• اخر الاخبار

    الأربعاء، 27 أغسطس 2025

    من إنسانية طفلة إلى مسرحيات "التريند"

     


     

    ** موقف الطفلة يظل رمزاً لنقاء القلب لكن المبالغة في تصديره كقضية رأي عام تكشف عن خلل في ميزان الأولويات بين البراءة والوعي خيط رفيع

    **وسائل التواصل الاجتماعي كعادتها صنعت من الواقعة حدثاً ضخماً، فتحوّل موقف بسيط إلى "مهرجان تعليقات" و"تريند"،

    ** الدكتور عادل مصطفى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة: "التشجيع على التبرع دون وعي قد يعزز اقتصاداً غير مشروعاً، ويُشجع على انتشار التسول بدل مكافحته".

    ** الخبير التربوي محمد علي: "غرس ثقافة العطاء في الأطفال أمر أساسي، لكن يجب أن يكون موجهاً عبر الجمعيات الشرعية والمبادرات المعتمدة، حتى يصل الخير لمستحقيه".

    تحقيق : حافظ الشاعر

    انتشر خلال الساعات الماضية مقطع فيديو لفتاة صغيرة تبرعت بثمن كيس "شيبسي" لأحد المتسولين، في مشهد عفوي يعكس نقاء الفطرة وصفاء التربية الأسرية. الموقف البسيط سرعان ما لامس قلوب المتابعين، وتحوّل إلى مادة دسمة لوسائل التواصل الاجتماعي.

    موقع جريدة ومجلة " الزمان المصرى" تستعرض آراء علماء النفس والإجتماع  فى استغلال هذا الموقف من بعض المؤسسات التى تهتم بالطفولة ومواقع التواصل الإجتماعى

     

    المجلس القومي للأمومة والطفولة يركب الموجة

     

    لم يكد يمر وقت طويل على انتشار الفيديو، حتى أصدر المجلس القومي للأمومة والطفولة بياناً يشيد بالموقف، ويعتبره نموذجاً يُحتذى به. خطوة وُصفت من جانب مراقبين بأنها "ركوب للتريند"، في وقت يغيب فيه الدور الحقيقي للمجلس في مواجهة القضايا الجوهرية للأطفال، مثل العنف الأسري، عمالة الأطفال، أو توفير آليات حماية للأسر الأكثر هشاشة.

     

    بين الرحمة واستغلال التسول

     

    رغم أن موقف الطفلة عفوي وصادق، إلا أن الواقع يؤكد أن التسول لم يعد دوماً دليلاً على الحاجة، فالكثير من الحالات باتت تُدار عبر شبكات منظمة تحقق أرباحاً طائلة.

    ويقول الدكتور عادل مصطفى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة: "التشجيع على التبرع دون وعي قد يعزز اقتصاداً غير مشروعاً، ويُشجع على انتشار التسول بدل مكافحته".

     

    وسائل التواصل.. تضخيم مفرط

     

    وسائل التواصل الاجتماعي كعادتها صنعت من الواقعة حدثاً ضخماً، فتحوّل موقف بسيط إلى "مهرجان تعليقات" و"تريند"، بينما تُدفن تحت ضجيج اللايكات والشير قضايا أكثر إلحاحاً.

    وتؤكد الإعلامية هالة فؤاد أن: "المبالغة في صناعة الأبطال من مواقف فردية قد تُربك منظومة القيم، وتغطي على الأزمات الحقيقية مثل فقر آلاف الأسر وغياب سياسات الدعم الاجتماعي".

     

    المطلوب.. وعي لا مبالغة

     

    كان الأولى بالمجلس القومي أن يُحوّل الواقعة إلى حملة توعية تُرشد الأسر والأطفال إلى قنوات عطاء آمنة وموثوقة، بدلاً من الاكتفاء ببيانات الإشادة.

    ويشير الخبير التربوي محمد علي إلى أن: "غرس ثقافة العطاء في الأطفال أمر أساسي، لكن يجب أن يكون موجهاً عبر الجمعيات الشرعية والمبادرات المعتمدة، حتى يصل الخير لمستحقيه".

     

    الخلاصة

     

    موقف الطفلة يظل رمزاً لنقاء القلب، لكن المبالغة في تصديره كقضية رأي عام تكشف عن خلل في ميزان الأولويات. بين البراءة والوعي خيط رفيع، وعلى المجتمع أن يحمي الأولى ويغرس الثانية، بعيداً عن منصات التريند وضجيج التصريحات.

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: من إنسانية طفلة إلى مسرحيات "التريند" Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top