.يقول البير كامو ....( في عمق الشتاء البارد
اكتشفت اخيرا ان في داخلي صيف لايقهر)
بطلة روايتنا تعيش في شتاء نفسي بارد وصقيع،تحكي عن سيدة متزوجة ولها طفلان،شادي وشاهين،متزوجة من ( امير)،لها عائلة من اب عجوز وام عجوز واختان
،شهلا ومهين،لها خالة تدعى ( محبوب)، وهي سيدة متزوجة من الحاج قدير،فكرت في البداية
تلك الخالة بتبني بطلتنا حين كانت طفلة،والجدير
بالاشارة ان الكاتبة لم تضع اسما لها،كانت
الطفلة التعيسة تشعر بمخاوف عديدة الظلام والاصوات وظلال الاشجار ليلا على النوافذ،ونظرات
المتحرش حاج قدير الذي يحاول لمسها بالكلام والنظرات غير البريئة،اقامت ايام عندهم
وارجعوها لانها تبلل فراشها،فرحت الطفلة بعودتها مع اخواتها وامها،توفي والدها الذي
تعلمت منه ان تكون صامتة وتعيش الصمت الذي تدربت عليه بعد ان اثنى عليها الجميع وشجعها
عليه الناس والمجتمع،كانت الام قد توزجت وهي صغيرة لاتفهم شيئا من الحياة وكانت تظن
انه في محل ابيها ايضا لكن بعد ذلك ايقنت ماحصل
وتغير في ايامها،تزوجت التعيسة زواجا تقليديا حيث انها لاتقل حظا عن اخواتها اللاتي تزوجن نفس
الزواج التقليدي،ولم يكن لهن حرية اختيار الزوج،يتزوجنازواج يفترض فيهم الامان والملجأ
والمستقبل،كن يلجأن على المخبأ لانهن حبيسات الجران الاسمنتية الرطبة والمغلقة.
انتقلت بطلتنا وزوجها وطفليها في عدة منازل
وصل عددهم الى التسعة اخرهم بيت ملك،كانت مساحته صغير خمسون مترا،في محلة اشبه بالصين
الشعبية،بيوت صغيرة وجدران ملتصقة وارصفة ضيقة ومحلات تعد بالمئات،ولانها حبيسة الجدران
وصامتة تعلمت ان تخلق في خيالاتها ابنية جميلة وعائلة سعيدة،وان تتخيل من الاشكال والظلال
اشباح يتقافزون تارة وتارة يتصارعون ويتهامسون تشعر انها تملكهم وقد تحركهم كما تريد
او ترجعهم الى اصحابهم،بعد اقل من عام على سكنهم يقرر زوجها ( امير)،ان يبيع البيت
ويهاجر الى بلد يرى فيه المستقبل( كندا) حلمه القديم،اخبرها ببرود انه سيبيعه ويسافر
هناك،كان عليها ان تخرج من صمتها المطبقة وان تتعلم الاعتراض فهذا البيت ملك وه يمثل
السعادة في نظرها.
لم يأبه لاعتراضها او رفضها او قبولها القرار
قرار رجل والمرأة وضعها ضعيف حين رفعت صوتها هددها بالطلاق فصمتت،وعاشت صراعها النفسي
الخانق وعادت تحدث نفسها وتكتم غيضها،كان امير لايهتم كثيرا لامرها يخرج ليعمل و هي
تقوم بكل مافي البيت من اعمال وهي صامتة غير معترضة وراضية،تهتم بطفليها وتعلمهم ان
يحذروا تحرش الغرباء وان لايكونوا اشباهها في الصمت والاخفاء.
نشرت الرواية عام ٢٠٠٢ من مؤسسة هوشنك كلشيري
وجائزة يلدا الادبية كافضل رواية في العام نفسه،وشهادة في الدورة الاولى جائزة( اصفهان)،الادبية
في العام ٢٠٠٣في حين فازت القاصة( فريبا وفي) المولودة والمقيمة في طهران عام ١٩٦٣،على
عدة جوائز ادبيةمن مؤوسسة ليبروم الالمانية في العام ٢٠١٧.
تمكنت الرواية من خلال عدة شخوص ان تطرح
قضية نسوية عامة،المرأة الايرانية المهمشة والمعزولة عنوة في زيجات وحياة مفروضة فرضا،اشارت
الى السجن النفسي والعذابات التي اختارها لهن المجتمع،اوضحت العادات والتقاليد التي
تزيد من التهميش وتقليل الاهمية،اجادت في الطرح النفسي والتلقائي وبوح النفس بعد ان
جزعت من الصمت المؤلم كالملابس الخانقة ،وعدم الاحساس بها وبمعاناتها وصراها في الحياة
،وعدم منحه الثقة والشك بقدرتها ،استخدمت لغة الحوار باسلوب سلس وعفوي في التنقلات الزمنية بين الماضي
والحاضر.
0 comments:
إرسال تعليق