بالرغم من أن إنهيار المنظومة الصحية موجود من قبل تولى وزيرة الصحة د/ هالة زايد إلا أن سياستها منذ توليها الوزارة أدت إلى زيادة ملحوظة فى عدد استقالات الأطباء بالأشهر الماضية حتى وصل عدد الإستقالات إلى 4200 طبيب خلال أقل من عام ، أخطأ الجميع عندما أحسن الظن بالدكتورة هالة زايد وتخيلوا أن كونها طبيبة من وزارة الصحة وليست أستاذة جامعية كاللذين سبقوها أنها ستكون أفضل لأنها من المفترض أنها ابنة الوزارة ، وأنها تعلم بالمشاكل التى يعانى منها الأطباء والمرضى وبالتالى هى بعيدة عن البرج العاجى ، ولكنها أثبتت أنها فى بلد بعيدة تماما عن مصر وليست فقط ببرج عاجى ، طوال الوقت تتحدث عن إنجازات بالرغم من أن فترتها فترة إخفاقات على جميع الأصعدة .
أول قرار أصدرته الوزيرة الموقرة عند توليها لوزارة الصحة هو تشغيل السلام الجمهورى بالمستشفيات !!، تركت نقص الأدوية المهمة وأزمات كأزمة الإنسولين والبنسلين وغيرها كما تركت أزمة المستلزمات الطبية الناقصة بمعظم المراكز الطبية والمستشفيات ، كما تركت قضية رواتب الأطباء الهزيلة والتى تعادل أو تقل عن رواتب عمال النظافة ورأت أن ما ينقص المستشفيات هو إضافة النشيد الوطنى !!!، بعد تعرضها للهجوم والنقد رجعت بقرارها ولكن هل أفاقت ؟؟، الإجابة قطعا لا قامت بعدد من التصريحات تسببت لها بمزيد من الهجوم وضيقت الخناق أكثر فأكثر على الأطباء حيث قامت بوضع العديد من العراقيل أمامهم ليس فقط من حيث الرواتب الهزيلة ولكن أهملت المنظومة الصحية حتى أصبح الطبيب يعانى من نقصان المستلزمات الطبية وأصبح مجبرا على مواجهة المرضى وحده وتلقى اللوم على تردى الخدمة ، أصبح الطبيب عرضة للإعتداء والإهانة .
أضف على ذلك عزيزى القارىء عدم قدرة الطبيب على تحمل نفقات دراساته العليا وعدم قدرته على الحصول على إجازاته لا ليرتاح ولا ليدبر أمر تحضير الدراسات العليا وزادت الطين بله عندما أجبرتهم على النزول بحملة فيروس سى دون أجازات ولم تعطهم فرصة للتطوع ، حرمتهم من أجازاتهم ومن الراحة فى العطلات الرسمية وتعرض كل طبيب غاب يوم لظرف طارىء للجزاء والخصم ،اليوم بسبعة أيام جزاء !!، قامت الوزيرة بإنزالهم فى فترات صباحية ومسائية مهددين مجبرين والذى تقاضى منهم أجرا تقاضى 60 جنيه فى اليوم ، والمعظم أقسم أنه لم يتقاضى أى شىء بالرغم من أن حملة فيروس سى منحة من البنك الدولى تقدر بمليارات الجنيهات !!، فلم أبخست الوزيرة الأطباء حقهم المادى والمعنوى ؟!!.
تعلم الوزيرة أن راتب الأطباء هزيل وأن بدل العدوى 19 جنيه وبالرغم من ذلك لم تحاول نهائيا زيادة مرتبات الأطباء ولا زيادة بدل العدوى الذى يتقاضاه بعض موظفى الدولة اللذين لا يتعرضون لواحد على مائة من العدوى التى يتعرض لها الأطباء !!
وسأل الجميع السؤال المقدس " أين ميزانية الصحة ؟! وهل هى هزيلة للدرجة ؟!" ، وجاءت الإجابة بأن هناك ميزانية تكفى لزيادة الرواتب وللنهوض بالخدمة الصحية بالمستشفيات والمراكز الطبية وظهر ذلك جليا مما فعلته الوزيرة بعد استقالات الأطباء حيث أعلنت طلبها للتعاقد مع أطباء بمبلغ 6 أو 7 آلاف جنيه فى الشهر !!!، وأعلنت بعدها بأيام طلبها للتعاقد مع أطباء المعاشات !!!، ينطبق عليها تماما المثل اللى يقول " ابنها على إيدها وبتدور عليه "، بدلا من أن تفكر الوزيرة الموقرة بزيادة رواتب الأطباء الموجودين على رأس العمل حاليا وتحسين الخدمة الصحية حتى توقف نزيف الإستقالات فكرت بإرهاق الميزانية باستنزافها مع اللذين تقاعدوا وأعمارهم تخطت ال60!! ، اللذين قطعا لن يستطيعوا حضور نوبتجيات أو حتى صحتهم تحتمل مواجهة المرضى أو إجراء الجراحات الحرجة !!، بدلا من أن تفكر بأن الطبيب الذى استقال أمامه فرصة ليعود فى استقالته لو تحسنت الظروف وزاد الراتب فكرت بدفع مزيد من الأطباء للإستقالة حتى يتعاقدوا مع الوزارة برواتب أعلى !!، نعم عزيزى القارىء فإذا كان طبيب وزارة الصحة يتقاضى ألفين جنيه وهو على ذمة الوزارة فالأفضل له أن يستقيل وأن يعود ليتعاقد مع الوزارة بمبلغ 7 آلاف جنيه !! " أين أذنك يا جحا !!".
أقسام كاملة أغلقت ببعض المستشفيات بسبب استقالات الأطباء ، هناك نقص حاد فى عدد التمريض ، هناك نقص واضح بالمستلزمات الطبية والمهدد هنا هو المريض ، كبار وأطفال حياتهم أصبحت معرضة لخطر شديد والوزيرة مستمرة بمسلسل سوء الإدارة والقرارات الخاطئة ، هى فى واد والواقع المؤلم فى واد ثانى ، متى تفيق د هالة زايد وزيرة الصحة وتدرك الأمر وتدرك أن الحل يكمن فى زيادة رواتب الأطباء بشكل يكفل لهم حياة كريمة ! ، وأن النهوض بالخدمة الصحية يكمن فى توفير المستلزمات الطبية والطاقم الطبى أولا وليس فى التابلت ولا فى المدير الإدارى والمناصب المبتدعة !!.
معالى الوزيرة هالة زايد أفيقى أو استقيلى وألحقى بركب الإستقالات التى تسببتى بها ، معالى دولة رئيس الوزراء رجاءا فى المرة القادمة اختاروا من لا يأتى ليكمل مسلسل إنهيار المنظومة الصحية ، اختاروا من يصلح بأبسط الحلول لا من يبتدع ليخرب ،.. وأعدك عزيزى القارىء بأن هذا المقال هو بداية سلسلة بإذن الله للتركيز على إخفاقات وزارة الصحة والسكان لعل تسليط الضوء عليها يساهم فى إنقاذ ما يمكن إنقاذه ومحاولة تحسين المنظومة إن شاء الله .
0 comments:
إرسال تعليق