• اخر الاخبار

    الاثنين، 4 يوليو 2022

    صاحب الفضيلة الشيخ سعد الفقى يكتب عن : عالم جليل.. من منا لا يعرفه

     


    كنت أنا ومن علي وتيرتي نستمع اليه ونستمتع  وهو يلقي المواعظ في العزاءات والمأتم . كان خطيبا مفوها وواعظا لايشق له غبار وعلما من أعلام الدعوة الإسلامية . انه استاذي الراحل الدكتور أنور عبد الفتاح العطافي ابن قرية بانوب  دقهلية .

    كان له سمت خاص شاب متزن وقور نظيف في ملبسه وهيئته اذا تكلم في محفل صمت الجميع وكأن علي رؤوسهم الطير .رجل دعوة من طراز فريد.. اللغة عنده رصينة وثابتة والأدلة حاضرة وفي موضعها تماما . القرآن علي لسانه سلاسل من ذهب .

    كم من المرات استمعت اليه وهو يخطب الجمع ومن حسن حظي أن والدي كان من مريديه وأحد المقربين الي قلبه .فقد دعاه لأداء خطبة الجمعة والصلاة في مسجد بلدنا الوحيد واليتيم ولبي الراحل الكريم دعوته وكان يوما مشهودا  مازال الأحياء يتذكرون خطبته وقد دعا الي التألف والحب والتواد وأنه لا داعي للقطيعة بين الناس مستشهدا بالأدلة الثوابت من القرآن والسنة التي تعضد ما يقول وصدق فيه قول شاعرنا الكبير أحمد شوقي

    وإذا خطبت فللمنابر هزة    ... تعرو الندى وللقلوب بكاء

      رأيته وهو يترجل كثيرا بين قريتي أبستو وبانوب مسبحا وذاكرا لله سبحانه وتعالي .عندما تخرج من كلية أصول الدين كان الاول علي دفعته وقد عين في وزارة الاوقاف خطيبا فالتف الناس حوله .ثم سرعان ماصدر قرار جامعة الازهر بتعيينه معيدا بالكلية فعرف بين  الأساتذة بأنه العالم المبدع والفقيه القادم من الزمن الوارف .

    شغله العلم لسنوات تحصيلا ودراسة ونشرا بين الناس وهو ماكان سببا في تأخره عن الزواج والارتباط بشريكة عمره  . مع أن كثيرا من عائلات المنطقة كانت تتمني مصاهرته والتقرب اليه ومن منهم مثله في غني النفس وبسطة العلم وكرامته التي كان يحافظ عليها والتي جلبت له الكثير من المشاكل.

     لم يكن استاذي الراحل متكبرا ولكنه كان متواضعا تواضع النفس التي لاتقبل الضيم وربما كان ذلك مبعثا لبعض الأحقاد وهو أمر طبيعي ومنطقي.  عندما وطئت قدماي كلية اصول الدين بالمنصورة كنت حريصا علي الالتقاء به والسلام عليه والقرب منه فهو قريب من والدي بل كان يعتبره الأخ الاكبر له .

    استقبلني بحفاوة وترحاب بالغين  .وربت علي كتفي ودعا لي بصلاح الحال . مرت الأيام ومرض العالم الكبير  وهو في ذروة التوهج العلمي وفاضت روحه  الي بارئها تاركا خلفه ميراث كبير من البحوث والكتب والمشاركات العلمية ويكفيه ماقيل عنه من أساتذة كبار منهم الدكتور / احمد عمر هاشم والدكتور الراحل / موسي شاهين لاشين ومولانا الامام الاكبر الراحل الدكتور / محمد سيد طنطاوي  وغيرهم كثير فقد كانوا يعرفون مكانته  وقدره الأدبي والعلمي .كان من عداد المفكرين القلائل في جامعة الأزهر وصاحب أراء صائبة واجتهادات علمية  متميزة.

    قالوا عنه " فارس من فرسان علم الحديث  وأنه  بخارى الدقهلية  لشدة حفظه للسنة النبوية المشرفة.

    وقال عنه الدكتور /احمد  عمر هاشم

    ( كيف أناقش العطافى وهو أستاذ الحديث)

    وعندما كان الدكتور أحمد عمر هاشم فى ندوة علمية فى مدينة  المنصورة وسئل أحد الطلبة د/ احمد عمر هاشم فرد قائلا لا  أفتى وأنور العطافي بالدقهلية .

    رحم الله العالم  الجليل أحد اعلام جامعة الأزهر الشريف .

    **كاتب المقال

    كاتب وباحث

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: صاحب الفضيلة الشيخ سعد الفقى يكتب عن : عالم جليل.. من منا لا يعرفه Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top