كتب : ناصر البدراوى
في المقابل، اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إخبارية بعد تداول رسالة منسوبة إلى منسق هيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطني معاذ بوشارب، والتي جاء فيها أنه يجب العمل على جعل الانتخابات الرئاسية المقبلة عرسا ديمقراطيا، يتوج بانتخاب الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة لفترة رئاسية جديدة، وهي الرسالة التي تناولتها الكثير من وسائل الإعلام المحلية والدولية، معتبرة أنها دليل على أن الولاية الخامسة بعثت من جديد، قبل أن يتبين أن في الأمر إن وأخواتها.
وتبين بعد ذلك أن المنشور المنسوب إلى بوشارب غير موجود في صفحته على موقع فيسبوك، وأن الكلام الذي نسب إليه هو عبارة عن رسالة ترحيب لزوار موقع الحزب على الإنترنت، ولكن التوقيع الموجود هو لعمار سعداني الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الأسبق، وأن تاريخ كتابة تلك الرسالة هو 2015، ولكن عددا من الصحافيين الذين نشروا الخبر أكدوا أنهم وجدوا الرسالة بتوقيع معاذ بوشارب، ونشروا صورة عن الرسالة كما عثروا عليها، مع التأكيد على أن التوقيع تم تغييره، ولكن التاريخ الذي كان موضوعا على رأس الصفحة يعود إلى 2014، وهو الأمر الذي أثار الكثير من علامات الاستفهام، حول ما إذا كان هناك من وضع توقيع بوشارب على رسالة لعمار سعداني، وكيف انتبهت إليها الصحافة، وهل توجد جهة ما داخل الحزب تعمدت توريط بوشارب بالحديث عن الولاية الخامسة، في الوقت الذي تراجع فيه الحديث عن هذا الموضوع، أم أن الأمر يتعلق بمجرد خطأ، أراد صاحبه مسح آثار من سبقوا معاذ بوشارب على رأس الحزب، ونسب إلى الأخير رسالة كتبها عمار سعداني، لكن التواريخ فعلا تطرح إشكالا، لأن في الرسالة “نسخة بوشارب” وضع تاريخ 2014، وفي الرسالة “نسخة سعداني” يناير/ كانون الثاني 2015، ومن غير المعقول أن يكون سعداني يتحدث عن انتخابات رئاسية ولم يكن قد مر على الانتخابات سوى بضعة أشهر، وبالتالي أغلب الظن أن التاريخ الحقيقي هو يناير/ كانون الثاني 2014، لأن الانتخابات الرئاسية لأبريل/ نيسان 2014 كانت على الأبواب، وكان منطقي أن يتحدث عنها سعداني. كما أن الرسالة المنسوبة إلى معاذ تبدو صفحة جديدة دون أي علامة إعجاب أو مشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي، عكس الصفحة التي وضعت فيها رسالة سعداني التي تضمنت علامات مشاركة وإعجاب.
المصدر: وكالات
0 comments:
إرسال تعليق