• اخر الاخبار

    الأحد، 24 أغسطس 2025

    احزان للبيع حافظ الشاعر يكتب عن :؛فوضى الإعلام الرياضي بين غير المؤهلين وضياع حقوق الخريجين

     

     


    لم يعد المشهد الإعلامي في مصر، وبالأخص الإعلام الرياضي، مجرد ساحة لنقل الخبر وتحليله بمهنية وموضوعية، بل تحول في كثير من الأحيان إلى ساحة للفوضى والتهريج والشخصنة، يقودها أشخاص لا علاقة لهم بالعلم أو التخصص، ولا يملكون الحد الأدنى من أدوات المهنة. هذه الظاهرة لا يمكن النظر إليها باعتبارها مجرد "حرية تعبير"، بل هي إهدار متعمد لقيمة الإعلام ومسؤوليته، وظلم صارخ لعشرات الآلاف من خريجي كليات الإعلام وأقسامه بالجامعات المصرية الذين ينتظرون الفرصة ليكونوا على شاشات وصوت الإعلام.

    والطامة الكبرى أن من يسيطرون على البرامج الرياضية اليوم غالبًا ما يأتون من خلفيات بعيدة تمامًا عن الإعلام: لاعبون سابقون بلا دراسة، أو وجوه شهيرة تعتمد على الشعبية لا الكفاءة، أو حتى أفراد يمتلكون رأس المال والنفوذ. هؤلاء يفتقدون لأبسط قواعد المهنية من التحقق من المعلومة، احترام الضيوف، وضبط اللغة والأسلوب. والنتيجة ؛ هي خطاب يثير التعصب، يغذي الخلافات بين الجماهير، ويحوّل الإعلام الرياضي إلى "ساحة صراع" لا منبر معرفة.

    في المقابل، نجد آلاف الخريجين من كليات وأقسام الإعلام – الذين قضوا سنوات في دراسة الصحافة والإذاعة والتلفزيون والإعلام الرقمي – عاجزين عن إيجاد منفذ أو فرصة عمل حقيقية في المجال. هؤلاء الشباب الذين يمثلون طاقة بشرية مدربة وأملًا في تجديد دماء الإعلام، يتم تهميشهم لصالح أسماء "مستهلكة" أو "مشهورة" فقط. إنها مفارقة قاسية: المؤهل العلمي يظل في طوابير الانتظار، بينما غير المؤهل يتصدر الشاشة ويؤثر في الرأي العام.

    والسؤال هنا :أين دور الهيئة الوطنية للإعلام ؟!

    فالمسؤولية الكبرى هنا تقع على عاتق الهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بوصفها الجهات المنوط بها ضبط المجال وضمان احترام المهنة ومعاييرها. هذه الهيئات مطالبة بما يلي:

    1. وضع ضوابط صارمة لتولي العمل الإعلامي، بحيث لا يُسمح بممارسة المهنة إلا لمن يحمل المؤهل أو اجتاز اختبارات كفاءة حقيقية.

    2. إلزام القنوات الفضائية بالاعتماد على خريجي الإعلام وتخصيص نسب محددة لهم ضمن طواقم العمل.

    3. تجريم الممارسات غير المهنية التي تحرض على التعصب والكراهية، وخاصة في البرامج الرياضية.

    4. فتح منصات تدريب وتأهيل تحت إشراف المؤسسات الرسمية، تتيح للخريجين الجدد فرصة اكتساب الخبرة العملية.

    فى النهاية بقى أن أقول ؛ الإعلام ليس ساحة للمصالح الشخصية أو مجالًا للباحثين عن الشهرة السهلة، بل هو رسالة ومسؤولية وطنية. استمرار تسلل غير المؤهلين إلى المجال، وإقصاء الكفاءات الحقيقية من الخريجين، هو تدمير ممنهج لصورة الإعلام المصري. الكرة الآن في ملعب الهيئة الوطنية، إما أن تتحمل مسؤوليتها التاريخية وتعيد الانضباط، أو تظل شريكة في فوضى تصنع أجيالًا مشوهة من الجمهور وتقتل أحلام آلاف الشباب المؤهلين.

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: احزان للبيع حافظ الشاعر يكتب عن :؛فوضى الإعلام الرياضي بين غير المؤهلين وضياع حقوق الخريجين Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top