• اخر الاخبار

    الثلاثاء، 4 يونيو 2024

    قصة قصيرة بعنوان / اليتيم عدنان..بقلم: محمد علي ابراهيم الجبير

     


     

    كان عدنان الولد الوحيد الى الموظف صالح المعروف في محلته  والمحترم من قبل الجميع ،

    ان معظم معاملات الناس تحتاج الى موافقة وتوقيع الموظف صالح ، ومن خلال عمله هذا فإن الجميع يحاولون التقرب اليه ،وتراه إذا دخل الى مجالس الناس فإن الكل يرحبون به ، ويسلم عليه الكبير والصغير،ومع ذلك فقد كان رجلاً متواضعاً، يبادل الناس بالاحترام والمودة ، والتواصل معهم في جميع المناسبات..

    كان راتب صالح لابأس فيه وهو المورد الوحيد له وراتبه لابأس به ، ويكفي لمعيشته ومعيشة زوجته نجلاءوولده عدنان ،وكانوا في احسن الاحوال ،دارهم مؤثثة وكاملة من كل الوجوه ..

    عندما يدخل صالح الى بيته يستقبله ولده عدنان البالغ من العمر خمس سنوات مهرولاً وهو يصيح ، بابا ، بابا

    وصالح يرد عليه ، اهلاًعدنان ، اهلاً حبيبي ، ويرفعه من الارض ، ويضعه على صدره ويعانقه ، ويقبلهُ ، وعدنان يسأل والده بابا ماهذا الذي في الكيس ، فيقول له والده : حلويات ياعدنان التي تحبها، فيأخذها منه وينزله والده الى الارض ، فيأخذ عدنان كيس الحلويات

    وينادي والدته : ماما ماما ، جاء ابي وهذه الحلويات لي ولك، فتقول امه نجلاء كلها لك ياعزيزي ..

    وهكذا كانت حياتهم هانئة مستقرة والسعادة مخيمةعليهم

    وذات يوم من الايام تأخر صالح عن موعد حضوره الى البيت اكثر من ساعة ، الى ان وصلت الساعة الثالثة ولم يحضر ، بدأ القلق يظهر على نجلاء، وعدنان يسالها لماذا تأخر بابا، أريد بابا، اريد الحلويات

    وجاء احد اصدقاء صالح يخبر نجلاء ان استاذ صالح نقل الى المستشفى ، على اثر نوبة قلبية ، ولم يستطيع الطبيب انقاذه ؛

    صرخت نجلاء وخرجت بدون شعور وهي تصرخ وتصيح ، صالح ، صالح،

    فزع الطفل عدنان وركض حافي القدمين خلف امه وهو يصرخ ماما ، ماما،

    في هذه اللحظات جاءت سيارة حاملة جنازة صالح ، وخلفها سيارات الاصدقاء..

    قدموا لها التعازي محاولين تهدئتها، وهي فاقدة الشعور بالمصيبة التي حلت عليهم،وكان منظرها ومنظرالطفل

    المدلل مؤلم جداً، وببرائته يسأل الناس اين ابي ،لماذا لم يأتي لحد الان ؟ لم يرد عليه أحد؛

    عدنان يبكى على بكاء امه المتواصل ، ولم يعلم بانه

    اصبح يتيماً من هذه الساعة وسوف لن يسأل عليه احد..

    وبعد انتهاء فترة العزاء ، اخذت الناس تنقطع عن زيارتهم تدريجياً؛ وبعد مرور شهر على وفاته ، لم يقم  احد بزيارتهم سوى والدتها واخيها، واخذت زيارتهم تقل تدريجياً ايضاً وعند زيارتهم لها لم يسألها احد عن احتياجاتها...

    عدنان الذي اصبح يتيماً ، دائم السؤال عن ابيه وعن الحلويات التي لم يراها منذ ذلك اليوم الحزين .

