• اخر الاخبار

    السبت، 4 ديسمبر 2021

    « ثقافاتٌ ورؤى » ..بقلم/ أ.د. أحلام الحسن رئيس القسم الثقافي ..{{ بسم اللٰهِ الرّحمٰنِ الرّحيم بين دفتي الأراء واﻷهواء أين الحقيقة " سلسلةٌ في حلقات }}

     


    في بدء أولى هذه الحلقات المختصرة يطيب الكلام بالصلاة على محمدٍ وآل محمدٍ فصل اللهمّ على محمدٍ وآل محمد ٍ كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وآل محمدٍ كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيد.

    وفي هذه الحلقة وكما سيليها بإذن الله سأطرح بعض الاستنتاجات الموضوعية المختصرة من خلال ما ورد في تفسير سورة الفاتحة ومحور الحلقات ( البسملة ) من خلال أشهر كتب التفسير وهو " تفسير إبن كثير " علّنا نصل إلى حكم العقل فيما أُختلف فيه الأراء حول هذا الموضوع، وحول بعض

    الإجتهادات والعمل بالرّأي مقابل النّصّ الصريح ، والحديث النّبويّ الصحيح  .

    أللهمّ اهدنا لما اختلف فيه من الحقّ ياجواد ياكريم

    ورد في تفسير إبن كثير قوله :

    ((  الفاتحة ، أي فاتحة الكتاب خطا ، وبها تفتح القراءة في الصلاة ، ويقال لها أيضا : أم الكتاب عند الجمهور ، وكره أنس ، والحسن وابن سيرين كرها تسميتها بذلك ، قال الحسن وابن سيرين : إنما ذلك اللوح المحفوظ ، وقال الحسن : الآيات المحكمات : هن أم الكتاب ، ولذا كرها - أيضا - أن يقال لها أم القرآن [1]

    وقد ثبت في [ الحديث ] الصحيح عند الترمذي وصححه عن أبي هريرة قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم ) [2] ويقال لها : الحمد ، ويقال لها : الصلاة ، لقوله عليه السلام عن ربه : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين ، قال الله : حمدني عبدي الحديث . فسميت الفاتحة صلاة ؛ لأنها شرط فيها . ويقال لها : الشفاء ؛ لما رواه الدارمي عن أبي سعيد مرفوعا : فاتحة الكتاب شفاء من كل سم . ويقال لها : الرقية ؛ لحديث أبي سعيد في الصحيح حين رقى بها الرجل السليم ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : وما يدريك أنها رقية ؟ . وروى الشعبي عن ابن عباس أنه سماها : أساس القرآن ، قال : فأساسها بسم الله الرحمن الرحيم ، وسماها سفيان بن عيينة : الواقية . وسماها يحيى بن أبي كثير : الكافية ؛ لأنها تكفي عما عداها ولا يكفي ما سواها عنها ، كما جاء في بعض الأحاديث المرسلة :(( أم القرآن عوض من غيرها ، وليس غيرها عوضا عنها٥ [3])) . ويقال لها : سورة الصلاة والكنز ، ذكرهما الزمخشري في كشافه . وهي مكية ، قاله ابن عباس وقتادة وأبو العالية ، وقيل مدنية ، قاله أبو هريرة ومجاهد وعطاء بن يسار والزهري . ويقال : نزلت مرتين : مرة بمكة ، ومرة بالمدينة ، والأول أشبه لقوله تعالى : ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني ) [ الحجر : 87 ] ، والله أعلم . وحكى أبو الليث السمرقندي أن نصفها نزل بمكة ونصفها الآخر نزل بالمدينة ، وهو غريب جدا ، نقله القرطبي عنه . وهي سبع آيات بلا خلاف ، [ وقال عمرو بن عبيد : ثمان ، وقال حسين الجعفي : ستة وهذان شاذان ] . وإنما اختلفوا في البسملة : هل هي آية مستقلة من أولها كما هو عند جمهور قراء الكوفة وقول الجماعة من الصحابة والتابعين وخلق من الخلف ، أو بعض آية أو لا تعد من أولها بالكلية ، كما هو قول أهل المدينة من القراء والفقهاء ؟ على ثلاثة أقوال ، سيأتي تقريره في موضعه إن شاء الله تعالى ، وبه الثقة [ 4] .

    قالوا [5]: وكلماتها خمس وعشرون كلمة ، وحروفها مائة وثلاثة عشر حرفا

     قال البخاري في أول كتاب التفسير : وسميت أم الكتاب سورة الفاتحة ، لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف ، ويبدأ بقراءتها في الصلاة وقيل : إنما سميت بذلك لرجوع معاني القرآن كله إلى ما تضمنته .))

