صاحب الفضيلة الشيخ سعد الفقى يكتب عن : قصه كفاح

 

 رنا حامد أحد بنات الدقهلية الشطار شقت طرقها في سبيل العلم وحققت ما عجز أقرانها علي تحقيقه فهي بنت ككل البنات الا أنها تختلف عنهن فقدت بصرها وهي صغيرة الا أنها لم تيأس ولم تنزوي فقد عزمت علي استكمال المشوار وحققت ما أرادت . فقدت البصر الا أنها لم تفقد البصيرة . نحتت الصخر في كلية  الآداب قسم اللغة الإنجليزية  كان حلمها ..حصلت علي الليسانس ثم الماجستير وأخيرا الدكتوراه في الأدب الانجليزي وأشادت بها لجنة المناقشة وقالوا أنها أبلت بلاء حسنا واجتهدت في رسالتها ولم تعرف المستحيل ومنحوها درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف .

رئيس جامعة المنصورة مشكورا حضر أثناء المناقشة تكريما وتبجيلا وهكذا العلماء . رنا باعتبارها من أصحاب الهمم تحتاج الي المساندة والمساعدة  لاسيما وقد شقت طريقها الصعب ولم يقف عثرة في طريقها فقدانها للبصر . .وفي تقديري أن تعيينها بجامعة المنصورة هو الطريق الأمثل

لجبر خاطرها ومنحها الأمان والجزاء علي مثابرتها واجتهادها وكفاحها . فعلا قد يكون القرار خارج عن دائرة رئيس الجامعة النبيل الذي شاركها فرحتها في الحضور وهي تناقش . لكنه ليس صعبا علي معالي وزير التعليم العالي وهو عالم جليل ..ولايعرف قدر العلماء الا العلماء .

رنا حامد تعود بذاكرتنا الي الماضي وتعيد تجليات الراحل / طه حسين عميد الأدب العربي الذي شق طريقه في نفس الظروف تقريبا . قد يكون الأمر سهلا للرجل فما بالنا وقد قدمت الباحثة رنا حامد المثل والقدوة وفتحت الأبواب الموصدة  أمام شبابنا أنه لا مستحيل مع تحصيل العلم وتحقيق الريادة والصدارة ..

وتظل رنا حامد نموذجا في التفاني والتفرد وهكذا المصريون عندما يبدعون وبتقدمون .

**كاتب المقال

كاتب وباحث

نوفمبر 18, 2022