    نجلاء تحاول أن تفهم ولدها عدنان بان ابيه مات ، لم يدرك الطفل معنى ذلك ولايريد ان يفهم ؛

    ان صافي راتب المرحوم التقاعدي لايسد ولايكفي لمتطلبات المعيشة ، ومرت الايام والشهور، احست بثقل المصروفات ، وفكرت في ايجارالبيت كيف تسدده ؟

    انقطع عنها اخيها، ولم يأتي لزيارتها؛

    وفي الزيارة الاخيرة لوالدتها طلبت منها نجلاء ان تفاتح اخاها أن يساعدها بدفع الايجار على الاقل ؛

    قالت لها امها : إن اخيك لديه عائلة ولايستطيع أن يدفع الايجار؟ او يقدم اي مساعدة مالية ..وعندما طلبت منه المساعدة اجابني: على نجلاء أن تترك ولدها عدنان وترسله الى اهله؛وتتزوج أحد أقاربنا ؛ وتحل مشاكلها !

    أما إذا ارادت العيش مع ابنها ، فانها هي المسؤولة الوحيدة عن مايترتب من ذلك ؟

    رفضت ام عدنان كلام اخيها ولم تتوقع منه ذلك وقالت

    إن الله لايترك احداً وهو اعتمادي وثقتي ،وسوف اصبر وهو ارحم الرحمين..

    ومرت هذه الايام على نجلاء وهي تستذكر : كيف كان الناس وهي تعرفهم واحد واحد ؛ يتوددون الى صالح ويزورونه  الى بيته حاملين الهدايا له ،ولم يستلم منهم اي هدية ، وكان رحمه الله يرفض بشدة هذا الاسلوب ، ويقدم خدماته للناس بدون اي مقابل ويؤدي واجباته بتمشية المعاملات حسب الاصول ..

    وكانت نجلاء تتوقع انها إذا ذهبت الى اي واحد منهم ،فإنهم يتسارعون الى مساعدتها ؛ ولكن خاب ضنها ؛

    انها ذهبت اليهم واحداً بعد الآخر فلم ترة منهم إلا الجفاء

    ونكران الجميل !  منهم ادعى بانه لايعرفها ولايعرف زوجها، في الوقت الذي كان يدعي بأنه أحد أقاربهم عندما كان على قيد الحياة،وآخر يقول لها الله يساعدك ، دون أن يمد لها يد العون والمساعدة ، وفي الوقت نفسه يبدي اسفه ويترحم ويمدح المرحوم !

    صاحب الداررجلٌ شريف،وعندما جاءها يطلب الايجاربكت،وقالت: إنها لاتستطيع ان تدفع الايجاروقد تنكر لي الجميع بما فيهم أخي ، وأنا في حيرة من أمري

    ان الراتب التقاعدي الذي تركه زوجي لايكفي لمعيشتنا أنا واليتيم عدنان ..

    فقال لها: يا أم عدنان لاأُريد منك إيجار ، ولا أنسى معروف زوجك الطيب ، ولا أنسى اخلاقه العالية ، وإذا تحتاجين الى اي مساعدة فأنني مستعد لذلك..

    وسألها عن عدنان ، فقالت له: اني سأدخله الى المدرسة

    فقال لها: اني مستعد لدفع كل ماتحتاجين من مصاريف

    للمدرسة اوغيرها والى اليتيم عدنان ..

    فشكرته على مساعدته وعلى موقفه النبيل،وقالت له :ان فضلك كبيرومساعدتك لنا بايجارالدارحل لنا اكبرالمشاكل فقال لها:ان الفضل لله سبحانه وتعالى وهو المفضل علينا وهذا اقل واجب اعمله في سبيل الله ..

    قالت بارك الله فيك ياحاج وأطال الله عمرك ...

    سارت امورهم الحياتية بيسر، معتمدين على الله ،وعلى الراتب التقاعدي البسيط ،ومساعدة صاحب الملك الحاج سلمان ورعايته ..

