البكور بركة لمن توجه لقضاء حاجاته ،
ولمن كان فى عنقه أمانة ،
وأيضا لمن أراد الحياة ؛
شغلنى هذا وانا فى الطريق بعد أن عزمت على ترك السيارة
التى باتت تمثل عبء وهى التى من شأنها أن تساعد على الراحة ،
فإذا مابعدت الراحة لم يعد للسيارة أو تلك الأدوات التكنولوجية الحديثة التى جاء بها الإنسان لمساعدته أيضا
لزوم ؛
فمعيار الراحة كمعيار السعادة كمعيار العمل .....!!!؟
طلبت من السائق أن ينزل بى فى مكان قبل مقر العمل
لاتمكن من المشى قدما ( كارشاد الأطباء ) ،
وفلحت فى ذلك ؛لاسيما وأن الوقت ( مبكر )
ولأنى لايمكن أن استغنى عن جريدتى إلا لطارئ ؛
فتوجهت إلى بائع الجرائد( صاحبى ) بالميدان الشهير ..
مرحبا وقائلا :
( ربنا يوفقك يا معالى المستشار ...!؟ )
فأخذت ( الأهرام ) شاكرا له .
ولأن الفكرة التى بدت لى ظلت تطاردنى حتى وصلت إلى
مقر العمل ( مبكرا ) ؛ فجلست (( أتأمل نهر النيل العظيم ))
وقد علا ضجيج السيارات ولكن ما افرحنى هو صوت
(( العصافير )) التى تتحرك حول الزروع والأشجار الموجودة على شاطئ نهر النيل فايقنت أنها هى الأخرى تنادى علينا :
( البكور للعمل أيها الناس )
و انتبهت على صوت ( عم عبدالسلام ) :
( القهوة ياباشا )..!!!؟
فشكرته ؛ وواصلت النظر متعجبا من الإنسان المصرى
وكسله وفلسفته مع العمل ؛ فهو يقدم عليه دون(( حب ))
ومن ثم يعيش العذاب والمعاناة بل والضيق فى كل شيئ حتى ولو ملك المال الكثير ؛ نعم فهذا ليس سر السعادة ؛
بل إن كدح الإنسان بإتقان هو ( مراد الله فيه ) ؛ ولهذا فإن معرفة دقائق وواجبات العمل والالمام بما يصل إلى مرحلة
( الإتقان ) : (( عبادة )) دون النظر إلى مقابل أو مكافأة ؛
لأن هذا التوجه اذا تم نال الإنسان ( العبد ) (( حب الله ))
مصداقا لقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( ان الله يحب اذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )) ؛
وتضحى بهذا الدنيا طيعة للإنسان يصل بها إلى الرفعة والازدهار وهو ماكان عليه الأوائل العظماء ؛
فدانت لهم الدنيا ؛
وسادوا باخلاقهم وأعمالهم الفذة ؛
فهلا عملنا بإرادة حب لنسود الحياة ..!؟
14/10/2018 بقلم : حامد شعبان سليم
0 comments:
إرسال تعليق