• اخر الاخبار

    الأحد، 20 نوفمبر 2022

    الولد الذي لاشيء !!..قصة قصيرة..بقلم: شوقي كريم حسن

     


    —-١—

    (الدنيا خطوات  ثقيلة تحمل على ظهرها  صليب الفواجع  والاثام ،تتعثر منكفئة  الى حطام  فوضاها  .لكنهابهدوء ودونما صخب تنهض راكضة  وراءمجهول لاتفقه من امره شيئاً..الدنيا ذبابة مقطوعة الاجنحة عرجاء بثمالة قسوتها ..تطن..وتطن..وتطن… لتجبرنا نحن صغار البط التائه عند  حواف الشطآن على الاصغاء الى اللاشيء( ياليل

    مالك تأسر ارواحنا،/تغرينا لنسلك دورب العذوبة والعذاب./ياليل  رؤوسنا صخب/ ..قلوبنا صحراء مداياتها  سؤال ..

    ريحه انجبت تلالاً من الاسئلة الميته/ياليل

    الى ماذا تقودنا/؟!! ……….!!

    ….لانفقه من امر وجودنا سوى تواريخ مضمخة بعفونة الاكاذيب،وحكايات تمنح السفلة تقديساً يجلسهم  بمحاذات الالهة الذين ينظرون  باحتقار وريبة شديدين الى مايلهي افعالهم بالقبح.. الكانون بلهبه الاصفر  وثعولة دخانه، اكبر مركبات الانتقال ،من زمن الى اخر،من مكان قاتم تحاوطه الخفافيش،الى مكان تسيل من بين جدرانه الموغلة بالسواد،روائح ماجنة وضحكات نسوة فارات من ضجر الانتظار، يحطنا الكانون حيثما يريد، يرقب ما نفعل….يدون احتجاجاتنا ،ضحكات رضانا ونثيث حناجرنا الاهثه بالمجون(الاولاد الذي كنا نشبه  كلاب الاسواق،تثيرنا نوبات نباح،مخزية

    ماتلبث ان ترمي بنا الى وحول الشط،وملحوته.

    —لاتلمس غبار الايام.. مادمت لاتجيد الاحتفاظ باهميتها..وضرورة وجودها معك اينما كنت!!

    تلك هي وصيتي التي احتفظ بها ،ولكن مالذي يحدث ،ان لامسك الغبار دون دراية منك ..واحاطتك اكوام من الاسئلة المرة.. المنقوعة بحنظل  الانكسار والتيه؟!!

    الفراغ دائرة تضيق كلما تصاعدت عواصف

    الضجر والبلادة والشذوذ،!!

    فلمِ تريد الجلوس  ،معلناً ان الافعال مجرد

    صنوج تدمر الهدوء!!

    لا يمكن القبض على خيول الفجيعة..لايمكن

    البقاء ،لان رنين نواقيس الحكايات بدء يتصاعد ..ويتصاعد..دون هوادة او فهم!!

    ——٢——

    /—توقير الحنجرة..وحده من يصنع البهجة ويعطي للانسان قدرات عجيبة على تجاوز

    الضيم والقهر الذي لحق به..الحنجرة قادرة على تذليل مايمر من الصعاب..!!

     يردد بمناسبة او من دونها ماغدا بالنسبة لنا نشيداً  تتلوه حناجرنا بلذة وحبور وانتشاء، كلما طلب الوقت منا ذلك ،نراقب تلونات حنجرته ،وحركات يدية اللينتين مثل ورقة بردي،يرفس القاع بمتتاليات ايقاعيةتثير مباهجنا المنطلقة الى عمق القبول،تنشمر الدشاديش مصحوبة بايقاعات هجينة  ، ليستقر  العري  عند لجج الماء الماسك باخضرارات تندفع ببطء مشكلة  دوائر خضر تتسع،وتتسع ممسكة  باكف التلاشي عند حد لاندركة،يقفز الى علو مبالغ فية،تشرأب رقابنا مراقبة ما يمكن ان نسميه معجزة طيران، يغيب في أفق  تحدياته،وبهدوء العارف يسقط الى عمق الكدرة صارخا……

    —لمو ارواحكم ..واعرفوا ان هياج انفسكم لايفيد بشيء ..بنات الماء منتظرات الاشارة عند حافة العابهن!!