    مرت الايام والسنين ، وبلغ اليتيم عدنان الثانية عشر من عمره ،بعد ان أكمل الدراسة الابتدائية .

    زارهم الحاج سلمان للاطمئنان على امورهم واحوالهم،

    قالت له ام عدنان : الحمد لله حجي لقد تعلمت الخياطة وبذلك اصبح لنا مورد رزق من الله بالاضافة الى الراتب التقاعدي ومساعداتكم اصبحت امورنا بخير والحمد لله ..

    فقال لها:اني محتاج عدنان يمسك حساباتي! فقالت له:

    انه صغير، واعتقد انه لايستطيع القيام بهذا العمل ؛

    قال لها انني سألت عنه في المدرسة ،فقالوا لي انه ولدُ ذكي ، ولديه قابلية لاداء الاعمال بشكل ممتاز جداً،

    فقالت له:جربه ياحاج عسا ان ينجح في العمل..

    فرح كثيراً الحاج سلمان وهو يراقب اليتيم عدنان وهو يمسك حساباته بالشكل الصحيح وبالرغم من صغر سنه

    خصص له راتب شهري يعادل راتب والده التقاعدي ، وكان هدف الحاج سلمان إنساني اولاً وآخراًوهومساعدة

    اليتيم ووالدته ..

    مرت السنين بسرعة ، واكمل عدنان دراسته الاعدادية بتفوق ، وحصل على وظيفة حكومية في الدولة، واستلم اول راتب ..

    ذهب الى الحاج سلمان فرحاً يبشره باستلام الراتب ، معتبرا انه بمثابة والده ، لمواقفه ومساعداته الانسانية الطيبة التي لم ينساها طول عمره ، وسلم الراتب كله الى الحاج سلمان،فقال له :خذه ياعمي مقابل ايجار الدار

    فقال له الحاج سلمان : ان الدار مسجلة باسمك ياعدنان وليس باسمي، وقد سجلتها باسمك يوم اشتغلت عندي ونجحت في مسك الحسابات ..

    فعانق عدنان الحاج سلمان وشكره ودعا الله ان يحفظه ويمن عليه بالصحة وطول العمر وان يزيد عليه الخير ويبارك له في رزقه ،ذهب الى والدته يبشرها انه استلم اول راتب ،بكت بحرارة ،تعجب عدنان من بكائها وقال لها : كنت اتوقع انك تفرحين لاتبكين !

    فقالت له :انه بكاء الفرح،انه النجاح ياولدي،شكراً لله اولاً والى الرجل الطيب الشريف الذي ساعدنا لوجه الله ولولاه لما استطعت ان تكمل دراستك..

    لقد تنكرلنا كل الناس ، وأولهم خالك ، ولكن الله لايترك عباده ، فقد هدى لنا الرجل الطيب لمساعدتنا ورعايتنا..

    وقص لها كيف ذهب الى الحاج ليسلمه  الراتب كله  مقابل الايجار ، وقال لي ان الدار سجلتها باسمك يوم اشتغلت عندي ، وهي الان ليست باسمي.

    اخذت ام عدنان تدعوا الى الحاج وقالت اللهم اغفر ذنبه

    وتقبل منه واحفظه واجعله في اتم الصحة والعافية ..

    وقالت لولدها يابني لااملك الا الدعاء لهذا الرجل النبيل

    واوصيك ياولدي : بأن تحفظ له هذا المعروف وتخدمه طوال حياتك..

    وفي اليوم التالي زارهم الحاج سلمان وبصحبته عائلته

    مهنئاً له بمناسبة تعينه واستلام راتب الوظيفة ، وكان من ضمن العائلة دلال بنت الحاج سلمان ، جلست بجانب والدتها ، كانت في غاية الجمال ، وفي ريعان شبابها واسعة العينين ، معتدلة القامة ،ذات بشرة بيضاء وشعر اصفر وعيون زرقاء صافية كصفاء السماء ، ذات ادب وكمال ، يبدو عليها الهدوء واحترام والديها، لاتتكلم الا اذا وجه الكلام لها ..

