دولٌ عظيمةٌ أصبحت
مسموعة الكلمة إن تدخلت مهما كانت القضية المَعنية يُضرب لها ألف حساب ، تحتضن ألاف المهاجرين من بينهم العرب ، الواجدين فيها كل متطلبات الحياة
وعلى رأسها معاملة الأحباب للأحباب ، مناصب
شغل تشرِّف بما يتبعها من حقوق وبيوت مرافقها موحدة على نفس الأسباب ، الأمن
والأمان وراحة الأجساد كما تطالب بذلك الألباب ، لكل مقام حُرمته كما لكل إقامة باب
، يُطرق بلطفٍ مُقَيَّدٍ بما يكون دوماً على صَواب ، إذ القوانين مقدَسٌ تنفيذها والبشر
مهما تفاوتت بينهم الدرجات أمام العدل العادل واحد بريء والآخر بالخروج عن التصرُّفِ
المشروع (مهما كانت القضايا) مُصَاب ، ليلج نفس الزنزانة أكان ثري الصفة أو عديم الحيلة
لاكتساب الوفرة لما ارتضاه لسؤاله كجواب ، الديمقراطية فيها تربية يتدرَّج في تطبيقاتها
انطلاقاً من التعليم الأساسي إلى أن يصبح أطفال الأمس نساء ورجال الغد يحوم فوق فضائهم
التفاهم والتعايش والاحترام أكانوا من المعارف أو الأغراب . دول نهضت لتسير فوق طريق مستقيم معبَّدٍ باحترام
حقوق الإنسان مهما كان الميدان كل في موضعه فاعِلٌ ما وَجب حيال عموم العامة أو خاصية
الأصحاب ، إذ لا فضل لذاك على هذا كيفما كانت الألقاب ، الوزير كالغفير في أخذ الصفِّ
للحصول على نفس المنفعة المبتاعة بنفس السعر المُراقَب استهلاكها بحزمٍ دون مجاملة
لحاكم انحرف بغيَة نشر الخراب . دولٌ النَّاجح فيها مَن يجتهد لتحصيل العلم سبيل تطوير
مكانته الوظيفية والمجتمعية وتوفير إمكانات مادية مُستحقًّة بالقانون وليس بأي أغراء
خلف قناع جذاب ، الصالح خُلُقاً وخِلْقَة ممثّلة فيه الأغلبية الساحقة ينشط بلا تحفظ
مهما كانت الجمعية ثقافية أو سياسية بحرية مِثالية مسؤولة يناقش الواقع الملموس وليس
الهائم مع السراب ، يدافع عن موقف كمواطن يسعى لتحسين الخدمات العمومية انطلاقاً من
توفره على معلومات تفصيلية موضوعة بسهولة بين يدي كل مؤدي الضرائب كواجب مُستوجَب ،
السياسي عن حكمةٍ واطلاعٍ مُسهبٍ على أسرار تقنيات تدبير قيادة دولة تحكمها أمة إن
كان هذا أقصى هدفه وصل لكن بشروط منها التحلي
بثقافة خدمة الشعب ، مادام التغيير في متناول المحكومين متى أدركوا تسلُّط فيروس الخروج
عن المساطر المُتَّفق عليها كقواعد لأسس الحكم الرشيد الفاتح بالحق والقانون حيال الجميع
كل الأبواب ، لا وساطة ولا توجيه مُؤَدَّى عنه كرشوة ولا تحايل على الثوابت المقرر
الحفاظ عليها كنماذج لا مَحِيد عنها قائمة على قيم احترام الإنسان وصولاً لتبوُّءِ
أفضل مقام بين الأقطاب .
... كندا كأرضٍ
(مهما اتسعت) قطعة من الجنَّة ، مَن واصَلَها أحسَّ انتقال روحه إلى وعاء زجاجيٍّ شفَّاف
تستحمُّ داخله بنور الجمال لتعود حيث شاء القدر
لجسدٍ يشعر كأنه من جديد خُلِق ليعيش ما تبقَّى له البقاء ، كامل المتعة بعد حرمانه
منها لعقود خلت ، قضاها فيما يُوصف عن جدارة واستحقاق ، في سجن الهواء الطَّلق . كندا
بمائها الوفير ضمان لاستقرار الحياة نظيفة جديرة بالسعادة مند الولادة إلى متمّ ما
تمتعت به من سيادة ، نظمت مِن خلال زمن لا يُعدُّ بالأرقام وإنما بسنة التجديد ما يلمسه
الزائر البشر ، فيتمنى أن يذوب بين الباسقات من الشجر ، قممها أعشاش أروع أَطْيَار
، صباحها الباكر مهرجان عناء ، ترقص عليه نجوم علياء ، من وراء ستار كثيف مفعم بالخير
المتساقط حبات بيضاء ، لنسج لباس تهديه الطبيعة للعروس الأرض وقت زفافها لفصل الشتاء
، القارص كما يشعر به الغرباء ، دون مُحبِّي تلك الأجواء ، الطليقة بلا قيد أو شرط
سوى أن يتفهَّم مَن فيها يتمعَّن أن دفءَ القلوبِ مصدره الحب ، في عُرف تلك الديار
الباقية عذراء إلى قيام الساعة .(يتبع)
0 comments:
إرسال تعليق