    تحاول ارواحنا المبهورة بالافعال،تقليد انحداره الى العمق،لكن الانفاس تنقطع،

    وتجحظ العيون  متشبثة باذيال الظلمة التي لاتفصح عن رغباتنا،يصيح،

     —وجدتها.. وجدتها….ابتعدوا حتى لاتهرب..

    شكلوا طوقاً .. او تراجعوا…!!

    تتعالى الاكف بالتصفيق،والترحيب بالقادم

    الذي لم نره بعد،ترتفع اليدين الغارقتين بوميض البياض اولاً ،لنبصر الفراغ الذي اثار زعلنا واستغرابنا،لم نتعودمنه الكذب،كان دقيق الوضوح،مرحاً بادهاش ،يتعالى الجسد القيري الى علو دون رفقة احد ،ابصارنا ترمي حبالها اليه،

    ممسكة بما نشتهي ونريد،لحظة الهبوط الثانية،ابصرناها تحتمي  بدفء جسده الابط

    مثل جرية مزهورة،شهقت الارواح متعجبة

    محاولة الاقتراب منه،لمعرفة السر،لكنه اشار الينا بالابتعاد،تراجعنا قليلاً، لتتفافز بين اقدامنا الماسكة بالطين،نساء بيض  يرتفعن

    قليلاً، مطلقات ومضات ضوء  لم نر مثله من قبل،مصحوبة بقهقات  متقطعة تثير مخاوفناواضطرابنا،  دون قرار تنطفيء مصابيح ابصارنا،نتلمس مااختفى من الضوء،لكن ثمة ما أصابنا بالفشل،  نسمعه يقول،بصوته الناعم مثل ذرات رمل.

    —-ليتكم تبصرون ما ابصر..الدنيا غير الدنيا

    والابتهاجات كثار… اشعر بانفلات حنجرتي

     واود الطيران بعيداً برفقة ضوء…

    /لاترمي روحك في ظلمة يَّم..

     الارواح زجاج..

    العتمة قول مفتون بالرفض..

    وهروب الوقت انثى  تطاردها احلام  جفاف..القول تهشمه توسلات النسيان..

     القول زمان /!!

    ترتجف الحناجر مصدرة اصوات مدفونة  بالهمهمات العاجزة عن الافهام،يأخذنا بهدوء الى حيث تتبدد الظلمة وتظهر المعاني امام ابصارنا الشاعة  قبولا،الحناجر

    باجنحتها البيض الرافة انتشاءاً مثل اجنحة الفراشات ،ترمم ما فلشته لحظات الخوف ،يمسك بقوارب قبولنا ،منحدراً بنا الى  ظلام العمق دون اعتراض ،مصحوبين بصمت مكلل بالريبة والامتنان.

     

    ——٣—

    (  الروح  تعيش ازمنةغربتها، واجمة تبصر ما كانت عليه ،حتى وان تحولت الامكنة الى رماد،مهما حاولت  الايمان بامكنة وجودها.. تعاود رمي شباك الحنين علها تمسك بما تبقى من مسرات الايام وفواجعها.. تبصر لحظات النسيان علك تجد وسط الفراغ مايسد جوع ايامك الرافضات لهشاشة وجودك،واحساسك بالعجز المطحون ببذور فاسدة من الريبة،

    —الى ماذا تصبو..ومالذي تريد،،والايام اقعدتك  هشيماً لايلفت انتباه المارة، ولا يثير شفقتهم واهتمامهم..

    ،(هشومه الخنة) الاتية من اقصى قرى (زنجبار )مصحوبة بأم خرساء تتمتم بكلمات تجعل كل مايحيط بها يتحرك مؤديا  اشارات الطاعة ،وأخ يحمل هموم الدنيا  على كتفيه، الغائرتين الى اسفل ظهره المنحني مثل قوس مشدود،الام  الغريبة الاطوار،الحادة المزاج،المنفوشة الشعر مثل دجاجة خرجت  للتو من عراك شرس اسهمت فيه كل ديوك المدينة السائبة بين اكوام النفايات، وملفوظات السوق ،  اعتادت مناداته ،بلقب  شاع بين" البيوت ،والازقة والاسواق ،حتى صا ر مضرباً للغرابة،لم يك الاباء يعرفون معناه وما تريده العجوز الرامية برذاذ القهر اينما مرت