    "  تفسير إبن كثير "

    مما لا شكّ فيه أنّ لسورة الفاتحة " الحمد" مكانةٌ عظيمةٌ في كتاب الله تعالى لذلك خصّها اللٰه بتسميتها  " السبع المثاني " ولا يختلف العقلاء وأهل العلم على أنّ عدد آياتها تتكون من سبع آياتٍ عظيمةٍ وأعظمها على الإطلاق " بسم اللٰه الرّحمن الرّحيم " ،وكما حدّدها الله تبارك وتعالى في محكم كتابه المبين ،ولا يشدّ عن ذلك إلّا من عمل باجتهاده الخاص .

    الاستنتاجات :

    الإجتهاد واﻷراء مقابل النّصّ :

    [1] : كرهَ أنسٌ والحسن وابن سيرين كرهوا تسمية سورة الفاتحة ب " أمّ الكتاب " كما كرها تسميتها ب " أمّ القرآن " وإنّ هذه المسميات تخصّ اللوح المحفوظ والآيات المحكمات !! .

    [2] : الرد على الرأي أعلاه[1] من تفسير إبن كثير :

    وقد ثبت في [ الحديث ] الصحيح عند الترمذي وصححه عن أبي هريرة قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم ) [2]

    الاستنتاج الموضوعي والعقلي :

    نرى نقضًا شديدًا لحديث رسول الله "ص"  في أراء الإجتهاد ل أنس وللحسن ولابن سيرين والذي قال فيه " ص" ( الحمد للّه أمّ القرآن وأمّ الكتاب والسبع المثاني والقرآن العظيم ) حديثٌ صحيح .

    كما أنّنا نرى اجتهادًا شاذًا منهم ليس في موضعه فهو يعارض نصّ الحديث النبوي الصحيح !

    ووفق القاعدة الشرعية فلا اجتهاد مع النّصّ الصريح سواء من القرآن الكريم أو السنة النبويّة الشريفة، لذا يرى العاقل بأن اجتهادهم هذا قد جانبه الصواب من حيث أنه اجتهادٌ يعارض النّصّ .

    [3] : (( أم القرآن عوض من غيرها ، وليس غيرها عوضا عنها٥ ))

        " حديثٌ نبويٌّ مرسل " .

    [4] : شرحٌ مطوّلٌ سيأتي بإذن الله تعالى في الحلقات القادمة .

    [5] قالوا : وكلماتها خمس وعشرون كلمة ، وحروفها مائة وثلاثة عشر حرفا .

    وهنا نرى نسبة الكلام إلى جهةٍ مجهولةٍ فمن هم الذين قالوا أنّ عدد كلمات سورة الفاتحة خمس وعشرون كلمة ؟!!

    وهذه معلومةٌ بالجهل مركبة وانتشرت بين المسلمين

    فمن هو الذي سيتحمل إثم هذه العبثية بالقرآن الكريم ؟!!

    وماهو المقصد ؟!

    ومن هي الجهة التي زجّت بهذه المعلومة والجريمة الشنعاء في أمّ القرآن السبع المثاني ؟!!

    والصحيح أنّ عدد كلمات سورة الفاتحة " الحمد" 29 " كلمة بما في ذلك البسملة ، وعملية ترويج معلومة أنّ عدد كلمات سورة الفاتحة " 25 " كلمة لا تخدم إلّا مصالح من يرفض الاعتراف بأنّ " بسم اللٰه الرّحمٰن الرّحيم " آيةٌ من القرآن الكريم وآيةٌ من سورة الفاتحة ومن يعمل بالهوى الشخصي مقابل النّصّ القرآني !!!.

    ثمّ أنّ الزّج بمعلومةٍ خطيرةٍ وفاسدةٍ كهذه له تبعاته الخطيرة على المجتمع المسلم وطالبي العلم والسؤال هنا :

     لماذا تمّ الافتراء على القرآن الكريم وعلى سورة الفاتحة بالتحديد بأنّ عدد حروفها 113 حرفا ؟!!!

    بينما يبلغ عدد حروفها التامة 139 حرفًا بما فيها البسملة 18 حرفا

    تحتاج الأمة للاستيقاظ من كوابيس معتمةٍ خلفها كواليس زُجّت في ثقافتنا الإسلامية عنوة.

     

    • تعليقات الموقع
    • تعليقات الفيس بوك

    0 comments:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: « ثقافاتٌ ورؤى » ..بقلم/ أ.د. أحلام الحسن رئيس القسم الثقافي ..{{ بسم اللٰهِ الرّحمٰنِ الرّحيم بين دفتي الأراء واﻷهواء أين الحقيقة " سلسلةٌ في حلقات }} Rating: 5 Reviewed By: موقع الزمان المصرى
    Scroll to Top