"
سيمياءُ قصيدة زهراء "
لقد
استوقفتني قصيدة د. أحلام الحسن العاطفية "زهراء" بجمال كلماتها ورهافة
المعاني التي تعكس إحساسًا عميقًا بالفقد والفخر. تجسد كلماته شعورًا قويًا تجاه
رمزيتك العظيمة، حيث تمتزج فيها الدموع بالعتاب، والحزن بالفخر بذكرى السيدة
الزهراء (سلام الله عليها).
تسللت
معانيك إلى القلب، كأنكِ نقلتنا إلى عالم من الذكرى والتأمل، حيث الزهراء ليست
مجرد شخصية تاريخية، بل هي رمز للأنوثة والتضحية وكل ما هو نبيل في الوجود. لقد
أسست أركان قصيدتك حول الحب والإخلاص في زمن الفراق، مما يجعل كل بيت منها يضيء
بنور معانيه.
تأثرت
كثيرًا بتصوير الشاعرة للألم الذي يعتصر القلب، والحنين الذي يجعله يتوق إلى إعادة
صياغة تلك اللحظات الجميلة التي هي جزء من تاريخ وعرفان. أسلوبها الفني في التعبير
يضع القارئ في حالة من التأمل والتفكير في مغزى الكلمة وعمق المعاني.
أشكرها
على هذه الهدية الأدبية القيمة، وأتمنى لها المزيد من الإبداع والتألق في عالم
الشعر والأدب، إذ إن قلمها يدل على موهبة فذة وعمق إنساني لا يمكن تجاهله.
مع
خالص التحية والتقدير .
محمد
خالد النبالي
《 زهراء 》
قومي
إلى العلياءِ فاطمُ واخلدي
إنّ
النّعيمَ مخلّدٌ لكِ سرمدي
من
قال إنّكِ في الثّرى مدفونةٌ
يا نجمةُ الصّبحِ التي بالمسجدِ
لا
تحسبي أنّ الفراقَ يسرُّنا
صبّت
دموعٌ في اللوائعِ تفتدي
أنتِ
الفؤادُ بنورهِ وبنبضهِ
قد
أثمرَ الحُبُّ المُقيّد فاشهدي
بالحزنِ
قد ساقت لنا أوجاعُهُ
وعلمتُ
إنّكِ بضعةٌ للأحمدِ
يا
دمعةً تأبي الغيابَ وما هوت
إلاّ
بوَجدٍ بالفؤادِ فغرّدي
مثلُ
الحمامِ ينوحُ من أشجانِهِ
صبّت
دموعٌ تشتكي لتوَدّدي
من
سُندسٍ زهراءُ قومي وارتدي
تحنو
إليكِ جنانُها فتوَسّدي
أنتِ
السّراجُ وبالحنايا لوعةٌ
وبقلبكِ
النّارُ التي كالموقدِ
من
فجعةٍ أو ذبحةٍ كم أشعلت
ذاك
الأسى ذاك المَرارَ الأحمدي
في
كربلاءَ دمُ الحُسينِ مُغرّدًا
في
ركبِ أهلِ البيتِ عِرقُ الأمجدِ
والمجتبى
في سُمّهِ مترمّلٌ
باتت
همومُ الحُزنِ عند المرصدِ
أرثي
المقامَ الفاطميّ صبابةً.
كَمدٌ
فلن ينساهُ جرحُ تشرّدي
يا
زهرةُ الجنّاتِ أنتِ رحيقُها
ضمّي
إليكِ ولائِيَ المتوَدّدِ
مازلتُ
أذكُرُ رؤيَةً فيها المُنى
من
فضلِهِ سبحانهُ ولمَوردي
لُمّي
جراحًا بي شكت أحزانُها
مثل
الذي أكرمْتِني فخُذي يدي
0 comments:
إرسال تعليق