    (ديرتي عافتني وما عفتها،،،لماذا يطالبني دهري بان  اظل عارية امام اناس لا اعرف عنهم سوى طمع بجسد تحرقه الاماني،وتذر رماده آهات المتوسلين، (طفك) المهوس بلملمة الحناجر واعادة تكوينها بحسب ما يرغب،لا احد منا نحن المتابعين لخطاه ،العارفين بأهمية مايقول ويفعل  يمكنه الاعتراض،حين تتساقط آهات حنجرته بين الاقدام مثل حبات عنب اسود،

    تلوذ انفاسنا باردية عتيقة من الصمت،اردية ورثناها اباً عن جد،لانها الوحيدة القادرة على حفظ لواعج نفوسنا،واحلام الحكايات  التي جعلتنا ندوس مدناً طافحة  بالفجور والامتهان،  والسعادات الواهنة التي جعلتنا نفيض مثل مياه الانهار بين مسارب خفية تشبه كهوفا مهجورة لانعرفها ، مثل افعى  تتلمس مسارها  بحذر ينسل بنا امراً الابواب الخفية بصوته الشجي الماطر عذوبة ومسرات بأن تفتح الابواب ،ننصت برعب الى الاصوات التي انبثقت فجأة مصحوبة بصهيل خيول، ونداءات تتوسل وجودها الذي بات على محك سيوف البقاء ،تخلى( طفك)  عن وقاره وحشتمته،اخذاً برقابنا الى اتون نيران مستعرة، صاح ملعلعاً.

    —-مدنكم هذه خذوها من حيث ترغبون والى حيث ترغبون!!

    —لاتشبه المدن التي نعرف..إن بها وحشة..

    تشبه غيلان تنتظر التهامنا!!

    — مالنا وهذه المدن ..دعونا نعود ..

    —-اياكم والتوغل بعيداً..خذوا حذركم،!!

    ابصرنا (طفك)بعيني صقر ،يحدق بعلو الى فريسته التي لعثمتها الحيرة،واصابها الارتباك،.—ومتى كانت لكم مدناً تعرفون.نحن اولاد طين ومواقد.. وهذيانات من الاكاذيب، ..كفوا عن رسم ما منحتكم اياه حناجر يابسة..بؤس امهاتنا علمهن جوب شوارع لايعرفن عنها شيئاًً…يرسمن

    باتقان الحنجرة مايردن من صور  المودليات

    الفارهات  الالوان..شعور صفر وعيون تسرق

    روح البحر،،وعشق..عشق يجلل ليالينا بالاهات والجنون..!!

    —-وها نحن لانعرف عن امر هذه الشوارع ما يجعلنا نشعر بالامان…لهاث فراغ لاينتهي!

    —-الفراغات التي تمسك نهاياتها فراغات لاتثير شبق الاشتهاء.. الفراغات دورة بحث عن مستحيل الاطياف والرؤى !!

    (اوقفنا لسانه المهذار بجرأة معرفة السر،

    عند بوابة العناد . يجرنا مثل قطيع

    نعاج ،مرياعها اعمى، اجراس رقبته  اصابها جدب الرنين،كنا نخطو الى امام..امام اشعرنا بالسكينة والاستسلام..وحده (طفك)

    المغسول بالرضا،جلس متربعاً ،تشع مباصره   بالحبور ،مطلقاً حمائم حنجرته صوب  رؤوسنا الخدرة،الباحثة عن دروب خلاص لاتترك اثراً للخراب.………………….  طرقات مدن الماء المختومة بالسر..لا تفك طلاسم حكاياتها سوى الحناجر التي تستطيع  الوثوب الى علو لواعج النفوس، تتلمس نزف خطاها ،خطوة تتبعها اخرى اشد تراخياً وفتوراً،تتناسل بلوى الضياع  منذ مهود طفولتنا غير القادرة

    على تجاوز نواحات القلوب مجللة بالسواد،

    نتلفت متفحصين الامكنة الداكنة،  الغارقة

    بصمت وجودها الوجل،فلا نجد غير حناجر

    متخومة بالجفاف،والفراغ المدوي بصراخ

    لايهدأ ولايستكين!!

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: الولد الذي لاشيء !!..قصة قصيرة..بقلم: شوقي كريم حسن Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top