مجالس ديكوريه ..بقلم: محمد عنانى

 

رغم أن القيادة السياسية في بلدنا الحبيبة مصر حفظها الله من شر الأشرار ومكر الفجار تنادي وتطمح وتحاول وتسعى بكل جد وإجتهاد نحو جمهورية جديدة ركائزها حب الوطن والانتماء له والعمل المخلص على التحديث والتطوير لراحة المواطن وتيسير أموره الحياتية بأمن وأمان في ظل تكافؤ الفرص والمساواة والعدل بين الجميع إلا أن الواقع عكس ذلك تماما فمازلنا غارقين في أوحال الفساد وشباك المحسوبية ولا زال يسيطر على المشهد غربان الماضي وبوم الخرائب تأبى أن تتركنا نخطو نحو المستقبل ولو حبواً بل دوما تسعى بكل ما أوتيت من قوة لجرنا نحو سىء الماضى وتكبيلنا بقيوده وتابوهاته وأصنامه ،

فمسرحية الانتخابات الهزلية تمت بنفس الشكل ونفس الطريقة ونفس الأشخاص الجاثمين على صدورنا ولا يودون مفارقتنا وفي الصورة يظهر الشماشرجية وسماسرة الإنتخابات والمنتفعين من البلطجية وتجار المخدرات كمنظمين ومنظرين للمشهد الباهت الكئيب ومازالت المحليات تقوم بذات دورها القديم في زيادة تشويه صورة الانتحابات والنفاق بإجبار الموظفين على الإدلاء بأصواتهم وإلا فالويل والثبور وعظائم الأمور .

أقول هذا بمناسبة إنتخابات مجلس الشيوخ وفي ظل حالة البؤس الشديد وعدم الرضا التام من المواطنين فى غالبيتهم والتي تتم الانتخابات لأجلهم وراحتهم فما رأوا أى فائدة تذكر لمجالسنا الموقرة ( نوابها وشيوخها )

وما شعروا يوما بوجودها ولا بقرارات حقيقية تمس معاناتهم في كل أمور حياتهم على عمومها وإطلاقها وكل ما ترسخ لدى المواطن جاهله ومتعلمه صغيره وكبيره غنيه وفقيره أنها مجرد مجالس ديكورية كرتونية وهمية تنهب أموال البسطاء من دافعى الضرائب بلا رحمة وتعمل على سن تشريعات تخص طبقة لا نعرفها ومصالح للأثراء وتكثر من القوانين الجبائية التى تحيل حياة الفقراء لجحيم فوق ما يحيونه من جحيم بيِن ،

فما  رأينا بين أعضاء المجلسين سوى أباطرة المال والأعمال وأصحاب السطوة والنفوذ وهذا واضح وجلي للكافة حتى من يتم إختيارهم على نفس الشاكلة ليس من بينهم من يمثل عامة الناس والبسطاء منهم ويعبر عن معاناتهم وهمومهم ويحل مشاكلهم ولسنا ندري لماذا لايكون هناك تكافؤ للفرص بين الجميع بعيد عن المال السياسي وأصحاب السطوة والحظوة والنفوذ ولماذا لايكون عملهم وعضويتهم تطوعية بلا مقابل وحبا في الوطن في ظل ما تعانيه بلدنا من أزمات طاحنة أو على الأقل يتم تخفيض ما ينهبونه من مرتبات وبدلات ومخصصات إلى النصف ولماذا لا يتم إلغاء المزايا المتوارثة لهم في شتى المجالات فلو حدث ذلك لن يتقدم للإنتخابات سوى كل وطني أصيل محب لوطنه ولما رأينا ذات الوجوه المقيتة التي سئمناها عبر العصور .

أغسطس 06, 2025