نادين..فى منتصف ربيعها الثانى..خرجت وبيدها طفلتها ذات العامين متجهة لمحكمة الأسرة..صعدت سلالم المحكمة وابنتها متشبثة بجلبابها الأبيض المزركش..دخلت القاعة فى انتظار دورها فى الرول.
جلست وامسكت طفلتها ورفعتها واجلستها بجوارها.
القاعة مكتظة بأقرانها ..نفس اعمارها..منهن من تجر فى يدها طفل واثنين وثلاث..وجوههن مكفهرة والصمت ينتصب الوجوه..يجلسن فى حالة "توهان" ..أو قل "تأنيب ضمير"..لو دخلت فى مكنون كل منهن ..لأخرجت كمية لوم وحسرة على الإقبال على خطوة الزواج..لسان حالهن يقول:ماذا فعلن فى حياتنا الصغيرة لنجازى بهذا المرار الطافح..؟!
نعود إلى..نادين..اتكأت على مقعد القاعة وبجوارها ابنتها ..ارخت يدها اليمنى وبقبضتها ارخت خدها عليها..وابنتها تنظر إليها ..وعين الطفلة تخترق عين الأم ..تريد سؤالها..والأم تريد الإجابة ..ولكن كيف لطفلة تجيب على طفلة؟!
استغرق المشهد هنيهة ..لوم وعتاب بالعيون بين الأم وطفلتها..وعلى استحياء لفت الأم وجهها ..واخترقت نظراتها القاعة والحضور والمحامين..!
0 comments:
إرسال تعليق