• اخر الاخبار

    الجمعة، 18 نوفمبر 2022

    حسن بخيت يكتب عن : في ذكرى إحتفالها بالعيد الوطني الثاني والخمسين .. سلطنة عمان في عيون المصريين

     


    كانت القاهرة هى أول رحلة لى فور تخرجى من الجامعة باحدى محافظات الصعيد ، تمتعت بجمال مختلف عما رأيته في مطلع الشباب في مدينتي ( مدينة طهطا بمحافظة سوهاج ) فى صعيد مصر .. وحين  توجهت لزيارة القاهرة ؛ لم اكن اصدق انني سأرى مدينة المعز ، سوف أمشي فى شوارع العظماء والصفوة ..

    المهم : تمكنت من زيارة القاهرة الكبرى ، شاهدت معظم الأماكن الراقية بها ، وزرت الأهرامات ، وحديقة الحيوانات ، والأوبرا وركبت ( مترو الأنفاق )  ….. الخ

    لكنني اليوم اضع زيارتي لسلطنة عمان ونحن في شهر نوفمبر  ؛ ففيه  تدخل الأفراح ، وتتبدل  المشاعر، متطلعة إلى الفرحة الكبرى بقدوم يوم الثامن عشر من نوفمبر، ذكرى العيد الوطني لهذا البلد العريق.. العيد الوطني الثاني والخمسون  ، تلك الذكرى التي ينتظرها كل عماني وعمانية في ربوع الوطن وخارجه .... نسأل المولى العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة الغالية على حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - سلطان عمان _  حفظه الله ورعاه ؛  وعلى الشعب العماني باليمن والخير والبركات، وأن يمتع جلالته بالصحة والعافية، متضرعين إلى المولى العلي القدير أن يديم على عمان أمنها واستقرارها، وأن ينعم الشعب العماني بالرخاء والازدهار.

    عندما تعاقدت مع “” وزارة التربية والتعليم “” للعمل بوظيفة ( معلم ) حسبت الف حساب لمسألة التفاهم مع غير المصرى ، ربما لأنها كانت المرة الأولي التى أترك فيها مصرنا الحبيبة ، ونتيجة لاختلاف اللهجات والعادات والتقاليد ، وكنت لا أعرف كثيرا عن سلطنة عمان ، قلت مع نفسي، هنالك اللغة العربية وكثير من العادات والتقاليد التي تجمعنا نحن العرب، فلا خوف من التفاهم مع الناس هناك .

    كنت قد قرأت عن السلطنة بما تيسر، ولكن المشاهدة قد لا تعكس مايقرأه المرء احيانا، اذ تبدو الاشياء على طبيعتها، وزيارة الاماكن الاساسية قد تعطي الانطباع المؤكد .

    كانت اول ترجمة لزيارتي إلى سلطنة عمان هي الطائرة العمانية فى مطار القاهرة الدولي التي استمتعت فيها بحسن الضيافة والمعاملة ، ومن عادات السفر ان المرء يكون مضطربا فلا يمكنه تفحص ما يدور حوله …..

     في مطار السيب بمسقط كان ينتظرني مندوب وزارة التربية والتعليم ، كان الجو ليلا ومسقط مبهرة في الليل، هنالك كم من الاضاءة في شوارعها تحولها الى نهار. اول ما لفت نظري ذلك المسجد الضخم الذى شاهدته ونحن نسير بالسيارة فى طريقنا للاستراحة ، فسألت المندوب العمانى والذى كان يصطحبنا إلى الإستراحة ، سألته عن هذا المسجد ، فأخبرني بأنه جامع السلطان قابوس الأكبر طيب الله ثراه

    اعترف انني شاهدت شوارع فسيحة ونظيفة ، وكنت في تلك اللحظات بحاجة الى زيارة كل العاصمة العمانية ( مسقط )، لكن الوقت  كان ضيق للغاية ، وكنت فد وزعت للعمل فى محافظة ظفار، ولم أمكث فى مسقط سوى ثلاثة أيام فقط ، بعد التمتع بحسن جمالها ومعالمها وجبالها ، وتوجهت الى محافظة ظفار لتبدأ رحلة الاقامة والاستقرار ، كان ذلك بمثابة فرصة تاريخية لا تعوض ؛ فقد كانت فترة غنية المعنى، وكان من واجبي ان اكتشف عمان على حقيقتها، فلدينا متسع من الوقت .

