طلقني... طلقني... طلقني ______ أنت طالق ....أنت طالق... أنت طالق .......... كلمة سهلة اصبحت على لسان زوجات وأزواج هذا الجيل ، فبعض النساء يلجأن إلى طلب الطلاق تحت ضغط أي مشكلة زوجية ولو بسيطة بحيث يتحول هذا الطلب إلى سلاح تشهره المرأة الجاهلة في وجه زوجها عند حدوث أي مشكلة أو اختلاف في وجهات النظر ،وهى لا تقدر عواقب الأمور ،فتلقي الزوجة الجاهلة، قنبلة " طلقنى " في وجه زوج مزيف لا يعطى للأمور وزنها، فتفجر غضبه وتبدد ما تبقى في نفسه من حلم.. فيندفع بحماقته ملقياً قنبلة أخرى في مواجهة قنبلة زوجته.. فيصرخ قائلاً: أنت طالق. فتستيقظ الجاهلة المسكينة مذهولة موجوعة.. وقد فاجأها زوجها الاحمق المزيف بتطليقها كما طلبت.. ويندم كلاهما بعد ذلك.. ولكن حيث لا ينفع الندم..
أبلغ من العمر 45 عاما ، عشت 30 عاما منها بقرية في صعيد مصر ، لم أسمع مصطلح "الطلاق" خلال ال 30 عام ، رغم الحياة المعيشية الصعبة التى كان يعيشها أجدادنا وأبائنا في هذه الفترة ..
فقديما كانت كلمة " طلقنى " أو " أنت طالق " كلمة صعبة على الأذن لأنها تفقد الزواج قيمته وقدسيته ، فلا تستطيع أى زوجة أن تقولها ، فالكلمة ذاتها لم تكن واردة في قاموس أى سيدة ولا يلجأ اليها أى رجل الا للضرورة القصوي التى لا علاج ولا حل لها كالرغبة في الإنجاب أو جريمة الزنا والعياذ بالله ، لأنه كانت لدينا نساء تجمع ولا تفرق، تبنى ولا تهدم، تصبر ولا تجزع ، تصمت ولا تثرثر ، تحتوى زوجها وقت الأزمات، وكان عندنا رجل حكيم، هادئ الطباع، يعي معنى الرجولة ، يقدر الزواج ويتحمل المسئولية .. لكن مع إختلاف أجواء التوتر والقلق والامبالاة التى تعيشها الأسر والبيوت حاليا ،وبما تحيط بها من متغيرات الحياة وما يصاحبها من سوشيال ميديا وأنترنت ومواقع الكترونية مختلفة، مدعومة بدراما رخيصة ترسخ لفكرة الانفصال تحت زعم الحرية والكرامة ، وأصبح الزوج أمام زوجة تافهة ، لا تقدر معنى " أسرة " ولا تعي معنى " الطلاق ، انتزعت الأمومة والرحمة من قلبها ، عندها الرغبة في الطلاق قبل زواجها ، كل ما يشغل بالها نزواتها الشخصية وتلبية متطلباتها الغير طبيعية، ضاربة بالقيم والأعراف والمسئولية عرض الحائط ، وأصبحت أداة سهلة لأصحاب الفكر المنحرف ، ووقعت فريسة للأفكار الشاذة ، تحت شعار " حرية المرأة "....
وبالتأكيد لم يعفى الرجال من المسئولية ، فقد إستيقذنا بعد نوم عميق ، وغفلة طويلة، لنجد زوج مستهتر ، عديم المرؤة والنخوة، ينظر للزواج على أنه المتعة الجنسية الجسدية فقط ، خاملا ، كسولا ، لا ينفق على بيته ، أصبحت المقاهي مجلسه ، والأنترنت متعته ، مازال يعيش أحلام اليقظة، ووقع فريسة المخدرات والانحراف الأخلاقي ، وأصبحت وظيفته اللهث وراء المواقع الإباحية وما بها من خيالات ليصطدم بواقع المسئولية من إنفاق ورعاية أسرة مكونة من بيت وزوجة وأولاد ، فلا يجد أمامه الا الهروب من الواقع الأليم ، فليجأ الى كلمة السر " الطلاق "- نعم يلجأ إلى الطلاق ، فهو الحل السريع والسهل بالنسبه له ، وهو لا يفكر في تبعاته الخطيرة من تفكك أسرة وانحراف زوجة وضياع أولاد ، وانهيار مجتمع .... كل هذا أصبح بيئة خصبة لانتعاش حالات الطلاق، فانهارت البيوت التي أُسست على الحب ، وأصبحت كبيوت العنكبوت ، وأصبحت كلمة " طلقنى "، أو كلمة " أنت طالق "، كلمة عادية تذكر في معظم البيوت ، ولاتفه الأسباب ، الا ما رحم ربي ، وأصبح الطلاق ظاهرة إجتماعية خطيرة تدق ناقوس الخطر ، وتهدد كيان المجتم وقيم الأسرة ، التى أصبحت أكثر عرضة للتفكك والانهيار وسط انتشار غير مسبوق لحالات الطلاق ....