    دلال تركت المدرسة بعد ان اكملت الدراسة المتوسطة، لتساعد والدتها ، تعلمت انواع الطبخ وتقوم بكافة اعمال البيت ، وهي البنت الوحيدة للحاج سلمان ؛

    رحبت ام عدنان بالضيوف الاعزاء. نعم انهم من اعز الناس ، اذ لولا وقوف الحاج سلمان الى جانبهم وقت المحنة لما استطاع عدنان ان يكمل دراسته ..

    فقالت ام عدنان للحاج: اننا مدينون لك بالمعروف ، انك وقفت بجانبنا في الوقت الذي تخلى عنا اقرب الناس وهو خال عدنان ..

    فقال لها: لاتقولي ذلك، ان عدنان بمثابة ولدي ، الذي وهبه الله لي وساعدني في مسك الحسابات واني لمست منه الامانة والاخلاص ، قالها الحاج وكأنه يريد أن يقلل من مساعدته لهم ...

    فكرروا له الشكر والدعاء بطول العمر،

    فقال الحاج سلمان : ام عدنان ماذا تقولين بزواج عدنان ببنتي الوحيدة دلال ؟ فقالت ام عدنان: يوم المنى ويوم مبارك وسعيد موافقتكم على هذا الزواج ، وكنت راغبةً جداً بأن اطلب هذا الشرف الكبيرمنكم ولكن الحياء غلبني واسكتني ..

    فقال الحاج ان عدنان ولدي ، واطلب منكم العيش معنا اذا لم يكن عندكم مانع ؟

    فقالت : ياحاج ان افضالكم زادت علينا وزاد فرحي وسروري بموافقتكم على الزواج ولامانع ان يعيش عدنان معكم وانا ابقى في البيت ، وان شاء الله ازوركم بين فترة واخرى..

    فقال عدنان:في الوقت الذي اشكر عمي ووالدي على افضاله علينا ، اقول : لا اعتراض ولا رأي عندي على مايريده عمي ، ولكن الا ترى ياعم ان من المناسب ان نبقى في بيتنا الذي تعودنا العيش فيه وان تسكن وتعيش الغالية دلال معنا وتحت سقف واحد !

    فقالت ام عدنان : والامر امرك ياابا دلال ..

    فقالت ام دلال والفرحة بادية عليها : ياحاج سلمان قل لهم مبروك ؟

    فقال : الف مبروك ، وبعد هذه الموافقة المباركة ، تم الزواج ..

    حضر الزواج كل اهل المحلة ، كما حضر كل الذين كانوا يتقربون الى والد عدنان والذين تخلوا من أم عدنان وعن عدنان في ايام المحنة ..

    واول من حضر خاله الهيبة ، الذي ادهش حضوره ام عدنان ،وهي تشاهده ومعه اولاده وكأنه لم يفارقهم الا منذ اشهر ؟

    وقال لها: الف مبروك يا اختي ، ان فرحتي جعلتني لم استطيع انتضار والدتك ؛ فتركتها تحضر هي وزوجتي وهما في الطريق .

    كان رد ام عدنان بارداً جداً ، انها لم تنسى مواقفهُ السابقة وخصوصاًعندما طلبت  منه مساعدتها بدفع مبلغ الايجار ، وكيف قال لها دعي الولد ( ويقصد عدنان ) يذهب الى اهله وتزوجي ؟ وهو يعلم ان علاقتي مع اهل زوجي غير طيبة ، وتزوجت والد عدنان بالرغم من معارضة اهله وعدم رضاهم ، بسبب رغبة اهله ان يتزوج والد عدنان بنت عمه بالرغم من عدم وجود رغبة لديه بزواج بنت عمه  ؛

    تذكرت هذه الامور وهي تنظر في وجه اخيها .. وفي

    تلك اللحظة حضرت والدتها وزوجة اخيها ، واصبحوا في بيتها ، فاضطرت الى مجاملتهم والترحاب  بهم..

