فجّرت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “السرية” إلى العراق، غضبًا سياسيًّا وشعبيًّا واسعًا، وسط انتقادات شديدة للسلطات العراقية، لعدم احترام سيادة البلاد، بهذه الزيارة.
وأكد تحالف “البناء”، بزعامة هادي العامري ونوري المالكي، المقربان من طهران، أن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “انتهاك صارخ يثبت تعامله المتعالي” مع الحكومة العراقية، مطالبًا بتحرك دولي ردًا على هذه الزيارة.
ومن جانبه، قال زعيم ميلشيات “عصائب أهل الحق”، قيس الخزعلي، في تغريدة له على حسابه في “تويتر”، إن “زيارة ترامب لقاعدة عسكرية أمريكية بدون مراعاة الأعراف الدبلوماسية يكشف حقيقة المشروع الأمريكي في العراق”.
وأضاف الخزعلي، أن “العراقيين سيكون لهم رد بقرار البرلمان بإخراج قواتك العسكرية رغمًا عن انفك، وإذا لم تخرج فلدينا الخبرة والقدرة لإخراجها بطريقة أخرى تعرفها قواتك التي أُجبرت على الخروج ذليلة”.
إلى ذلك، قال القيادي السني البارز أثيل النجيفي عبر حسابه في “فيسبوك”: “من هذا الذي سيصدق القيادات العراقية بعد أن صدعوا رؤوسنا بعدم وجود أي جندي أجنبي في العراق”.
وأضاف النجيفي: “تاليها ترامب يزور القواعد الأمريكية في العراق ويحتفل بدون اعتبار للرئاسات العراقية. لماذا لا تصارحون شعبكم؟؟ وحينها سيعذركم ويصدقكم”.
بدوره، قال غايب العميري، النائب عن تحالف “سائرون” المدعوم من قبل زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إن “زيارة ترامب إلى العراق مرفوضة ومستنكرة، فنحن ضد سياسة ترامب وضد أي تدخل بالشأن العراقي”، مبينًا أن “أمريكا على رأس الدول المتدخلة بالشؤون الداخلية”.
وأضاف العميري، أن “أمريكا كان لها تأثير سلبي على العراق من خلال تدخلاتها، خصوصًا وأن هذه الزيارة لها أهداف ومآرب، فسياسة ترامب واضحة ومكشوفة للجميع”.
أما السياسية الكردية المستقلة سروة عبد الواحد، فقالت عبر “تويتر”: “ترامب في العراق وحامي الدستور والحكومة لحد الآن ساكتين والبرلمان في العطلة”.
وأضافت عبد الواحد: “كيف يمكن للشعب أن يحترم هكذا رئاسات.. الكل يدخل للعراق بدون علم أصحاب البيت”.
وتابعت: “المنطق يقول إذا أصبح الدخول للعراق سهلًا من الإيراني إلى السعودي والقطري والجيش التركي يعني بقى على ترامب؟”، وتساءلت: “وينهم أصحاب السيادة؟”.
من جانبهم عبّر العراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي عن غضبهم لهذه لزيارة “التي تمت دون علم السلطات العراقية”، على حد قولهم.
وقال النشطاء والمدونون العراقيون، إن “هذه الزيارة انتهاك واضحة لسيادة العراق، وعدم احترام العراق وحكومته وشعبه، فالزيارة كانت سرية وتمت دون علم السلطات العراقية كافة”.
وأضافوا أن “تبرير الحكومة العراقية، عن زيارة ترامب، هو كذبة واضحة، وجاء من أجل حفظ ماء الوجه”.
وكان من المفترض أن يلتقي ترامب برئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، لكنهما في النهاية تحدثا هاتفيًّا فقط.
وقال مكتب عبد المهدي في بيان: “تباين في وجهات النظر لتنظيم اللقاء أدى إلى الاستعاضة عنه بمكالمة هاتفية، تناولت تطورات الأوضاع”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قام بزيارة مفاجئة للقوات الأمريكية في العراق أمس الأربعاء بمناسبة عيد الميلاد، وهي أول زيارة له لمنطقة صراعات بعد عامين تقريبًا من رئاسته وعقب أيام من الإعلان عن سحب القوات الأمريكية من سوريا.
المصدر :وكالات
0 comments:
إرسال تعليق