" جبلُ الصبر "..قصيدة لأميرة الشعر العربى ..أ.د. أحلام الحسن

 

 

ألا هل إلى أرضِ البلاءِ سبيلُ

فكلُّ حَبيبٍ  بالفراقِ  عليلُ

فكم أسفرت تلك الليالي بلوعةٍ

 سأمضي إليكم والمقامُ كليلُ

 تباتُ  العيونُ الذّابلاتُ تَهجّدًا

 بجسمٍ نحيلٍ بالمصابِ عليلُ

فما أبقت الأيٌامُ  غيرَ  مَذلّةٍ

فذا مفرقُ الشّيبِ الجهورِ شَعيلُ

تُشاطرني الأحزانُ ملحَ صَبابتي

وسهمُ المنايا بالفؤادِ نزيلُ

ويقتادُني حِملُ الجراحِ بمحمَلي

ويهتفُ بي صوتُ الحسينِ دَليلُ

وأخشى العتابَ المرٌ.َ اين بُنيتي

فكلُّ جوابٍ  للسًؤالِ  فتيلُ

فردّي بدمعِ العينِ كان وسِيلتي

فديتُ الّتي عند الفؤادِ خليلُ

فلم يستقر عظمٌ بجسمي ولم يزل

حنيني إلى الأجسادِ كان يطولُ

عنِ الطّشتِ يا قلبَ النّبيّ فلا تسل

 بجوفِ غرابِ البينِ حامَ غليلُ

فمن أجلٕ ذاك الضّيم صُرتُ ذليلةً

وليس سوَى ربُّ العبادِ يُقيلُ

سأبقى على ذاكَ الهلاكِ شَهيدةً

فليس لمثلي عن سِوَاها بديلُ

شكوتِ إلى ربّ السّماء بعبرةٍ

فهذي نحورُ الطّاهرينَ تسيلَ

فداكم فؤادي يا حسينُ بنبضِهِ

فإنّي لعهدي بالودادِ  أجولُ

وما هانَ يومٌ بالطّفوفِ لساعةٍ

وما ضَيّع الرّكنَ العتيقَ نبيلُ

وإنّي بلَوعاتِ الرّؤوسِ نَحيبةٌ

صباحي مسائي بالملامِ ذليلُ

أيا ربِّ سَوّ ِ الوَصلَ بيني وبينهم

فهٰذي  رحالي  للّقاءِ  تميلُ

سأنتظرُ  اللُقيا بجدّ ٍ يَضُمّنا

وأمّ ٍ لديها في القميصِ دليلُ

فميزانُ عدلِ اللهِ يبقى مُحقّقٌا

ويأتي عليٌّ  بالحسينِ  قتيلُ

على مِثلهِم تبكي العيونُ بحرقةٍ

 صبابًا كآهاتِ السّماءِ هَطولُ

 فويلٌ إلى خَصم يُقاضٕيهِ خَصمُهُ

فحقُّ النّبيّ المُستضامِ ثقيلُ

ا=======================

26 يوليو 2024

البحر الطويل

يوليو 27, 2024