تعسرت ولادة صبح طال إنتظاره و خيوط الظلمة وخيوط النور تشابكت وكأنها شراك نصبت وحبكت مع سبق الإصرار وسبق الترصد ، وبت لا أدري أي هدف أرجو أو أي ملاذ أصل ، وبأي أدوات أعمل وأي أفكار أستخدم ، شردت مني جميعها والذهن يرقب ويترقب ألا من معين؟ ألا من ناصر؟ ألا من أحد يشعر؟ ، والعين تستجمع قطرات فوق بؤبؤها ومايحيط وقد إختلطت معها هموم ، والأنفاس لمَا تزل تصعد وتنزل ورقراق الدمع يمتزج معها و الدنيا لم تعد كما كانت ، إشتعل الرأس شيباً ، الآذان أخذت تتذمر حتى من صوت العندليب والعصافير وهدير النبع القريب ، والغراب قد أعاد ولو جزء من قصته مع قابيل و هابيل حين أحس أحد إبني آدم بسوء الفعل وضاقت به السبل ، وتلاطمت أمواج البحر الهادرة لتبعث رسائل تخبط وتيه وعن أي مسار تسلك حتى تصل الى ما تبتغي وتنشد .
أخذت العيون تتلفت تارة ذات اليمين وأخرى ذات
الشمال ، وبأخرى ترفع البصر عاليا ليرجع من حيث ذهب وكأنه صدى صوت عجول أراد أن
ينبيء من أستغاث لمن يستغاث ، وهوت الأحلام مسرعة من أعلى قمة للحب كانت مخضوضرة
نضرة عجت وتزاحمت بخمائل إحتضنت بين ثناياها أزهار تعددت ألوانها وفاح عبيرها حيث
طابت معها النفوس وأراحت معها الأبدان ، ولا أدري هل سأتسلق الجبل من جديد كي أصل
الى نفس قمته ، أم أن القمة نفسها بجنائنها الخلابة المفعمة بالحب ستبقى تنتظر
قدومي بعد أن كتبت على بابها موصد لإجل غير معلوم أو حتى إشعار آخر ولا أعلم هل
نست هذه القمة أو تناست بأنه لو أغلقت جميع أبواب الدنيا والأكوان جميعا فسيبقى
باب ألله مفتوحا للأبد وإلى يوم يبعثون وحينها سيكون اللقاء الأزلي ولو بعد حين
وإن طال الإنتظار .
0 comments:
إرسال تعليق