كشف إحصاء صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في ، عن وقوع حالة طلاق كل 4 دقائق،
وأن هناك أكثر من 88 ألف حالة طلاق تحدث كل عام ، وتصل في بعض الشهور الى 17 ألف حالة طلاق وفقا للأحصائيات الرسمية ً، بينما جاوزت نسب الطلاق في بعض الأعوام كل الحدود، ففى عام 2017 بلغ عدد المطلقين فى مصر 710 آلاف ، فقاربت بذلك ثلاثة أرباع مليون حالة. ومعظمها للمتزوجين حديثاً، لدرجة أن كل أسرة أصبحت لا تخلو من مطلقة ...فالزواج أصبح صعباً على الطرفين، أما الطلاق فأصبح سهلاً، فكلاهما يريد أن يستريح من هذه المسؤولية التى لم يتأهل لها..
الأرقام التي تعلنها المحاكم القضائية شهريا, عن حالات الطلاق, هي أرقام مرعبة, تعطي انطباعا عن واقع يدق نواقيس الخطر, لهيكل المجتمع المصري , وهذه الظاهر لها تداعيات خطيرة على بناء المجتمع , لما تنتجه من خصومة وشحناء بين أفراد الأسر المتصاهرة ، وتهدد بتفكك الكيان الأسري, وتشكل خطرا على التماسك الاجتماعي, لما تتركه من أثار نفسية وأخلاقية
فى تقرير صادر عن مركز معلومات دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء عُرِضَت إحصائيات تشير إلى ارتفاع نسب الطلاق فى مصر بدرجة مرعبة حيث وصل عدد المطلقات فى مصر إلى 3 ملايين مطلقة وتلك نسبة سيئة للغاية وما يترتب عليها من آثار سلبية جدا على الزوجين والأبناء .
وقد أشار التقرير إلى أن الأساب غالبا تكون اجتماعية واقتصادية وسياسية فضلا عن نقص الوعى أو إدمان المخدرات، وانتشار المواقع الإباحية على الانترنت، ما جعل هناك تزايدا فى نسب الطلاق
فالأسرة تعتبر هي اللبنة الأولى في بناء اي مجتمع فإذا ما صلحت صلح الأفراد وبالتالي صلح المجتمع، وإن فسدت ترتب على ذلك خلل وفساد في المُجتمع، ومن أبرز العوامل المؤدية لفساد الأسرة هو التفكك الأسري الذي هو غالباً نتيجة للطلاق، وتتعدد أسباب الطلاق ، والنتيجة واحدة ،فالطلاق يقود المجتمع إلى التراجع والانهيار
وللطلاق آثار سيئة كثيرة على الفرد والمجتمع ككل، وهذا ما أكدته الدراسات النفسية أن نسبة 70% من المجرمين والمنحرفين يقعون تحت قائمة التفكك الأسري سواء بالطلاق أو كثرة النزاع والخلافات بين الوالدين.، واسباب هذه الظاهرة كثيرة: منها البطالة, ومنها ما يتعلق باختلاف ثقافة الزوجين وتعليمها, وكونهما موظفان أم لا, وكما إن لمواقع التواصل الاجتماعي, وبعض المواد التي تعرضها الفضائيات, من افلام ومسلسلات, لها دور التشجيع على ظاهرة الطلاق.
كثرة حالات الطلاق ظاهرة تحتاج إلى حلول سريعة وجذرية, لتطويقها قبل أن تصبح أزمة لا يمكن حلها ، ونظراً لكثرة الشكوى داخل الأسر وزيادة نسبة الطلاق والتي أصبحت ظاهرة تحتاج الي حلول سريعة وجذرية ، وحدوث الهدم الكامل للأسرة وضياع مستقبل الأبناء من كثرة التفكير في الصراعات الداخلية فلا بد من وقفة حاسمة وجادة بوجود مؤسسات اجتماعية تهدف إلى تقديم إرشاد نفسي لجميع فئات المجتمع سواء المقبلين على الزواج أو بمن يمر بصراع أسري أو طفل ضائع داخل هذه الأسر، ولتبدأ تلك المؤسسات من داخل المحاكم الشرعية تمتد إلى تقديم العون للأسرة , وتظافر الجهود لمعالجتها"،واذا كانت المؤسسات الحكومية غير قادرة, فإن المسؤولية الدينية والإنسانية, تحتم على الخطباء والآباء والأمهات, وإدارات المدارس والجامعات, أن تنهض بأداء مسؤولياتها, لوضع خطط مناسبة لتضييق دائرة هذه الظاهرة, وعدم السماح بتصاعدها ودراسة أسباب بروزها".قيل أن يؤدي اهمال هذه القضية الي تفاقمها ، وبالتالي تمزق وانهيار كيان المجتمع .
0 comments:
إرسال تعليق