منشورات ثقافية الشاعرة الدكتورة احلام الحسن تقدم قصيدة :"لَـيْـتَ المَـحَـبَّـةَ " للشاعر عارف عاصي

شاعرٌ من جهابذة الشعر العمودي الموزون الحديث ..تميز بالقصائد العصماء الأصيلة
التي تفوح منها عراقة الشعر العربي العريق .. أضع بين يديّ القارئ الكريم هذه القصيدة الموعظية السخية بمفرداتها البلاغية العذبة .

========
يَـا دَارُ غَـيْـثُـكِ بِـالـمَـحَـبَّـةِ هَـاطِـلُ
مَـهْـمَـا انْـتَـأيْـنَا فِي الفُـؤَادِ مَـنَازِلُ

غَرَبَـتْ شُمُوسُ الوَصـْلِ فِي دَوَرَانِـهَا
وَ الـبَــدْرُ وَلَّـى أَذْهَـلَــتْــهُ رَوَاحِـلُ

وَ لَـقَـدْ كَـتَـبْتُ الحُـبَّ فِي بَـيْـدَائِـهَا
فَـاعْشَوْشَبَ الصُّـقْعُ البَئِـيسُ القَاحِلُ

وَ الطَّـيْرُ غَـنَّى مِنْ نَـشِيدِي مُسْـجِعاً
لِــتُــرَدِّدَ الـحَـرْفَ الأَخِـيَـرَ أَوَائِـــلُ

لَـمَّـا رَأَوْنِـي فِــي الغَـرَامِ مُـقَـتَّـلاً
عَـجِبُـوا فَـمَـقْـتُولُ الغَـرَامِ القَـاتِـلُ

وَ لَـقَـدْ فَـدَيْـتُ أَحِـبَّـتِـي بِقَصَاصِـهِمْ
رُوحِـي وَ عُـمْرِي لَفْـظَـة وَ تَـسَاؤُلُ

فَهِيَ الحَـيَـاةُ وَ في الوِدَادِ عَـبِـيرُهَا
وَ البُـعْـدُ عَـنْـهَـا شِقْـوَةٌ وَ تَـقَـاتُـلُ

لَـوْ أَدْبَـرَتْ فَـالكَـوْنُ طَـيُّ غَـيَـاهِـبٍ
وَ ضُحَـى الشُّـمُوسِ مُـكَـدَّرٌ أَوْ آَفِـلُ

وَ إِذَا رَنَـتْ فَـالصُّـبْحُ لَـوْنُ جَـبِـيـنِـهَا
وَ القَـلْـبُ مـنْـهَـا نَشْـوَةٌ وَ تَـفَـاؤُلُ

وَ رَأَيْـتُ كُـلَّ الكَـوْنِ ظِـلَّ حَـدِيـقَـةٍ
وَ ثِـمَـارُهَـا فَـوْقَ المَـذَاقِ الــنَّـادِلُ

قَـالُوا تَـنَـاسَ قُـلْـتُ كَيْفَ وَ طَـيْفُـهَا
صُـبْـحـاً وَ لَـيْـلاً بِـالـكِـيَـانِ مُـنَـازِلُ

كُـفَّ المَـلامَ فَـمَـا المَـلامُ بِـنَـافِـعِي
عِنْـدَ الـغَـرِامِ وَ هَـلْ يُـفِـيدُ العَـاذِلُ

مَـا رُمْـتُ يَـوْمـاً غَـيْـرَ عِـزِّ رُبُـوعِـهَا
فَـالـعِـزُّ فِـيـهَـا لِـلأَنَــامِ مَــنَـاهِـلُ

عَـزَّتْ فَـشَـادَتْ لِـلـدُّنَـى أُعْـجُـوبَـةً
وَ تَـعَـلَّـم الـكَـوْنُ البَـئِـيسُ الغَـافِلُ

مَلَـكَتْ رُبُوعَ الشَّـمْسِ حِينَ شُـرُوقِهَا
وَ بِـكَـفِّـهَـا غَـرَبَ الـضِّـيَـاءُ اﻵَفِـــلُ

فَـالْكَـوْنُ مَسْـرَحُـهَـا وَ كُلٌ يَـبْـتَـنِي
مِـنْـهَا الحَـضَـارَةَ فَالجَـمـِيعُ مَعَـاوِلُ

وَ هَـوَتْ فَـأَهْـوَتْ فَـالجَـمِيعُ نَخَـاسَةٌ
وَ نَـجَـاسَــةٌ وَ تَـحَـايُـلٌ وَ تَـخَـاتُــلُ

قَـلْـبِي يُـحَـاوِرُنِـي بِـثَـوْرَةِ عَـاشِـقٍ
أَتُـرَاكَ تُـصْـلِـحُ وَ الفَـسَـادُ مَـهَـازِلُ

الـيَـأْسُ كُـفْرٌ لَـسْتُ أَيْـأَسُ مَا بَـقَىَ
عِـنْـدِي مَـجَـالٌ يَـرْتَـجِــيـهِ الآَمِــل

سِفْـرُ الـنُّْـبُــوَّاتِ انْـتَـهَى بِـمُـحَمَّـدٍ
يَـبْـقَـى لِـدُنْـيَـانَا النَّـصِـيـحُ العَـاقِلُ

وَيْـلِي وَ حُـبِّي شَافِـعِي فِي ثَـوْرَتِي
لَـيْـتَ المَـحَـبَّـةَ لِـلْـقُـلُـوبِ تُـعَـادِلُ

فَـيَـزُّولُ حِـقْـدٌ قَـدْ طَـغَى بِظَـلامِـهِ
وَ تُـعِـيدُ شَـدْوَ المَـشْـرِقَـيْنِ عَـنَادِلُ

ديسمبر 31, 2018