طالعتنا
صباح اليوم صفحات سوهاج وكالعادة كل صفحات التواصل الإجتماعى ؛ بكم هائل من
السخرية والتجريح في حق المواطن الأستاذ عيسى النمر،الذى كان يجلس مكان أحد
الموظفين لتيسيير أمور المواطنين بإحدى الجمعيات الزراعية ؛ودخل عليه محافظ سوهاج ..وناقشه والرجل ثابت رابط الجأش
ويجيب على الوزير المحافظ..فهو كان موظفا وأحيل لين التقاعد وتمت الإستعانة به
لتيسير أمور المواطنين للعجز الصارخ فى الموظفين..ناهيك عن قلة الخبرة لمن هم
بالجمعية.
ما
علينا انهالت صفحات التواصل بكم من السخرية وكأن الرجل هو سبب خراب الزراعة أو
المسؤول الأول عن الفوضى الإدارية. الحقيقة.
يا سادة إن ما جرى معه ليس سوى فضيحة منظومة
كاملة تركت الجمعيات الزراعية بلا كفاءات ولا دماء جديدة.
فمنذ
أكثر من عشرين سنة لم تُعيّن الدولة موظفاً واحداً في الجمعيات الزراعية. الخبرات
طلعت معاش، واللي بقى في الخدمة لا يملك لا خبرة ولا قدرة على تسيير العمل. النتيجة
أن أي جمعية اليوم مشلولة، تعتمد على أهل الخبرة من المتقاعدين. هؤلاء الذين من
المفترض تكريمهم صاروا متهمين على صفحات التواصل الاجتماعي!
نعم،
ربما كان من الأفضل أن يتصرف الأستاذ عيسى النمر بذكاء أكبر، لكن هل المطلوب من كل
مواطن أن يكون سياسياً ودبلوماسياً حتى يحصل على حقه؟ الحقيقة أن الموظف المقصر،
والمنظومة الفاشلة، وغياب التعيينات هم الجناة الحقيقيون.
وهنا
أشير الى أنه كان من الواجب على المحافظ ألا يقف متفرجاً على تريند سخيف، بل أن
يلتقط الموقف ويحوّله إلى خطوة إصلاح ومنح الأستاذ عيسى النمر عقد عمل رسمي،
وتكريم خبرته الطويلة، والاستفادة منه بدلاً من تركه هدفاً للتشهير الرخيص.
فى
النهاية بقى أن أقول ؛قضية عيسى النمر ليست عن رجل بعينه، بل عن منظومة زراعية
تنهار بصمت. فترك الجمعيات بلا موظفين جريمة في حق الفلاح المصري، وتحويل أصحاب
الخبرة إلى مادة للشماتة جريمة أخرى في حق المجتمع كله.
فلتتوقف
الدولة عن سياسة الترقيع… وليُفتح باب التعيينات فوراً قبل أن تنهار آخر مؤسسات
تخدم الفلاح.

0 comments:
إرسال تعليق