوى غير مسبوق.
    المصدر: وكالات ومواقع
    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: "سوق البالة" لم يعد للفقراء فقط ..زيادة الأسعار تنهش فى عظم المستوريين Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top