في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات العالم من أجل التكاتف والتلاحم والتعاون بين الدول وبعضها من أجل مكافحة فيروس كورونا والحد من انتشاره المرعب الذي يكاد يعصف بالدول ، ولا يفرق بين دولة ولا أخرى ، ولا غني ولا فقير ، ولا سيد ولا صعلوك ،، نجد حالة من عدم الاتزان وهجوم غير مبرر من فئة قليلة من الكويتين في محاولة " لزرع الفتنة" بين الشعبين المصري والكويتي، وذلك بسبب الدعوات الفئوية التي ظهرت في الكويت مؤخرا حول العمالة الوافدة بصفة عامة والعمالة المصرية بصفة خاصة ،، وحملاتهم الغوغائية الذين يروجون فيها لطرد العمالة المصرية من الكويت ويتهمون المصريين باتهامات باطلة لا أساس لها .
وانصافا للحق فان عددا كبيرا جدا من الشخصيات الكويتية المحترمة ، قد استنكرت هذه التصريحات المستفزة وسجلت مقاطع صوتية ومرئية تذكر بقيمة مصر ودورها في محيطها العربي والإنساني ،، وقد صدر بيان محترم من مجموعة كبيرة من رموز الاعلام والشخصيات العامة الكويتية يلفت النظر الي تلك المحاولات للوقيعة بين الشعبين الشقيقين ،، ويدين تلك المحاولات الفاشلة ..
الأمر الأخر الذي لا يمكن أن ننكره ان بعض المصريين وهم أقلة أيضا من المصريين المتواجدين داخل الكويت أو في دول أخرى،، وممن لهم هداف دنيئة خبيثة كانوا وقد بثوا مقاطع مصورة من خارج مصر .. تحمل الكثير من الإساءة للشعب الكويتي ورموزه ،، وهذا مرفوض تماما ، وغير مقبول على الاطلاق ..
التساؤلات هنا :
-- لماذا طفحت مجاري تلك الدعوات العفنة من الجانبين المصري والكويتي في هذا التوقيت ؟! رغم ان مئات الألاف من المصريين متواجدون في الكويت منذ عشرات السنين والغالبية يشيد بأخلاقهم ، ودورهم في بناء دولة الكويت ونهضتها الطبية والتعليمية والمعمارية .. ..الخ
-- لماذا لم نرى أو نسمع هذا التطاول على المصريين والتقليل من دورهم وعملهم في أي بلد خليجي آخر، ولا في أي بلد من دول العالم الا في دولة الكويت الشقيقة وفي هذا الوقت العصيب ،؟!
-- من وراء زرع نار الفتنة بين الشعبين على حساب مصالح الدولتين؟! ولماذا يفعلون ذلك ؟! الا اذا كان لهم أهداف خبيثة وخلفها دوافع سياسية وغير سياسية .
-- لماذا الصمت الغير مبرر من الحكومة الكويتية على هذا التطاول وإهانة المصريين والتطاول عليهم ؟!
-- لماذا أعطت الحكومة الكويتية "الضوء الأخضر" لوسائل الإعلام لديها سواء خاصة أو حكومية لممارسة هذه التفاهات والمهاترات؟! بالرغم أن تلك التصريحات ستضر بالعلاقات والمصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين .
هل هذه التصريحات والدعوات بمثابة ضغط على الحكومة الكويتية ، و" جر شكل" لمصر باثارة هذه الأزمة ، ومحاولة لنصب فخ وإنهاك مصر في قضايا فرعية لا قيمة لها ..فلا داعي لإثارة مثل تلك المشاكل بين البلدين العربيين الشقيقين الا لأهداف خبيثة قد تضر بالبلدين ..
وفي النهاية أناشد الإعلام في الكويت وفي مصر إلى التناول الإيجابي للعلاقات بين البلدين ، وأن تكون الردود بين الجانبين المصري والكويتي في النطاق الرسمي والحكومي فقط ، بعيدا عن التراشق الاعلامي ... فالجميع يعلم أن تاريخ ومصير مصر والكويت مشترك، ولكل دولة سواء مصر أو الكويت لها كامل الحرية والسيادة علي أراضيها .. وتدعو لأرضها من تشاء ، وكيفما تشاء
على الإعلام المصري تجاهل القضية تمامًا، خاصة وأن العالم كله يعرف من هي مصر ،وحضارة مصر وتاريخها ، وتطاول السفهاء على العمالة المصرية لن ينقص من الحقيقة في شيء، فالجميع يعرف قدر مصرالعظيمة والكبيرة ،، التي تحرص دائما على توطيد التعاون والتنسيق المشترك مع كل الدول العربية وخاصة الكويت ، لما يربط البلدين " مصر والكويت" من علاقات أخوية وتاريخية ، وحرص الجانين علي مواصلة العمل في مختلف المجالات ، لما يجمع البلدين من علاقات خاصة ووثيقة، وتسعى مصر دوما للحفاظ على كيان الأمة العربية، والعمل على تعزيز التضامن والتكاتف العربي.
وأيضا : أناشد الجميع إلى ضبط النفس، وعدم الرد على تلك التصريحات العبثية والدعوات الغير مسئولة، لانها تصريحات لا قيمة لها،، والتي لا تعد بجديدة على هؤلاء الفئة القليلة المريضة ، حفاظاً على العلاقات بين البلدين، وتجنب التوتر بين الشعبين اللذين تربطهما وحدة المصير، وصلات العروبة والأخوة، ومصر العظيمة والكبيرة تحرص دوما على متانة العلاقات مع كل الدول العربية خاصة ، ودوما تتعامل بمعايير أخلاقية مع كل الدول التي تربطها بها علاقات طيبة .
وعلي الحكومة الكويتية ضبط هذه الدعوات والتصريحات التي تحاول بشتى الطرق تشويه مصر والتقليل من دور المصريين والبحث عن دور للبطولة ، واصطناع زخم إعلامي عن طريق علاقتهم بمصر عندما يكون لديهم مشكلات داخلية أو انتخابات في الداخل ، ومن الواضح أن إثارة مثل هذه التصريحات الخرافية يتزامن مع المشاكل والاضطرابات الداخلية التي تشهدها الكويت .
وأختم برسالتي لهؤلاء العنصريين ..
-- ارتقوا بعقولكم وعالجوا قلوبكم المريضة واحترموا الإنسان لإنسانيته ، وعمله وانتاجه دون النظر لجنسيته او مذهبه اوطائفته أوقبيلته.
وياليتكم تتذكرون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر»
اما رسالتي الثانية فهي :
- للأعلاميين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بأنواعها المختلفة موجهة الى الجانبين المصري والكويتي ،، يجب عدم الانزلاق لبث الشقاق والفرقة والشحناء والبغضاء بين الشعبين الكويتي والمصري اللذين تربطهما أواصر الأخوة العربية والدينية والمصالح التاريخية المشتركة"
حفظ الله الشقيقتين مصر والكويت من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن ..
0 comments:
إرسال تعليق