ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون ...صدق الله العظيم..
الكثير من المثقفين والأدباء ومن المواطنين البسطاء ضد ثقافة وسلوك النجم محمد رمضان وهذا لا يهمني في هذا المقال بقدر اعجابي الشديد باخراج وسيناريو مسلسل البرنس الذي لم اتابعه الا في اخر اسبوع من رمضان ربما استمالني مشهد المظلوم البرئ لاستكمال حلقاته ليكون المسلسل الوحيد الذي قمت بمتابعته في الشهر الفضيل ..الحدوتة قاسية جدا في طرح الخيانة والقتل في مشهد هو الاول من نوعه في الدراما المصرية وهو اتفاق مجموعة من الاخوة غير الاشقاء علي قتل اخيهم وزوجته وبنته وتجردهم من كل مشاعر الانسانية والاخوة وصلة الرحم في سبيل المال والميراث .. قلنا في البداية ان هذه الرواية تجرم المجتمع وتشوه العلاقات الأسرية بما تحتويه من خيانة وزنا محارم وقتل وفساد لكننا تناسينا ان اول جريمة بشرية كانت قتل هابيل لاخيه قابيل وربما تكون القصة نادرة الحدوث في مجتمعنا لكنها ليست بالمستحيلة والأجمل فيها ان اسلوب الانتقام جاء نظيفا هذه المرة فلم يقتل البطل احدا من اخوانه القتلة والسفاحين ولم يلوث يده بدمهم ايضا جاءت نخبة الممثلين لتصورهم في اقوي ادوارهم فلم اري في حياتي احمد زاهر بهذا التألق المبهر الذي يستحق فيه اعلي الجوائز التقديرية كذلك روجينا الرقيقة تفوقت ايضا في دور الوقحة الشريرة اما المفاجاة الكبري تكمن في اقتناعي بادوارد كممثل فقد لعب دور عمره ايضا واقتنعني بعد عناد انه ممثل ممتاز وكذلك يجب ان أشيد بدور سواق الميكروباس الذي لا اعرف اسمه للاسف حمادة ايضا ممثل رائع......
والحقيقة ان كل الكاست استحق عن جدارة ان يقدم لنا افضل مسلسل رمضاني عدا الباهت البارد خطيب نور الذي يحاول تقليد عمر الشريف ربما لمن اقنعه بانه يشبه عمر الشريف فجاء اداءه باهتا اما محمد رمضان فكالعادة يتفوق كنجم دراما من طراز البطل احمد ذكي رغم معارضيه ومنتقديه ورغم كل سيئات ماسبق ولحق بما قدمه في الشهور الماضية لكننا يجب ان نكون منصفين وعادلين فهذه المرة يستحق أن نصفق له جميعا وللمخرج الرائع وكاتب القصة محمد سامي الذي انهي المشهد الختامي باحترافية شديدة وسط اجواء مبهجة وبحضور الجميع لاستقبال حياة جديدة هادئه بلا عنف بلا قسوة وبلا جريمة.. حياة سعيدة تحت ظلال من الحب جاء لينهي الحقد والقسوة والفساد والخيانة من اصحاب القلوب السوداء ...
الحدوتة في نهايتها تشير الي أهمية البيئة الاجتماعية فمن نشأ على الخيانة والتجرد من مشاعر الانسانية لا يندهش من تصرفات من حوله من امثاله الذين لا يعرفون للشرف ولا للضمير قيمة او عنوان ..كما تثبت لنا جميعا ان الحق والقصاص لا يضيع لان ربك بالمرصاد وان حساب الدنيا لا يضيع وان ضاع فحساب الأخرة أشد عذابا وقسوة .. اخيرا لا أملك الا ان اوجه التحية لكل من ساهم في تقديم هذا العمل الرائع ويبدو ان محمد رمضان سيكون نجم دراما رمضان طوال السنوات المقبلة خاصة بعد العمل الهابط الذي قدمه الزعيم عادل امام في فالنتينو فلم استطع ان اشاهد منه الا بضعة دقائق من كل حلقة قبل البرنس علي قناة ام بي سي 1 ركاكة وضعف في المضمون والمحتوي والأداء جاءت لتجعلني أشفق علي قيمة وكيان الزعيم عادل امام ....عيدكم مبارك ..
0 comments:
إرسال تعليق