هو فن يقوم من خلاله الشاعر
بتثبيت وقوع حادثة بغض النظر عما كانت بالحروف الأبجدية بحيث يكون مجموع هذه
الحروف مطابقاً تماماً لعام وقوع الحادثة المراد تأريخها .
و حقيقةً لم يتفق الباحثون الذين
تناولوا هذه الصورة من صور الادب العربي الثر رغم قلتهم على تحديد زمن ظهور هذا
الفن الجميل ولكن هناك بعض المهتمين أرجع هذا الفن إلى اوائل القرن العاشر للهجرة
و اعتبروه من محدثات و مستجدات العصور الأخيرة.
ولكن قولي انه أقدم من ذلك بدليل
واقعة أ�رخت عام 822هجري وهي واقعة أراد
الشاعر تأريخها ‘ و كان هذا البيت من الشعر فيه تأريخها لتلك الواقعة :
تاريخه : خير بدا مع كمال العفة
7+810 +5 =822
هذا قولنا مع بداية هذا الفن فى
الادب العربى وهو براى لازمة ومحسن بديعى وبلاغى وهو نوع من الرياضة الفكرية
والترف فى الادب وهو ليس يتقنه الكل او ممن صاغ الشعر فهو ليس ميسورا وعلى من
يتقنه ان يتصف بالفطنة وسعة الثقافة وقولى ايضا ان هذا الفن ليس حكرا على الادب
العربى فحسب بل وجد فى الادب الفارسى والهندى والتركى وهذا ثابت ومثبت وارى ان
تاريخ الحوادث بالحروف الابجدية ليس مقتصرا على الشعر وحده بل ممكن التأريخ
للحوادث من خلال النثر أيضاً .
ومن الملاحظ أن التأريخ الشعري لم
يصبح فناً قائماً بذاته إلا أبان العصر الثماني فقد احتل هذا الفن مكاناً مرموقاً
خلال هذه الحقبة من التاريخ حيث اضحى الإهتمام به بصورة واضحة لذا فقد شاع و انتشر
وهذا ما نلمسه من خلال التأريخ للكثير من الوقائع و المناسبات التي صاغ فيها
الشعراء أبياتاً تؤرخ لها وبرأي إن سبب انتشار هذا الفن في الأدب العربي خلال تلك
الحقبة هو الجمودالذي أصاب الفن عموماً و الشعر خصوصاً و لقد اهتموا بالشكل على
المعنى , وهذا لا يعني ان هذا الفن اهمل فهناك من مارسه في عصرنا ومهما يكن فان
هذا الفن حفظ لنا الكثير من الوقائع و المناسبات من خلال تأريخها فكان له الأثر الجليل
و النفع العميم بخصوص حفظ تلك الحوادث و الوقائع و المناسبات .
أما بخصوص كيفية استخدام هذه
الطريقة في تأريخ الحوادث يمكن اجمالها بالتالي :
تحسب الحروف الأبجدية في اللغة
العربية بحساب الأرقام يجمعون أحرفاً مجموعة جملها يساوي تاريخ الحادثة و له معنى
يتفق معها .
و الحروف الأبجدية هي :
( أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت
ثخد ضظغ ) و حسابها بالأرقام يكون (( أبجد هوز حطي )) تعد من 1_10 فيكون الألف رقم
1 و الباء 2 ........... الياء 10
بعد ذلك يبدأ العد بالعشرات عشرة
عشرة ( كلمن) = الكاف 20 و اللام 30 ...........و النون 50 .
والعد في سعفص تصبح فيه السين =60
و العين 70 ...........و الصاد 90 .
وفي (قرشت) القاف =100 وبعد ذلك
يبدأ العد بالمئات في (قرشت) القاف =100 و الراء 200 و الشين 300 و التاء المبسوطة
400 و الثاء في أول كلمة من (ثخذ) =500 والخاء 600و الذال 700 وأما (ضظغ) فتصبح
الضاد =800 و الظاء 900 و الغين 1000 و هنا تنتهي الأرقام .
إذن عند التأريخ لحادثةٍ ما علينا
جمع الحروف و نعود للبيت الذي ذكرناه آنفاً وكان تأريخه عام 822 هجري .
تاريخه : خير بدا مع كمال العفت
الخاء =600 +الياء 10+الراء200 = 810
الباء =2 +الدال 4+الالف1 =7
إذن المجموع =810+7=817
ويقوم الشاعر ( مع كمال العفة ) أي
مع نهاية كلمة العفة وهي الهاء و الهاء =5
فيصبح 817+5 =822 هجري
ويجب ان نعلم ان الحساب دائما يجب
ان يبداء بعد كلمة التاريخ او ارخ او اى لفظ مشابه بمعنى اى لفظة فيها حروف التاريخ
ونسوق مثالاً آخر للتوضيح فقد أرخ تاريخ مقتل محمد باشا والي مصر عام 975 هجري
فقال الشاعر لتأريخ هذه الحادثة :
(قتله بالنار نور وهو في التاريخ
ظلمة )
يبدأ الحساب هنا بعد كلمة التاريخ
وهي (ظلمة ) فيكون الحساب كالتالي
الظاء 900+اللام 30+الميم40+الهاء5=975
هجري
ومهما يكن فلقد افدنا واستفدنا من
هذا الفن الراقى الصعب فارخ به الحوادث والوقائع المهمة وبناء المساجد والاضرحة
واستعمل ايضا كمادة للمنازلة
والفكاهة وظل هذا الفن واسع الانتشار حتى الخمسينات من القرن الماضى وشاع خاصة عند
الشعراء التقلييديين حتى اصبح من لوازم فنهم الشعرى فاستخدمه ومهر به واتقنه كل من
محمد ابن عثييمين وعائشة التيمورية والهلالى والعلوى ابو بكر ويوسف النبهاني وابن
ذكرى وغيرهم
ومن الملاحظ ايضا ان فن التاريخ
الشعرى بعد ذلك انتشر واتسعت دائرته حتى اصبحوا ينظمون القصيدة وكل شطر منها تاريخ
وايضا نرى ان هناك شعراء اخرون
تفننوا باستخدام هذا الفن الشعرى فنرى بان يتالف من مهمل كل بيت تاريخ ومن معجمه
تاريخ والى صور اخرى من استخدام هذا الفن فيه من مهارة الصنعة وايضا صفة الصعوبة
والتعقيد.
الصور المرفقة
يقينى بان الله يقينى
المصطلح الاستدلالي : الدكتور
الباحث طارق فايز العجاوي.
0 comments:
إرسال تعليق