    كانت اول طلة علي خارج العاصمة : حين حملني التوزيع للعمل الى ابعد من مدينة صلالة الجميلة الرائعة موقعا وتاريخا، الى قرية جبلية وساحلية ( ولاية ضلكوت ) .. وبدأت الرحلة بجمالها ومقصدها، الا انني انبهرت بالجمال الطبيعي للتضاريس التي واجهتنا فيها . لشبكة الطرقات المدروسة التي كم كان صعبا شق الجبال الهائلة لتمريرها وكم هي التكاليف الباهظة لتحقيق مشاريع كهذه .. وقد عرفت لاحقا او رأيت بنفسي مشاهد مشابهة وكل المشاهد العمانية متشابهة تقريبا في حفر الجبال من اجل ربط الوطن ببعضه تحقيقا لتلك الاخوة العمانية. واذكر انني قطعت الطريق بين مدينة صلالة وولاية ضلكوت ، فلم ارى في حياتي مشاهد جمالية صنعتها الطبيعة كما رأيت، اكاد احيانا لا أصدق انها ليست من صنع نحات ماهر تمكن من اللعب الفني بهذا الشكل .. ولأني مثلا اعرف الأهرامات فى مصر ، وانها من العجائب ، فإن في سلطنة عمان مشاهد مختلفة لم يمسسها انسان، ولدت مع الارض واستمرت جمالا عبر التاريخ لايضاهيه اي جمال.

    وصلت الى الاستراحة وكان الليل قد دخل ، وفى صباح اليوم التالي ذهبت الى مدرسة ضلكوت بنين واستلمت العمل ، وكان لحسن الاستقبال والضيافة انطباع طيب نقش على صدرى حتى هذه اللحظة التي اكتب فيها رحلتي مشاركة العمانيين إحتفالاتهم بالعيد الوطني الثاني والخمسين .

    عندما أتحدث عن سلطنة عمان التى رأيتها وعشت بها، وعشت هذه التجارب أنا وأسرتي  .

    ——————————————————————-

    الأمن والأمان نعمة عظمى من نعم الله المنان، ومن ميزات سلطنة عمان، فالإنسان يبحث عن الأمن والأمان دائما في شتى أنحاء العام، وأهل السلطنة من المواطنين والمقيمين بحمد الله تعالى يستفيدون من هذه النعمة ليلا ونهارا. أهل عمان أهل المحبة والاحترام، أهل التآلف والتسامح والإكرام، كأنهم يرددون دائما من لم يرحم صغيرنا ولم يوقر كبيرنا فليس منا، الإحترام والهدوء شعار التعامل بين الجميع ؛ فلا يحتقر شخص شخصاً بسبب النسب والقبيلة والوطنية وغيرها من الأسباب، فلهذا لم تشهد السلطنة أي نزاعات قبلية، مذهبية، طائفية منذ بداية النهضة المباركة عام 1970 م

    المواطن لا يتطاول على الوافد بسبب أنه وطني وله حق أن يتطاول ويقول أنا وطني عماني والوافد لا يخاف ولا يهتز جسمه بسبب أنه أجنبي أو غير عماني، بل كلهم يأخذون ويطلبون ويؤدون حقوقهم للآخر، وكلهم يقفون في طابور واحد، ويحترمون بعضهم بعضا.

    لا ريب أن السلطنة دولة عربية عريقة أصيلة، أهلها عرب ولغتها عربية، لهم عادات وتقاليد ومنهج عربي إسلامي ؛  لا يفرقون بين العربي والأعجمي بل يحبون كل إنسان ويريدون الخير لكافة الناس جميعا وهم يعرفون بأخلاقهم الرفيعة ومعاملاتهم الطيبة يعطون كل ذي حق حقه، سواء يكون عربيا أو أعجمياً، وأي زائر لا يرجع إلى بلاده إلا ويتأثر بأخلاق أهل عمان

    يفتخر كل مقيم على أرض عمان بإنسانها الطيب المستقر الهاديء والمتزن، ولذلك من الصعب ان ترى اشكالا بين الناس فيها، او تسمع كلاما خارج التهذيب البشري ؛ فعمان  مرآة للصفاء الانساني في اروع صوره، غرست فيها النهضة المباركة كل الحقائق الموضوعية التي يعيشها انسانها، وهي على تطور وتطوير دائم لأن لدى انسانها الاستعداد الثابت بأن لا يجف عرقه قبل ان يصنع منها لؤلؤة الدنيا.

     وفي نهاية مقالي : يسرني أن أتقدم بأسمى آيات التهنئة والتبريكات بمناسبة العيد الوطني الثاني والخمسين المجيد إلى سلطنة عمان -قائدا وشعبا ومقيما -  أعاده الله - سبحانه وتعالى - علينا وعلى أهل عمان بالخير الدائم والرخاء والأمان، متضرعا إلى الله -عز وجل - أن يديم على الجميع الصحة والسعادة، وأن يسدد على طريق الخير خطاكم وأن يحفظ عمان على مر الزمان .

    *كاتب المقال

    كاتب صحفى

    و معلم مصري

     مقيم بسلطنة عمان

     

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: حسن بخيت يكتب عن : في ذكرى إحتفالها بالعيد الوطني الثاني والخمسين .. سلطنة عمان في عيون المصريين Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top