• اخر الاخبار

    الخميس، 14 أغسطس 2025

    احزان للبيع..حافظ الشاعر يكتب عن : فتنة الشاشة… حين يتحوّل المذيع إلى ميكروفون فتنة

     

     


    في كل عصر، يطل علينا شخص على الشاشة، يظن نفسه "ضمير الأمة" بينما هو في الحقيقة بوق فتنة، يتلوّن مثل الحرباء، ويتغذى على صراخ الجماهير ودموعهم.
     هو لا يقدّم إعلامًا… بل يقدم عرضًا مسرحيًا، بطلُه الأول "الأنا" وضحيته "الوعي".

    يطل بوجه مبتسم أمام الكاميرا، لكن وراء الكواليس يبيع المواقف كما تُباع الخضروات في السوق، ويقايض الحقيقة بمصالحه الخاصة. شعاره: "فتش عن الإثارة، ودع الحقيقة تموت"، وأسلوبه: "اشعلها نار… واتفرج".

    هؤلاء هم سرطان العصر الإعلامي، يبدأون من ورقة إعلانات، ثم يكبرون حتى يلتهموا الشاشات، ولا يتركون خلفهم إلا غبار الكراهية وخيبات الأمل.
     هم أساتذة في فنون اللعب على الحبال، يرفعون شعار الحياد في النهار، ويتآمرون في الليل على ضيف أو قضية أو حتى وطن بأكمله.

    المصيبة أن بعض الجمهور ما زال يصفق لهم، غير مدرك أن التصفيق هو الأكسجين الذي يُبقي هذا الورم حيًا.
     ولأن علاج السرطان يبدأ من استئصاله، فإن أول خطوة لإنقاذ إعلامنا أن نغلق الميكروفون في وجوه هؤلاء، ونفتح عقولنا على مصادر الحقيقة، قبل أن نصحو يومًا فلا نجد إلا الرماد.

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: احزان للبيع..حافظ الشاعر يكتب عن : فتنة الشاشة… حين يتحوّل المذيع إلى ميكروفون فتنة Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top