    اما عدنان ، فقد اعرض عن خاله اول الامر ، ولكن حضوره بدون دعوة ،جعلته يتغاضى عن مواقفه السابقة

    وقرر فتح صفحة جديدة للعلاقات كونهم من اقاربه !

    وانتهت تلك الليلة السعيدة وهم في فرح وسرور ..

    مرت الايام وبعد سنوات عديدة خلالها عاشت دلال مع عدنان في جو تسوده المحبة والمودة ، وعدنان موفق وناجح في كل اعماله ، وتدرج في الوظيفة بسرعة واصبح موظف ذو شأن ،لاخلاقه العالية وسمعته الطيبة

    ومرت اكثر من خمسة سنوات لم يرزق اي طفل ،وبعد مراجعات عديدة وفحوصات طبية له والى دلال تبين اخيراً ان سبب عدم الانجاب زوجته دلال ؛ ولم تنجح الادوية والعلاجات معها ..

    مضت سبعة سنوات على الزواج ولم يرزقا اي طفل ؛فازداد قلق حاج سلمان ، فقال لزوجته : اذهبي الى ام عدنان واطلبي منها ان تقنع عدنان بان يتزوج لعل الله يرزقهم بمولود ..

    ام عدنان امرأة اصيلة فقالت لها: كيف اقول له تزوج

    وهومتزوج من اعز الناس ، مستحيل اقول له ذلك؟ ولوكان ذلك حرمانه من الاولاد .

    فذهبت ام دلال واخبرت الحاج بجواب ام عدنان ،وذات يوم قال الحاج الى عدنان : ياولدي ان الله قد سمح للرجل ان يتزوج اكثر من واحدة وتاكد بان دلال لامانع لديها من زواجك من اخرى !

    فقال ياعم : مستحيل ان اكدر خاطر دلال ابداً وان الرزق بيد الله ، ونحن لن نقطع الامل بالله ، واذا لم نرزق بطفل فهذا نصيبنا !

    استغل خال عدنان الوضع واخذ يتردد على ام عدنان

    ويقول هل تحرمين عدنان من الذرية ؟

    فقالت له بعد ان كثر الحاحه : وماشأنك انت بعدنان ؟

    هل تريد ان يترك زوجته؟ كما امرتني بان اسلمه الى اهله واتزوج ؟ ارجوك يا اخي اذا انت تريد بقاء علاقتنا معك قائمة ، فلا تتدخل في شؤوننا ؟

    وبعد مدة من الزمن تعرضت دلال الى مرض دام اشهر وبعد شهر من شفاءها ،احست باعراض لاتعرفها ، فقيل لها انها اعراض الحمل ، وبعد الفحص أكد الطبيب لهم انها حامل ..

    وجاء اليوم المبارك الذي ولدت دلال اول مولود لها،

    انها السعادة الكبرى والفرحة التي عمت البيت ولاسيما ام عدنان التي حافظت على الوفاء للرجل الذي ساعدهم وقدرهم وزوج ابنته الوحيدة الى عدنان ،وفرح الحاج سلمان وزوجته ، وزاد اعجابه بشهامة واخلاص ووفاء عدنان الذي اقام احتفالاً رائعاً يليق بدلال وولدهاوباهلها وتقديراً واجلالاً للحاج ابو دلال ، وتكررت الولادات ورزقهم الله ماشاء من الاولاد والبنات وعاشوا في اتم السعادة والهناء ...

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: قصة قصيرة بعنوان / اليتيم عدنان..بقلم: محمد علي ابراهيم الجبير Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top