إن المواطنة العالمية هي من العناصر المشتركة لهوية الإنسان العالمية وحقوقه وواجباته في مجتمعات الهجرة واللجوء على وجه الخصوص، كما أنها مجموعة من القيم الإنسانية مثل: الانتماء والمشاركة الفاعلة والديمقراطية والتسامح والتعايش السلمي والعدالة الاجتماعية، التي تؤثر على شخصية الفرد، وتجعله أكثر إيجابية في إدراك ما له من حقوق وما عليه من واجبات نحو كل من الوطن، الذي يعيش فيه، والعالم بأسره.
لقد ارتبط مفهوم المواطنة ارتباطاً وثيقاً بالوطنية إلا أن عصر العولمة فرض نوعاً جديداً من المواطنة، وهي المواطنة العالمية التي تتجاوز حدود جنسه وبلده إلى فضاء أعم وأرحب.
ومع قدوم عصر العولمة، كان لا بد من بيان الطرق القيميَّة والسلوكيَّة، التي تحدد طبيعة علاقات المجتمعات المختلفة على المستويين الداخلي والخارجي في التأثير والتأثر الاجتماعي والثقافي، ومن هنا أصبح المحيط الثقافي الذي يعيشه الفرد لا يتحدد بمحيطة الجغرافي فقط، كما أصبح العالم يتجه إلى تفعيل المواطنة العالمية على حساب المواطنة التقليدية.
من ناحية أخرى، تُعبر المواطنة العالمية عن ثقافة الانفتاح الفكري والانتماء إلى المجتمع الدولي، ولا يقتصر مفهومها على القضايا السياسية والأمنية، بل يتعدّاها إلى الوعي الصحّي والاجتماعي برعاية حقوق الناس والبيئة والاقتصادات المحلّية والعالمية ومكافحة الفساد الإعلامي والطبّي والقضائي والتعليمي.
إن المواطنة العالمية كثقافة ونمط حياة تُعتبر منطلقاً لممارسة الحق الإنساني بكل أشكاله ومواقعه، وهي ثورة على الظلم والفساد والعنصريّة في كل مكان، والموضوعات الأساسية للمواطنة العالمية هي: السلام العالمي، والتعاون العالمي، والمسؤولية الأخلاقية، وقضايا حقوق الإنسان، والتعددية الثقافية، وكذلك الحفاظ على البيئة، وعالمية الفكر، وإثراء المعرفة.. وتوسيع المواطنة العالمية لازم لضمان التفاعل الحقيقي بين البشر في عصرنا هذا.
*كاتب المقال
أستاذ بجامعة عالية كولكاتا - الهند
0 comments:
إرسال تعليق