(اكتب لاولئك الذين
لايستطيعون القراءة،للمداسين الذين ينتظرون في صف،طوال قرون،ليدخلوا الى التاريخ،للذين
لا يستطيعون قراءة كتاب او شراءه). (ادواردو غاليانو)
مجوعة قصصية تضم
قصص قصيرة لاتتعدى عدة سطور،فيها الخيال الساحر، وصوت الانسان حين يكون حقيقيا،حين
يولد من الحاجة الى الكلام،حيث لا احد يستطيع ان يوقفه،حين يمنع عنه الفم،يتحدث بالايدي
والاعين، واي شيء اخر،كل واحد من البشر لديه شيء يقوله للاخر،بعضها يستحق ان يحتفى به وبعضه
يعاتب عليه،.
مواضيع مختلفة
البائع والمشتري،الضائع والتائه في طرقات الحياة،لكل له نصيب منها،في الشوارع والمباني
،احلام الاطفال والكبار،مسارات مختلفة،
معركة الانسان
مع محيطه وذاته،رحلات الى ارض الاحلام التي تغص بالبشر الذاهبين اليها،هم يتحدثون ويتحركون
ويحدثون جلبه وضجة،بعضهم لم يركز بشكل ملائم،لان حلمه بليد ومضحك او كئيب.
فهناك رجل يتجول بحثا عن حلمه الذي قطعه احدهم بلا رحمه،بعضهم التقط
القطع ورتبها مع بعضها بعضا ليصنع راية متعددة الاشكال.
هناك سيدة نسيت
احلامها في جزيرة والتقطها اطفال سيدة اخرى ليجربوا ان يعيشوا حلمها.لكن الاحلام تغادر
وتنطلق في رحلتها،في محطة قطار تودع بعضها بعضا على الرصيف،ملوحة بمنديلها.
عالم الخيال اللاهب،حيث
البحر الهائج يقول حكاياته،الاشرعة والسفن في ذهابها ومجيئها وايابها،ترحالها وسكونها،الانابيب
الفلورية واللمبات المحروقة حتى الاسلاك والزجاج ،يمكنها ان تتحدث وربما تؤكل.
تسير الاحلام من
تاريخ ارض هافانا الى سحاب امريكا اللاتينية،والى
مدينة كيتو فتياتها وتلالها المنحدرة،الى حكومة الاوروغواي وحروبها الدورية
ضد التهريب،مارا بوصايا الجنود والمحاربين.سجون ( الاوروغواي)، الدكتاتورية،احكام العقاب
التي ينالها السجناء جراء جريمة رسم الطيور والازواج او النساء الحوامل،او الذين يقبض
عليهم وهم يستخدمون مناديل مطرزة بالازهار،ويحكمون بالسجن الانفرادي،لان احدهم دخل
الى غرفة الطعام دون ان يمشط شعره،او لانه ادخل راسه تحت الباب،او لانه اهان كلبا يعتبر
عضوا في القوات المسلحة.
تناول الكاتب،
ثقافة الارهاب والاستعمار الذي يبتر الفرد ،ويمنعه من الكلام ،من الفعل ويمنعه من الوجود،والاستعمار
اللامرئي الذي يقنعك ان القناعة هي قدرك والعجز طبيعتك،يقنعك انه ليس من الممكن الكلام،وليس
من الممكن الفعل،وليس من الممكن الوجود.
نبذة عن المؤلف
الكاتب ( ادواردو
غاليانو)، في هذه المجموعة القصصية يروي حكايات عن البشر الصغار جدا المخلوقين حديثا،الذين
لاتزال رائحة الطين تفوح منهم،وعن شخصيات جسورة عرفها،كصناع التاريخ والحياة،في ايجاز
كبير ،تناول احلام الواقع والمنام واليقظة،تاريخ الامم باسلوب دمج الفلسفة والواقع
والخيال،يدخل القارئ بين العتمة والضوء،بين حرارة الحياة وسخونة الموت.يشير ايضا الى
مسألة الايمان(ايمان الفرد بوجوده)،
بناء قصصه كان
من دون مقدمة هكذا يقودنا الى حبكة دون نهاية واضحة،يجعل القارئء يختار النهاية التي
تناسبه،يمنحه حرية التعبير النفسي،وكانه يمنحنا اجنحة نطير بها بسطور قليلة، بين التاريخ
والامم،بلغة فلسفية جميلة وخيال متقد وساخر
ومتأمل للبهجة والحياة.
0 comments:
إرسال تعليق