لفحت وجهي نفحة عطر اعرفه . رفعت رأسي فرأيتها
.مع ان قدميها كانتا لا تلامسان الارض، لكنها كانت تقفز قفز قبرة في حقل . تأبطت ديوان
شعركان معي وعلى عجل تبعتها .عبثا حاولت ان أقصر المسافة بيننا لكن دون جدوى فبضعة
امتار كانت دائما تفصلني عنها . مر بي كثيرون
مستغربين وجودي في بلد يجتاحه وباء مخيف، يتسائلون كيف اخترقت كل اجراءات الحجر والحصار
؟ ، اومأ لها بعضهم وأعرض بعض آخر. مالت الشمس الى المغيب .اعياني المسير واشتد البرد فرحت ارتجف. عند عارضة حدود
حديدية، امام لافتة تحذير توقفت. كنت وحدي . جلست القرفصاء. من جيب سترتي اخرجت قداحة. وفي ديوان شعري اوقدت النار.على هسيسها وحرارة سطور القصائد رحت أتدفأ.على بعد نفس المسافة وقفت طريدتي وراحت تتأملني
مستغربة . دعوتها لأن تتدفأ معي. نزعت كمامتها .اسفرت عن وجهها . اشارت الى
المسافة الفاصلة بيننا مثل برزخ وأومأت دون صوت ان مستحيل واقتربت اكثر . امعنت النظر
فيها غير مصدق . ياالهي، انها { نون } وهذا
عطرها الذي ملأ المكان . { نون } احب بطلات
قصصي الي .لم اكن نائما يادكتور بل كنت بين
الصحوة والنوم ، ما تعليل ذلك ، هل لأني محموم
منذ ايام ؟ .اعطني رقم تلفون احد اولادك .جاءني صوت الطبيب خالد، صديقي .
ـــ اسمع يا علاء، بلاعواطف، بلغوا السلطات عنه ، ففي سنه ، سخونة الجسم والهذيان ربما من اعراض الكورونا اللعينة . احجروا على السيد الوالد
فورا .سمعت الطبيب خالد يخاطب ابني !.
0 comments:
إرسال تعليق